طلال العبد الله: الغرافيك من الفنون العريقة
يتميز الفنان طلال العبد الله ببحثه الفني في مجال تقنية الحفر الغرافيكي، ويميزه أسلوبه القريب إلى الطباعة اليدوية “الأختام الخشبية وطباعة الأقمشة” وتمتد هذه التجربة الفنية إلى تاريخ قديم بالمهن والفنون السورية،كما تجسدت عند الفنان الراحل مصطفى فتحي بشكل واضح، ويستكمل طلال العبد الله بحثه في إمكانيات هذه الطريقة واستكشاف الرموز وتأليفها مقترباً من روحية وثقافة المكان ورموزه، فمجموعة الألوان الترابية المستخدمة تغني بدلالاتها وترشد إلى نفحات روحية تراثية مرتبطة بالأرض والناس والحب.
يعتبر فن الحفر “الغرافيك” من الفنون العريقة وصعبة المراس وتخدم انتشار العمل الفني وتحقق جماهيريته لأنها تدخل ضمن حيز الطباعة، كما يحفل المشهد التشكيلي السوري بعلاقته المزدهرة بهذا الفن فمنذ بداية تأسيس كلية الفنون الجميلة أُنشئ قسم الحفر ولا يزال يقدم الطلبة والفنانين المبدعين رافدي الحركة التشكيلية، ومن هذه الأسماء غياث الأخرس، عبد الكريم فرج، علي سليم الخالد، نبيل رزوق، غسان السباعي، وطلال العبد الله وغيرهم، ومن الحفارين الراحلين المهمين الراحل مروان قصاب باشي، ومحمد الوهيبي ومصطفى الحلاج.
وفي المعرض الاستعادي لفن الغرافيك قال الفنان طلال العبد الله عن أهميته: هي فرصة هامة وحدث ثقافي للاطلاع على التجارب القديمة ورؤية مدى تطور الفنانين في مجال عملهم، فالحفر والغرافيك فن خاص جداً يتطلب مهارات مختلفة عن فن التصوير وباقي الفنون، لذلك خلال السنوات الأربع الماضية كان المعرض الاستعادي يقام كتقليد لتعريف الجمهور بهذا الفن.
جمان بركات