حزنية أوصمان..حنين الوطن وبصمة نسائيّة
ليست إلا نموذجاً سورياً جديداً وجميلاً، تركت صغائر الدنيا واستغنت عنها، بحثت عن الأهم وهو إضفاء الجمال على وطنها ومحافظتها وقريتها الريفية البسيطة، واجهت مصاعب الحياة وتحدت كلّ متاعبها، فهي امرأة سوريّة، نالت المطالب بالجد والفعل، وقدّمت نفسها بصورة جميلة خاصة وأنها ابنة الريف!!
حزنية أوصمان تركت بلاد الاغتراب وعادت إلى دفء الوطن، لتصنع ما لم تصنعه أي امرأة في منطقة القامشلي، عن جميل عملها تحدّثت: منذ طفولتي كان جلّ اهتمامي إنجاز شيء مهم لمنطقتي وقريتي، مضت السنون وترسخت الفكرة أكثر، وحلّت لعنة الحرب والإرهاب علينا، فطلب مني أهلي أن أذهب إليهم في دولة السويد، وخلال وجودي هناك، تعرفتُ على مركز خاص بالأدوات التراثيّة، ووجدت بعضاً منها خاص بتراثنا، ومن ذلك المكان كان قرار العودة إلى الوطن، وتأسيس معرض تراثي، رفضتُ كل إغراءات البقاء، وجاءت معي والدتي المريضة، وباشرتُ على الفور بتخصيص غرفة من منزلي للمعرض، انطلقتُ منه عبر أدوات وقطع تراثية من ممتلكاتنا، ثم توجهتُ إلى القرى والبلدات والمناطق القريبة والبعيدة، لشراء أي قطعة تخص التراث والماضي الجميل حتى امتلأ المعرض بمئات القطع التراثية، كما افتتحت معرضاً في بعض المناطق المجاورة، لتشجيع الناس على صون التراث وحفظه، كل ذلك باجتهاد ذاتي، لا معين ولا مؤازر، حتّى أنني أصنع بعض المواد التراثية بيدي، وتأخذ مني وقتاً يصل لأسابيع، وتتطلب جهداً، لكن سعادتي أنني أصنع الجميل والمفيد، لم أتوقف عن المتابعة بما بدأتُ به، علماً أنني أعيش مع والدتي لوحدنا في منزلنا الريفي البعيد، وسأبقى صامدة في وطني، باقية مع جمال تراث منطقتي.
عبد العظيم العبد الله