موسكو: الوضع في إدلب خطير جداً ولا يمكن السماح باستمراره الجيش يدمّر أوكاراً لإرهابيي “النصرة” في أطراف سراقب
ردّت وحدات الجيش العربي السوري العاملة في حماة بضربات مكثّفة ومركّزة على خروقات التنظيمات الإرهابية لاتفاق منطقة خفض التصعيد، ودكت عدّة مقرات وأوكاراً لإرهابيي “جبهة النصرة” في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، فيما جدّدت المتحدّثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا التأكيد على ضرورة القضاء على التنظيمات الإرهابية في إدلب، مشيرة إلى أن الوضع في المحافظة “خطير جداً”، ولا يمكن السماح باستمراره على ما هو عليه.
فقد نفّذت وحدات من الجيش رمايات صاروخية مركّزة على مقرات ومراكز قيادة لإرهابيي “جبهة النصرة” ومجموعات تتبع له في عمق مناطق انتشاره بريف إدلب الجنوبي في أطراف مدينة سراقب التي تضم العديد من مقرات ومستودعات ذخائر الإرهابيين ومراكز قيادة لمتزعميهم، وأسفرت الضربات عن تدمير عدة أوكار والقضاء على عدد من الإرهابيين وإصابة آخرين وتدمير أسلحة وآليات لهم. كما أحبطت الجهات المختصة محاولة تهريب قطع أثرية تعود إلى حقب تاريخية قديمة في منطقة الصنمين بريف درعا الشمالي، وألقت القبض على عدة أشخاص كانوا يحاولون تهريبها إلى خارج سورية، وتضم القطع الأثرية المضبوطة كتاب الإنجيل المقدس، حفر الصليب على غلافه الأمامي، وأواني أثرية ومجسمات حجرية وقطعاً زجاجية وحجرية متنوعة وخاتماً أثرياً مزخرفاً ومجسم أسد دون رأس وحجر المذبح الكنيسي، إضافة إلى حجر على شكل جرن يستخدم لتجميع النقود وعدد من المصكوكات النقدية، وكلها تعود إلى حقب تاريخية قديمة.
وفي سياق متصل ضبطت الجهات المختصة في درعا خلال عمليات تمشيط المناطق التي طهرها الجيش العربي السوري من الإرهاب كميات من الأسلحة من مخلفات المجموعات الإرهابية المسلحة الموجودة في منطقة الصنمين، وهي عبارة عن أسلحة فردية ومنظار حراري وذخائر متنوعة.
يأتي ذلك فيما أقام أهالي قرية البوير جنوب مدينة القامشلي خيمة وطن بمشاركة العشائر العربية في المنطقة للتأكيد على دعم الجيش العربي السوري في حربه على الإرهاب التكفيري ورفضاً لأي وجود غير شرعي للقوات الأجنبية على الأراضي السورية.
وأكدت الكلمات التي ألقيت على ضرورة تعزيز التلاحم والوقوف صفاً واحداً في وجه كل المؤامرات التي تحاك للمنطقة وشعوبها، والرفض الكامل للوجود الأجنبي غير الشرعي على الأراضي السورية، مجدّدة دعم أبناء العشائر للجيش حتى تحقيق النصر وإفشال كل المخططات الرامية إلى إدخال المنطقة بحالة من الفوضى وعدم الاستقرار.
وقال شيخ عشيرة البوعاصي، خطيب الياس: إن الفعالية رسالة تحية وعرفان من أبناء العشائر العربية لبواسل الجيش الذين يسطرون ملاحم البطولة، ويكتبون المجد لسورية المستقبل التي ستعود كما كانت سابقاً عنواناً للصمود والأمن والاستقرار.
من جانبه أشار شيخ عشيرة بني سبعة العربية حسين الحجي إلى الحالة الوطنية والوعي الذي تحلّى به أبناء العشائر العربية من خلال الفعاليات والمواقف التي تعكس حساً عالياً بالمسؤولية تجاه ما تتعرّض له سورية من مؤامرات ومخططات خبيثة، مؤكداً وقوف أبناء العشائر وكل مكوّنات أهالي الحسكة إلى جانب الجيش واستمرارهم كداعم حقيقي له حتى النصر واستعادة كل شبر من الأراضي السورية.
وجدّد أبناء العشائر العربية ثقتهم بقدرة الجيش العربي السوري على استعادة كل شبر من أراضي الجمهورية العربية السورية إلى السيادة السورية مهما حاولت بعض الأطراف الخارجية وعملاؤها في الداخل إعاقة هذا التقدم، مؤكدين رفضهم المطلق للعربدة الأردوغانية وللوجود الأجنبي غير الشرعي على الأراضي السورية.
وفي موسكو، جدّدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا التأكيد على ضرورة القضاء على التنظيمات الإرهابية في إدلب، مشيرة إلى أن الوضع في المحافظة “خطير جداً”، ولا يمكن السماح باستمراره على ما هو عليه، وأوضحت، خلال مؤتمرها الصحفي الأسبوعي، “أن الوضع الحالي في سورية مستقر بشكل عام، ولكن تبقى بؤر الإرهاب الرئيسية قائمة في محافظة إدلب، وموسكو تتطلع إلى إحداث انعطاف جذري فيها”. وشددت زاخاروفا على ضرورة تنفيذ بنود مذكرة التفاهم التي تم التوصل إليها في سوتشي في السابع عشر من أيلول الماضي بين روسيا والنظام التركي حول الوضع في منطقة خفض التصعيد في إدلب،”لأن ذلك سيؤدي إلى استقرار الوضع فيها وتحييد تهديد التنظيمات الإرهابية القادم منها”.
ويواصل النظام التركي تسهيل عبور الإرهابيين إلى سورية ولا سيما إلى إدلب، حيث كشفت مصادر أهلية في المحافظة الشهر الماضي أن نحو 1500 من الإرهابيين الأجانب عبروا الأراضي التركية بغطاء من السلطات التركية بمساعدة وسطاء وإشراف ميداني مباشر من عناصر الجندرما التابعة للجيش التركي إلى إدلب بشكل مموه وبسيارات شاحنة مغلقة.