خريجون بخبرة نظرية!
حمص-عادل الأحمد
من الطبيعي أن يحتل التدريب العملي في كلية مثل كلية الطب البشري قسماً كبيراً من الدراسة الجامعية، فالخريج هنا سوف ينتقل للحياة العملية في المشافي، ويجري عمليات جراحية على أساس الخبرة العملية التي اكتسبها خلال سنوات الدراسة.
ومن الطبيعي أن يكون المشفى الجامعي مرافقاً لكلية الطب في كل الجامعات وإلا ما الجدوى من إنشاء كلية تخرج سنوياً مئات الأطباء بخبرة نظرية حالهم حال أي خريج في الكليات النظرية؟!
منذ أيام قليلة أقسم 253خريجاً من كلية الطب البشري في جامعة البعث -الدفعة السابعة عشرة قسم أبقراط الطبي- على مزاولة المهنة بكل أمانة، وهم لم يحصلوا على ما يكفي من التدريب العملي لمزاولة المهنة على أرضية صلبة.
قبل الحرب ربما كانت الحال أفضل؛ فقد كان المشفى الوطني بحمص متاحاً لأن يجري الطلاب تدريباتهم العملية، واليوم أصبح من الصعوبة بمكان الحصول على هذا التدريب الذي يشكل زاد المستقبل، فالمشفى الجامعي مازال يراوح في طور الإنشاء وبين أخذ ورد دون التقدم بخطوات عملية تبشر بدخوله إلى أرض الواقع.!
خلال زيارة الوفد الحكومي منذ عامين كانت الوعود أن يدخل المشفى حيز النور خلال مدة قصيرة، ومازالت هذه المدة تطول وتطول، فقد تغيرت أشياء كثيرة ووقف تأمين التكلفة البالغة أربعة مليارات بالمرصاد ولم يؤمن منها حتى الآن أكثر من الربع.!
الكثير من الطلاب المتفوقين في الشهادة الثانوية والذين يرغبون بالدخول إلى كلية الطب يحاولون الذهاب إلى دمشق أو إلى أية جامعة أخرى في المحافظات السورية من أجل الجانب العملي بالتحديد، ومنهم من انتقل بعد اجتياز السنة الأولى التحضيرية وتحول إلى التعليم الموازي كون معدل القبول في جامعة دمشق أعلى من جامعة البعث.
لا نقول هذا الكلام من باب أن المستوى العلمي للجامعات السورية أعلى من مستوى جامعة البعث، بل فقط في هذا الجانب العملي، وجامعة البعث من الجامعات المميزة علمياً، وهي ترفد الحياة العملية بخريجين على مستويات عالية، وتدريب كلية الطب البشري مازال خارج قدرة الجامعة كون المشفى لم ينجز ولم يأخذ دوره في هذا الجانب، وفي جانب تقديم الخدمات الطبية للمواطنين وبما يرفد الخارطة الصحية للمحافظة بزخم قوي يخفف الأعباء عن كاهل المواطنين.