الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

ترميم قلعة الحصن وإعادة قيمتها الأثرية

 

قلعة الحصن، تلك القلعة التي تعود لفترة الحروب الصليبية لم تستسلم كما فعلت من قبل وصمدت في وجه الإرهاب الظلامي، قيمتها التاريخية تكتسب أهمية عمرانية كبيرة وخاصة بعد أن اعتبرتها منظمة اليونسكو قلعة تاريخية هامة لاحتوائها كنوزا من التراث الإنساني العظيم، كان لا بد من إعادة ترميمها وإعادة الألق لأوابدها الجميلة التي حاولت العصابات الإرهابية تدمير أوابدها الأثرية والعمل على محو قيمتها الكبيرة، وتحريرها على أيدي أبطال الجيش العربي السوري.

الترميم وإعادة التأهيل بدأ منذ ثلاثة أعوام من خلال بعثة هنغارية مؤلفة من 14 خبيراً متخصصين في علم الآثار بمشاركة خبراء سوريين بالآثار، وتم وضع دراسات ومخططات للأماكن والأجزاء التي تضررت ولحقت بالكنيسة وقاعة الفرسان والساحة المطلة عليها بفعل اعتداء العصابات الإرهابية، واليوم تستمر أعمال الترميم في نهاياتها ليستمر معها تدفق السياح العرب والأجانب الذين تضاعف عددهم في العام الماضي أكثر من العام الذي قبله، فمع قدوم نيسان القادم ستبدأ البعثة الهنغارية بعمليات تجهيز ثلاث غرف في البيت العثماني للقلعة من أجل استخدامها كمستودع لحفظ وتجميع اللقى الأثرية الموجودة في كل أرجاء القلعة، وكل ذلك سيتم على نفقة الجانب الهنغاري، كما سيتم في الأيام القادمة ترميم الأماكن الخطرة وستبدأ من الركيزة والقوس الواقع في الجهة النوبية لقاعة الفرسان مع استبدال الأقواس المتضررة وغيرها من الأماكن التي لها أولوية سياحية كالممر الاحتياطي الذي يبدأ من جانب الكنيسة وصولاً إلى الطاولة المستديرة التي تقع في الساحة.

والأهم من كل ذلك أن السياح الذين سيزورون القلعة بعد أعمال الترميم سيعرفون أن هذه القلعة بأهميتها التاريخية الكبيرة لن تتهدم قيمتها حتى لو عاث فيها الإرهابيون خراباً، لأن وجهها التاريخي الأثري لن يغيب وستبقى هذه القلعة أحد أهم الأوابد الأثرية في العالم.

نزار جمول