الأعنف منذ 200 عام.. فنزويلا تتعرّض لهجوم امبريالي
في محاولة جديدة لتعميق الأزمة الاقتصادية في فنزويلا، وبالتالي إثارة السخط الشعبي من تدهور الوضع الاقتصادي في البلاد، شنّت الولايات المتحدة الأمريكية هجوماً الكترونياً على محطة توليد الطاقة الكهرومائية، عبر عملاء لها في شركة الكهرباء الفنزويلية، ما أدّى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن فنزويلا مجدّداً، وذلك تمهيداً لتمكين المعارض خوان غوايدو من الدعوة إلى تظاهرة في كاراكاس “للتنديد” بالحالة الاجتماعية بعد أن فشلت كل المحاولات السابقة لاستدراج التدخل العسكري.
وفي السياق، أكدت الحكومة الفنزويلية أن فنزويلا تتعرّض لأقوى هجوم امبريالي بعد ارتكاب اعتداء تخريبي ثانٍ على شبكة الكهرباء أدّى إلى نسف كل الجهود التي بذلت لاستعادة 70 بالمئة من التيار الكهربائي.
ووصف وزيرا الإعلام والدفاع الفنزويليان خورخي رودريغيز وفلاديمير بادرينو الهجوم الالكتروني الجديد، بأنه “الهجوم الامبريالي الأقوى ضد فنزويلا خلال 200 عام”.
وكان الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أكد، أمس الأول أمام حشد من الفنزويليين في كراكاس، أن الولايات المتحدة تقف وراء العملية التخريبية التي أدّت إلى انقطاع التيار الكهربائي مجدّداً في بعض المناطق بفنزويلا بعد إصلاح سبعين بالمئة من التيار الكهربائي، مشيراً إلى أن “أعداء البلاد هاجموا نظام الطاقة في البلاد باستخدام أسلحة عالية التقنية”.
وقال مادورو: “تمّ إصلاح انقطاعات الكهرباء يوم الجمعة، ولكن هجوماً الكترونياً استهدف شركة الكهرباء الوطنية وفجأة تعطلت كل محاولات إعادة التيار الكهربائي في كل فنزويلا”، وأضاف: إن “الهجوم عبر الانترنت لقطع الكهرباء متكرر، وأقولها للمرة الأولى: لا أدري إلى أي حدّ يمكننا الاستمرار، نحن نحقق ونحاول إصلاح ما يحدث فوراً، ولكن ثمة من يهاجمنا من داخل شركة الكهرباء، وهو أمر مستنكر تماماً”.
ولفت مادورو إلى أنه أمر بعد انقطاع التيار الكهربائي بضمان توفير الغذاء للسكان، وتقديم المساعدة للمستشفيات في جميع أنحاء البلاد، وضمان إيصال مياه الشرب إلى منازل السكان.
في المقابل دعا رئيس البرلمان الفنزويلي المعارض خوان غوايدو إلى تظاهرة في كاراكاس، مكرّراً استعداده لقبول التدخل العسكري الخارجي.
وأدّت عملية تخريب متعمّدة يوم الخميس الماضي إلى انقطاع تام للتيار الكهربائي في 21 ولاية من أصل 23 في فنزويلا، إضافة إلى العاصمة كاراكاس، ما أدّى إلى توقف عمل مترو الأنفاق والاتصالات والانترنت.
وفي وقت لاحق، كشفت البيانات الصادرة عن مؤسسة الكهرباء في فنزويلا عودة الكهرباء تدريجياً في جميع أنحاء البلاد، حيث استعادت ولاية ميراندا 20 بالمئة من طاقتها الكهربائية، وكراكاس 40 بالمئة، كما استعادت ولاية انزواتيجى 25 بالمئة، أما ولاية غواريكو فقد استعادت 15 بالمئة، وولاية باريناس 10 بالمئة، فيما لم تعد الطاقة الكهربائية بعد إلى ولايات أراغوا وكارابوبو وياراكوي الواقعة شمال البلاد.