الفحص والشهادة الوطنية يوفران 200 ألف يورو و 3 حاضنات لتقانة المعلومات على طريق الحكومة الإلكترونية.. السورية للمعلوماتية تنفذ بنك معلومات وطنياً “DATA سنتر”
دمشق – ميس خليل
بعد أن كان دورها يقتصر في مرحلة من المراحل فقط على نشر ثقافة المعلوماتية بين شرائح المجتمع، وبعد أن أصبح المحتوى الرقمي أحد أهم عناصر العمل في المؤسسات وأصبح لزاماً إعطاء عناية كافية للمحتوى الرقمي وتوظفيه التوظيف الصحيح، وبات نجاح المؤسسات مرتبطاً بقدرتها على بناء ونشر محتواها الرقمي، كان لابد للجمعية السورية للمعلوماتية من الانتقال إلى خطوة متقدمة في نشاطاتها، وأن تتصدى لأهداف أكثر تقدماً، وتؤدي دوراً إيجابياً في تعزيز المحتوى الرقمي وتجسير الفجوة الرقمية التي تعيشها سورية مقارنة بالدول الأخرى.
بيانات وطنية
أسعد بركة رئيس الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية أوضح في حديث مع “البعث” إلى سعى الجمعية الدائم إلى نشر المعلوماتية بالصورة المثلى والمساهمة في دعم المحتوى الرقمي، مؤكداً أنه يتم العمل حالياً على إنجاز مشروع هام كمقدمة للانتقال للحكومة الإلكترونية – مركز البيانات (DATA سنتر)، وهو عبارة عن تجمع لبنك معلوماتي لتفاهم الوزارات مع بعضها البعض، فالمشروع تم إطلاقه عام 2014، ولكنه توقف بسبب ظروف الحرب، والآن يتم إعادة تفعليه، وسيبصر النور خلال فترة قريبة “ثلاثة أشهر”، مشيراً إلى أن الجمعية هي من تقوم بتنفيذ المركز بخبرات وطنية، في حين أن وزارة الاتصالات والتقانة قامت بإنشاء مركز مشابه، لكن ليس بضخامة المركز الذي تعده الجمعية، وتعمل حالياً أي “الوزارة” على إحداث مركز بنك معلومات استراتيجي في محافظة طرطوس.
رئيس الجمعية أشار إلى دعم المحتوى الرقمي بكافة الطرق والوسائل وتشميل كل الوزارات والهيئات لإضافة محتواها الرقمي “المناهج المدرسية في المدارس والجامعات والتراث الموسيقي والآثار.. إلخ”، بهدف تبويب المحتوى وإتاحته بصورة مثالية لكل شخص يريد البحث عن كل ما يخطر بباله، فيستطيع من خلال هذا المحتوى الحصول على قيم مضافة في بحوثه، منوهاً إلى أن جميع المؤسسات والوزارات مدعوة للتعاون والاشتراك في هذا المشروع الوطني.
حاضنات
وعن المشاريع التي يتم العمل عليها وتنميتها حالياً بين بركة أن هناك مشروع حاضنة تقانة المعلومات والاتصالات الذي يعمل على تأهيل الطلاب لريادة الأعمال بمجال المعلوماتية، وتأهيلهم للدخول إلى سوق العمل، وهناك ثلاث حاضنات في جامعة دمشق والبعث وتشرين، ويوجد قيد الإنشاء حاضنتان؛ واحدة بجامعة طرطوس وأخرى في حلب، بالإضافة إلى الاستمرار بمشروع مدونة وطن الذي يعمل على تسجيل التراث المرئي والمسموع والمكتوب في سورية والذي بدأ في كافة المحافظات، وينتقل الآن للمناطق والقرى، بحيث فازت المدونة مؤخراً بجائزة أفضل محتوى رقمي لعام 2018 في مهرجان الإعلام السوري، وتم نشر 950 مادة إعلامية عبر 32 مراسلاً صحفياً موزعين في كافة أنحاء القطر، مع إقامة ورش تدريبية في الصحافة الرقمية بالتعاون مع اتحاد الصحفيين.
فحص وشهادة وطنية
رئيس الجمعية أشار إلى أن الجمعية تعمل حالياً على تطوير الفحص الوطني للشهادة الدولية لقيادة الحاسوب “ASDL” عبر جعله فحصاً وطنياً لقيادة الحاسوب بشهادة وطنية وليست دولية من خلال برنامج وطني وكوادر وطنية، على اعتبار أن الشهادة السابقة كانت تستعمل في الداخل أكثر من خارج القطر، ونسبة من يأخذ الشهادة للاستفادة منها خارجياً ضئيلة لا تتجاوز الـ 10% ، كما أن الفحص الدولي كان يفرض 10 يورو لكل بطاقة، بالإضافة لتكاليف الـ 7 فحوص؛ وهو ما يرتب أعباء على الدولة والطالب، وعليه فإن الفحص الجديد سيوفر سنوياً على الدولة 200 ألف يورو، وتراوح قيمته للطالب بين ال10 وال 12 ألف ليرة بعد أن كان يكلفه سابقاً ما يقارب ال25 ألفاً، منوهاً إلى أن البرنامج أصبح جاهزاً ويحتاج فقط لبعض الموافقات وسيتم إطلاقه قريباً، كما أنه يصلح لفحوصات أخرى في أي وزارة.
