كهربائيات…!؟
لم يخفف بيان وزارة الكهرباء “الملتبس” المنشور على وسائل التواصل الاجتماعي حول الواقع الكهربائي، ومطالبة السوريين التفهم وتقدير الظروف والضغط الحاصل على الشبكة بسبب تدني درجات الحرارة ما بين سبع إلى ثماني درجات واستخدام الكهرباء لأغراض التدفئة وغيرها.
بل على العكس أتى لينسف كل الآمال بالفرج القريب وبإمكانية التحسن الطفيف، فناقض بثقل كلماته تصريحات قطبي وزارتي الطاقة الرومانسية الحالمة المنفصلة عن الواقع.
وإن كنا لا ننكر قساوة الواقع وضراوة الحصار اللئيم الذي يشل ويعرقل مساعي المعنيين والداعمين والمساندين والمناصرين، فإننا نعتقد أن المكاشفة الشفافة والمصارحة الواقعية بعيداً عن تقاذف المسؤوليات والتنصل منها أمر غاية في الأهمية، وتتيح للناس ترتيب أمورهم “على ضو” كما يقال.
إذ من غير المعقول أبداً أن نفاجأ بتراجع وتذبذب التوريدات النفطية المشغلة لمحطات التوليد ومصافي التكرير بعد هدوءٍ واستقرارٍ نسبي شهدته الأشهر التي سبقت الشتاء العاصف، ولاسيما أننا لا نزال تحت وطأة حرب ضروس لم تهدأ ضراوتها بعد، وتتلون متنقلة بين السياسي والعسكري والدبلوماسي والاقتصادي والإنساني.
كما أنه من الغريب تضمين البيان عبارات، مثل تدني درجات الحرارة ونحن في أوج الشتاء، حيث لا تستقيم معها مطالبة الناس ترشيد استخدام الكهرباء -إن أتت – لأغراض التدفئة والإنارة مثلاً.
أما وقد وقعت الفأس بالرأس، فما علينا إلا إعادة تجميع قوانا لمواجهة الجديد الطارئ – غير المحسوب – والبحث عن حلول تنقذنا من التردد والتخبط الذي لا يقيم وزناً للمنعكسات، ويستخف بالتبعات مع الأسف، كما لا يجوز بتقديرنا الركون وانتظار جدوى إجراءات ونداءات الترشيد “الإعلانية” ولا الرهان على تحسن الطقس.
ومن الضرورة بمكان توسيع بيكار البحث عن الحلول، وإشراك من لديهم القدرة لفعل الكثير، والاستعانة بأصحاب المال والأعمال وأهل الخبرة واستئجار البواخر المولدة للكهرباء إن لزم الأمر، وتدبر أمر الفيول والغاز بكل السبل وبذات الطرق التي نؤمن فيها بقية مستلزماتنا للتخفيف من التداعيات الكارثية على كل الصعد، وأولها فرملة عجلة الإنتاج التي تتعافى تدريجياً وعليها نعلق الكثير من الآمال، فما نخسره بغياب الكهرباء يفوق كثيراً خسارات وتكاليف تقليصه إلى أدنى الحدود.
وائل علي