الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

لافروف يدعو النظام التركي لتنفيذ التزاماته حول إدلب سورية تدين السلوك الإجرامي للعصابات الإرهابية: الجيش في جهوزية تامة

منذ الإعلان عن اتفاق منطقة خفض التصعيد في إدلب تواصل التنظيمات الإرهابية خرق بنوده عبر محاولات تسللها باتجاه نقاط الجيش العربي السوري ومواقعه، وتكثّف اعتداءاتها على المدنيين في القرى والبلدات الآمنة في أطراف المنطقة، آخرها كان يوم أمس عندما هاجمت مجموعات من المرتزقة بأعداد كبيرة نقاطاً عسكرية في ريفي إدلب واللاذقية، وقد تمكنت وحدات جيشنا من امتصاص الهجوم وتكبيد الإرهابيين خسائر كبيرة في العديد والعتاد، فيما ارتقى عدد من أبطال جيشنا، وأصيب آخرون خلال تصديهم للهجمات الإرهابية.
سورية أدانت بشدة السلوك الإجرامي المستمر للمجموعات الإرهابية وخروقاتها الدائمة لاتفاقيات خفض التصعيد، مؤكدة على جاهزية الجيش العربي السوري في التصدي لجرائمها، ومؤكدة على حقه في الدفاع عن سيادة ووحدة أراضي الجمهورية العربية السورية وسلامة مواطنيها على كامل التراب السوري.
وفيما دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف النظام التركي إلى تنفيذ التزاماته بموجب اتفاق سوتشي حول الوضع في إدلب، مؤكداً أن الاتفاق لم ينفذ بالكامل، أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني فشل المخطط الأميركي الغربي الرجعي في المنطقة باستخدام واستغلال الإرهاب والمجموعات الإرهابية في استهداف المقاومة.
وخلال مواصلة عمليات تأمين المناطق المطهرة من الإرهاب حفاظاً على حياة المدنيين عثرت الجهات المختصة على أسلحة وذخائر متنوعة من مخلفات التنظيمات الإرهابية في قرية المجدل وأرضها الزراعية في ناحية تلبيسة بريف حمص، ومن بين الأسلحة التي عثر عليها كمية من صناديق الذخيرة المتنوعة وأجهزة اتصال وعدداً من مدافع الهاون وقواذف بـ 21.
وفي التفاصيل، ذكر مصدر عسكري أنه في تمام الساعة 30ر1 من فجر أمس الأحد الواقع في 3-3-2019 قامت مجموعات إرهابية مسلحة بمهاجمة بعض النقاط العسكرية على امتداد محور المصاصنة بريف حماة الشمالي مستخدمة أنواعاً متعددة من الأسلحة بعد تمهيد ناري على نقاط ( المداجن -زور الحيصة-خربة معرين) في ظل أجواء جوية سيئة وعاصفة. وأشار المصدر إلى أن وحدات الجيش العاملة في المنطقة تصدت بكل بسالة للإرهابيين القتلة، واستطاعت التعامل مع المهاجمين والقضاء على أعداد منهم وتدمير عتادهم وأسلحتهم، حيث تم سحب عدد من جثث القتلى وبقيت أخرى في العراء، ولفت إلى أنه نتيجة لهذا الهجوم الإرهابي وتصدي أبطالنا له ارتقى عدد من جنودنا البواسل شهداء وأصيب آخرون بجروح.
وبيّن المصدر أن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة تؤكد يقينها أن انخفاض المعارك في بعض الأماكن لا يعني الركون للإرهابيين الذين سيستمرون بالمحاولة كلما تلقوا ضربات أكبر وأنها على استعداد مستمر وجاهزية عالية للتصدي لهجمات الإرهابيين القتلة على المحاور المتبقية في حربها ضد الإرهاب.
وذكر المصدر أنه حوالي الساعة 30ر16 أقدمت مجموعة إرهابية مسلحة على مهاجمة بعض النقاط والمواقع لقواتنا العاملة في جبل القلعة بريف اللاذقية الشمالي مستخدمة قذائف الهاون والقذائف الصاروخية والرشاشات الثقيلة والمتوسطة، وقال: إنه كان ليقظة مقاتلينا واستعدادهم في مواقعهم الدور الأهم في استيعاب الهجوم وصده وتكبيد المسلحين الإرهابيين خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد، ولفت المصدر إلى أن المعركة استمرت ساعة كاملة أسفرت عن مقتل العديد من الإرهابيين وفرار الباقين وإصابة اثنين من جنودنا بجروح.
