الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

مشاركة أكاديمية وشعبية في مهرجان البزق

 

“مقطوعة الحزن العميق” الفارسية بلحنها الشفيف تبوح بآلام الفقد للموسيقي الشاب إياد عثمان الذي اشتغل على تأليف موسيقا أكاديمية لآلة البزق وأهديت دورة هذا العام لروحه، ويشمل مهرجان البزق المقام حالياً في الأوبرا بإشراف الزميل إدريس مراد على الباغلمة والطمبور إلى جانب البزق، وقد غدا طقساً ثقافياً واجتماعياً، يوثق التراث الموسيقي والغنائي للمنطقة الشمالية، ويظهر الاختلافات اللحنية بين المالكية والحسكة وعفرين والقامشلي وغيرها، والملفت هو القاسم المشترك للألحان الحيوية التي تتميز بها الألحان الكردية باعتمادها على مقامي البيات والكرد بشكل خاص.تنوعت فقرات اليوم الثاني للمهرجان بين العزف المنفرد والثنائي والرباعي، وتألق العازف حسين إبراهيم الأكاديمي بالعزف على البزق بمشاركة العازفة مارينا بوهايتشوك على البيانو بالمقطوعة الفارسية “الحزن العميق”، كما أعاد إحياء ذكرى أمير البزق محمد عبد الكريم بمقطوعات التانغو.

وتفاعل الجمهور مع الألحان البراقة للآلة المعدنية الفضية الجمبش غير المألوفة للعازف عبد الستار العلي الشبيهة بنغمات العود بلوحة ثنائية مع عازف الإيقاع سمكو مراد على آلة الكاخون، للإيقاع الشعبي “جورجينا” وتميزت بحضور إيقاعات الكاخون التي أخذت دور البداية الإيقاعية في مواضع، كما شارك في اللوحة الرباعية الأخيرة بمشاركة العود -عبد الستار العلي- والناي -عمار علي- مع العازف الشهير رضوان كنعو على البزق بمقطوعات لأغنيات كنعو الشعبية التي كتبها ولحنها، وبدت في مواضع مألوفة بالألحان الجزراوية الحيوية الراقصة، وبدأ بمتتالية سريعة جداً بمرافقة العود كخط ثان وبدور الناي والإيقاع بفواصل وخلال اللحن الأساسي.

وأوضح العازف حسين إبراهيم الذي كتب عن التقاسيم والأغنيات الشعبية الكردية والدبكات بأن مقطوعة الحزن العميق كتبت لآلة التار المشهورة في الموسيقا الأذربيجانية، وهي من عائلة البزق حوّلها على البزق دون تغيير، وتميزت بإيقاع بطيء وجاءت الجمل الموسيقية بأسلوب السهل الممتنع بتناغم مع البيانو بلوحة تجمع بين الشرق والغرب، أما التقاسيم فمن مقام النهاوند، ورأى أن المهرجان فرصة للعازفين البعيدين المهمشين للتواصل مع الجمهور على مسرح الأوبرا وتقديم التراث الكردي.

ملده شويكاني