هل عثر الصينيون على “أكسير الخلود” ؟!
لم يقتصر الهوس بالعثور على وسيلة تمنح الإنسان حياة مخلدة على الأساطير وحدها ممثلة على الأقل بجلجامش خلال سعيه الحثيث للفوز بسر الخلود و”عشبة الحياة الأبدية” إذ كشف العلماء في الصين منذ فترة عن السبب الذي كان يقف خلف وفاة مجموعات من الباحثين في رحلاتهم الطويلة للفوز بالحياة المديدة عبر جرعة دواء غامضة كان يعتقد أنها تمنح شاربيها حياة أبدية.
جرعة الدواء هذه أو ما دعي بأكسير الخلود كانت مخفية في وعاء مصنوع من البرونز في مقبرة تنتمي لواحدة من العائلات النبيلة التي عاشت في الفترة 206- 220 تلك التي حكمت فيها سلالة لوهان الصينية.
ويعتقد أصحاب الديانة الطاوية وهي إحدى أكبر الديانات الصينية أن عائلة صينية قديمة كانت توصلت إلى هذه التركيبة الدوائية، لكن الواقع انتهى بالعائلة إلى الموت كغيرها من العائلات الأخرى والعديد من الباحثين في دأبهم على الوصول إلى أكسير الحياة دون الالتفات إلى الوعاء البرونزي الذي أتاح المجال للتفاعلات الكيميائية أن تحيطه بالكثير من المواد السامة والقاتلة مثل الزرنيخ والزئبق والرصاص التي كانت سبباً في القضاء على متناولي الجرعة المذكورة.
مؤخراً توصل العلماء إلى الحصول على كمية قاربت 3,5 ليتر من التركيبة في مقبرة في مدينة لويانغ الصينية، اعتقدوا في البداية أنها مجرد مشروب كحولي قديم بسبب الرائحة التي انبعثت منها لكن البحث انتهى إلى أن للسائل تركيبة مكونة من نترات البوتاسيوم والألونيت مع الإشارة إلى القيمة الهامة للكشف عن السائل الذي يفتح الباب واسعاً لدراسة الفكر الصيني القديم والاطلاع على أسرار تطور الحضارة الصينية بشكل أكبر، وربما محاولة تحقيق حلم “جلجامش” آخر في الفوز بالأبدية.
بشرى الحكيم