إلى ذلك قال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين: في انتهاك جديد لاتفاق خفض التصعيد يضاف إلى سلسلة انتهاكاتها المستمرة تابعت المجموعات الإرهابية اعتداءاتها على قواتنا المسلحة، حيث شنت فجر اليوم “أمس” هجوماً إرهابياً جديداً مخططاً له بشكل مسبق على قواتنا المسلحة المتمركزة على امتداد محور المصاصنة في ريف حماة الشمالي وذلك انطلاقاً من مواقعها في مناطق خفض التصعيد مستخدمة أنواعاً متعددة من الأسلحة ومستغلة الظروف الجوية السيئة لتنفيذ عملياتها الإرهابية الدنيئة.
وأضاف: أسفر الاعتداء الإرهابي عن ارتقاء عدد من الشهداء وإصابة عدد آخر من جنود قواتنا المسلحة، وقد تمكنت قواتنا من صد الهجوم وتكبيد الإرهابيين المهاجمين خسائر فادحة في الأفراد والعتاد، وتم سحب عدد من جثث قتلاهم وبقيت جثث أخرى في العراء.
وتابع المصدر: إن الجمهورية العربية السورية، إذ تعرب عن إدانتها الشديدة للسلوك الإجرامي المستمر للمجموعات الإرهابية وخروقاتها الدائمة لاتفاقيات خفض التصعيد، تؤكد على الجاهزية العالية والتامة للجيش العربي السوري في التصدي لهذه الجرائم والخروقات وعلى أنها لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه هذه الجرائم، وتشدد على أنها لن تسمح للإرهابيين ومن يقف وراءهم بالتمادي في اعتداءاتهم على المواطنين الأبرياء وقوات الجيش العربي السوري، مؤكدة على حقها في الدفاع عن سيادة ووحدة أراضي الجمهورية العربية السورية وسلامة مواطنيها على كامل التراب السوري.
من جانبه قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مقابلة مع وكالة الأنباء الكويتية “كونا”: إن بنود مذكرة التفاهم التي تم التوصل إليها في سوتشي في السابع عشر من أيلول الماضي بين روسيا والنظام التركي حول الوضع في منطقة خفض التصعيد في إدلب لم تنفذ بالكامل، مشيراً إلى أن الإرهابيين لا يزالون يسيطرون على أغلب المنطقة ومشدداً على أهمية عدم السماح باستمرار هذا الوضع تحت ستار وقف إطلاق النار.
وشدد لافروف على أن الوضع استقر بشكل ملحوظ في سورية بفضل العمليات الناجحة للجيش العربي السوري بدعم من القوات الجوية الروسية في مواجهة التنظيمات الإرهابية، لكن من السابق لأوانه الحديث عن القضاء التام على التهديدات الإرهابية في سورية، فما زال هناك الكثير الذي يتعين القيام به لتحييد خلايا التنظيمات الإرهابية النائمة.
من جهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن واشنطن ترفض توفير ضمانات أمنية لحركة القوافل الإنسانية قرب منطقة التنف حيث القاعدة التي يقيمها الاحتلال الأمريكي بشكل غير شرعي ما يحول دون عودة المهجرين السوريين في مخيم الركبان إلى مناطقهم المحررة من الإرهاب عبر الممرات الإنسانية التي تم افتتاحها لهذه الغاية.
وأكد رئيس مركز التنسيق الروسي في حميميم الجنرال فيكتور كوبشيشين أن الجانب الأمريكي يرفض تقديم ضمانات أمنية لحركة القوافل الإنسانية حول القاعدة الأمريكية في التنف، مشيراً إلى أنه وفقا للقرار المتخذ في الأول من آذار في اجتماع المقر التنسيقي المشترك بين روسيا وسورية لإعادة المهجرين إلى سورية ومن أجل منع كارثة إنسانية في مخيم الركبان تم إرسال حافلات إلى نقطة جليب لعودة سكان مخيم الركبان دون عوائق من منطقة التنف إلى أماكن إقامتهم الدائمة، وشدد كوبشيشين على أن الحكومة السورية تضمن أمن المهجرين وبسطت الإجراءات لاستعادة الوثائق وقد تم إعلام مكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الجمهورية العربية السورية.
وفي طهران، قال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني في كلمة أمس بمؤتمر “التأريخ الشفهي الثاني للدفاع المقدس”: إن تضحيات الجيش العربي السوري وحلفائه في سورية أثبتت أن الغرب ليس محور الكون والعالم وإن القوة الأميركية يمكن أن تنهار بسهولة معتبراً أن العالم وصل إلى حقيقه مفادها أنه في حرب الإرادات ينتصر الدم على السيف، وأشار إلى أن إيران تخوض حرباً اقتصادية، داعياً إلى الوحدة والانسجام لتحقيق النصر في هذه الحرب.