تشاركية وتعاون
وعن التشاركية مع المؤسسات ذكر بركة أنه تم توقيع مذكرة تفاهم مع اتحاد الصحفيين للتعاون في مجال المحتوى الرقمي الإعلامي وتدريب الصحفيين، ودمجهم بالتطورات التقنية الحديثة التي تسهم في رفع مستوى استيعابهم واستثمارهم لتلك التقنيات، إضافة للتعاون مع الصندوق الوطني للمعونة الاجتماعية بهدف المساهمة بنشر الثقافة المعلوماتية وخاصة في الأوساط الاجتماعية الأشد احتياجاً، وإظهار كيف يمكن للمعلوماتية زيادة الإنتاج والتسويق، والتعاون أيضاً مع صندوق السكان لتوعية الناس من مخاطر الاستخدام الخاطئ للمعلوماتية خاصة أن القسم الأكبر من الهجمة على سورية كان سببها الميديا، وساهمت الأفكار المغلوطة على الإنترنت بتغيير التفكير عند بعض الشباب، وعليه قمنا بتنشيط مراكزنا كافة، ونعمل على تفعيل مراكز ريف دمشق بشكل خاص لأنها كانت مهملة بالنسبة للجمعية في الفترة السابقة، وأنشأنا لجنة إدارية مختصة لنشر المعلوماتية عن طريق مراكز النفاذ والتدريب والمسرح التفاعلي، كما تم توقيع اتفاقيات أيضاً مع نقابة الفنانين لتعزيز المسرح التفاعلي وأهميته بالتوعية، ووقعنا اتفاقية مع الجمعية المعلوماتية المهنية في لبنان لتبادل الخبرات وتطوير قطاع المعلوماتية.
أما عن التعاون مع المجتمع الأهلي فذكر بركة أنه يتم بشكل دائم دعم الشهداء والجرحى بالدورات ومزودات الخدمة بكافة المحافظات، كما قمنا مؤخراً بورشة عمل في حلب عن الأطراف الصناعية الذكية التي تساعد الجريح على تخطي مراحل هامة في عملية العلاج.
الإبداع المعلوماتي
وحول سؤالنا عن المشروع الوطني لنشر المعلوماتية وماذا حل به تحدث رئيس الجمعية أن هذا المشروع كان بالتعاون مع وزارة التربية، وتم إيقافه علم 2012 بسبب ظروف الأزمة، والآن عدنا للتعاون مع الوزارة ووضعنا بعض الخطوط لتسميته مشروعاً لنشر الإبداع المعلوماتي، وسيتم تفعيل المراكز الموجودة في القطر والتي كان عددها 256 مركزاً، في حين أن المراكز الجاهزة حالياً فقط 250 مركزاً سيتم إعادة تأهيلها وإعداد الكوادر اللازمة لها.
وبالنسبة لمسابقات الريبوت التي كانت الجمعية تنظمها في السابق نوه بركات إلى أن الجمعية أول من نشرت هذه المسابقات في القطر “WRO”، وآخر مسابقة نظمت كانت عام 2108، والآن تبنت المسابقة الهيئة العامة للإبداع والتميز، لكننا – كما يقول بركة – مستعدون للتعاون بشكل دائم معهم وتقديم كل مايلزمهم، منوهاً إلى أن الجمعية تبحث عن مسابقات جديدة مثل WRO، وهناك عدة اتجاهات بتطوير المسابقات فيما يخص العلوم المعلوماتية “ريبوت – فيزياء – كيماء”.
وعن أهمية لحاق سورية بالركب العالمي معلوماتياً وتجسير الفجوة الرقمية أوضح بركة أن خدمة الانترنت لكي تصبح على السوية العالمية تحتاج إلى استراتيجية من الوزارات كافة، والآن تقوم وزارة الاتصالات بعمل دؤوب لرفع سرعة النت الموجودة، وجعلها قريبة من سرعات النت العالمية، وفيما يخص بطء خدمة الانترنت في المؤسسات العامة كنا في السابق المزود الأول، أما الآن فهناك 6 جهات مسؤولة عن خدمات الاتصالات، ناهيك عن الحصار المفروض علينا وتضييق الحزم، ونعمل حالياً على مبادرة مع الدول المجاورة لوضع كبل خاصل وتوصيله عالمياً لرفع جودة خدمات الانترنت.