الاتحاد البرلماني العربي يؤكد ضرورة وقف التطبيع مع “إسرائيل”.. والسعودية ومصر والإمارات تعترض!
استضافت العاصمة الأردنية عمان اجتماعات الاتحاد البرلماني العربي، وكانت القضية الفلسطينية على رأس أولوياته، وشدّد الاتحاد في البيان الختامي للدورة الـ 29 على ضرورة وقف كل أشكال التطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، واتخاذ موقف حازم وثابت في هذا الصدد، والاستمرار في جهود دعم قضية الشعب الفلسطيني على كل الصعد، ودعا لتشكيل خلايا عمل برلمانية عربية، والسعي بكل المحافل والمنابر من أجل دعم صمود الفلسطينيين، فيما اعترض رئيس مجلس الشورى السعودي ورئيس البرلمان المصري على البند المتعلّق بوقف التطبيع، كما قدَّم الوفد الإماراتي طلباً لإعادة النظر في البند المذكور.
رئيس البرلمان الأردني عاطف الطراونة، بوصفه رئيس الدورة الحالية رفض الاعتراض، معلناً التمسّك بهذا البند، وأكد أن “الشعوب العربية ترفض جملة وتفصيلاً التقارب والتطبيع مع “إسرائيل”، وأن البرلمان العربي يرضخ لإرادة الشعوب العربية”.
وأكدت وفود سورية ولبنان وفلسطين ضرورة التمسّك بهذا البند، الذي تمّ إقراره داخل المؤتمر. وفي نهاية الجدل بقيت الفقرة كما هي، ونجح البند الذي يدعو إلى وقف التطبيع مع “إسرائيل” وكافة أشكال التقارب معها.
وبحسب البيان، طالب المشاركون في المؤتمر بدعم الفلسطينيين، من خلال وقف كافة أشكال التقارب والتطبيع مع المحتل الإسرائيلي، وفقاً لقرارات القمم العربية المتعلّقة بعدم التطبيع، والدعوة إلى موقف الحزم والثبات بصدّ كل أبواب التطبيع مع “إسرائيل”، وأكدوا على مركزية القضية الفلسطينية، وضرورة اتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة أي مخططات تستهدفها على حساب حلول مجتزأة، الأمر الذي يهدّد مستقبل المنطقة واستقرارها وسلامة أراضيها، وأضافوا في البيان: إن أي حل يتجاوز الحقوق الفلسطينية المنصوص عليها في القرارات الدولية هو حل غير قابل للحياة.
وأكدوا في بيانهم الختامي “على التمسّك بالمبادئ والأهداف والمرامي الواردة في ميثاق الاتحاد البرلماني العربي ونظامه الداخلي، وانطلاقاً من التاريخ المشترك ووحدة الحال والمصير ومبادئ العمل العربي المشترك، بما يراعي المصالح العليا للأمة العربية، واستشعاراً بمسؤوليتنا التاريخية تجاه بلداننا العربية، كما أكدوا أهمية بحث التحديات التي تواجه الأمة العربية، والتمسّك بتوحيد جهود دعم القضية الفلسطينية على الصعد كافة”.
وأكد البيان أهمية مواصلة دعم صمود أبناء الشعب الفلسطيني في نضالهم التاريخي ضد الاحتلال الإسرائيلي والدفاع عن حقوقهم، مضيفاً: “إن الإجراءات الإسرائيلية الأحادية المتمثّلة بالتوسّع الاستيطاني هي مخطط يرمي إلى فرض سياسة الأمر الواقع، ما يتطلّب جهداً عربياً لوضع حد لهذا الانتهاك الخطير”.
ولفت البيان إلى أن استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على المقدّسات الإسلامية والمسيحية في القدس، ومحاولات الاحتلال المستمرة لطمس معالم المدينة المقدسة من خلال المساس بالوضع التاريخي القائم، هو استفزاز لمشاعر العرب والمسلمين، وينذر بمرحلة أكثر تعقيداً، مبيناً أن المطلوب هو العمل قدماً لحماية القدس من أي محاولات تستهدف العبث بهويتها التاريخية والإسلامية، وأضاف: إن إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي وإعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة لن يتمّ إلا عبر إنهاء الاحتلال للأراضي العربية وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين.
كما أكد البيان أهمية مواصلة دعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” كي تواصل تقديم خدماتها الصحية والتعليمية للاجئين الفلسطينيين.
وكانت عقدت في العاصمة الأردنية على مدى يومين أعمال الدورة الـ29 للاتحاد البرلماني العربي تحت شعار “القدس عاصمة أبدية لدولة فلسطين”، بمشاركة وفد من مجلس الشعب برئاسة رئيس المجلس حموده صباغ.
هذا والتقى صباغ، على هامش المؤتمر التاسع، الأمين العام للاتحاد البرلماني الدولي مارتن تشونغونغ، وبحث معه سبل تفعيل وتطوير العلاقات البرلمانية مع الاتحاد. وأكد صباغ أهمية التعاون بين مجلس الشعب والاتحاد البرلماني الدولي عبر الحوار وتبادل الأفكار، وتعزيز دور الدبلوماسية البرلمانية في بناء الجسور بين الدول والشعوب.
من جانبه أعرب تشونغونغ عن أمله بتعزيز التعاون بين الجانبين، مشيراً إلى زيارته الأخيرة لدمشق عام 2015 واستعداده لتكرارها وتبادل الأفكار فيما يخص العمل البرلماني والتعاون في هذا المجال.