تتويجاً لقضائهم خمس سنوات في الخدمتين الإلزامية والاحتياطية “الشؤون الاجتماعية”توجه إمكانات المسرحين نحو سوق العمل وإعادة الإعمار
دمشق – نجوى عيدة
بعدما قضوا خمس سنين وأكثر وراء بنادقهم، وكانوا مكونات النصر في ساحات القتال، كلل عطاء الجنود ممن باتوا بحكم المسرحين فرصة ليكونوا قوة مساهمة في تنمية وإعادة الإعمار عبر برنامج دعم وتمكين المسرحين من الخدمتين الإلزامية والاحتياطية، ليعود كل فرد بعد تقديم براءة ذمة في مؤسسته العسكرية، ويقبض بذات اليد التي حمل فيها السلاح دفاعاً عن الوطن استمارة تتيح له العمل والمشاركة في دوران عجلة الإنتاج بالقطاعات العامة والخاصة، وفي قريته ومدينته، ويغدو لكل “جندي مدني” مشروعه الخاص.
مدير مرصد سوق العمل في وزارة الشؤون الاجتماعية محمود الكوا – وفي حديث خصّ به “البعث” – شرح آليات برنامج دعم وتمكين المسرحين من الخدمة الإلزامية، وفكرته الأساسية التي انطلقت من حاجة الدولة ورغبتها في تحويل قوة المسرحين المشاركين في الانتصار العسكري إلى عدة وعتاد يساهمان بتنمية البلد، وهي فكرة البرنامج الأساسية. وأوضح الكوا أن الدعم يستهدف بشكل أساسي المسرحين ممن أدوا خمس سنوات أو أكثر بالخدمتين الإلزامية والاحتياطية غير الموظفين، أو المسرحين نتيجة إصابة ولم يتقاضوا تعويضاً كلياً أو جزئياً، إضافة لوجود بعض المسرحين المصابين بنسبة عجز تراوح مابين 30 إلى 39% القادرين على العطاء والإنجاز وتأدية عمل بغض النظر عن إصابتهم، أولئك – بحسب مدير المرصد – يتقاضون تعويضاً لكن دون راتب مستدام، وهي الشريحة التي يتوجه إليها البرنامج بشكل أساسي على اعتبار أن المسرحين بنسبة عجز 40% وما فوق يحصلون على راتب دائم من وزارة الدفاع. وعن الاستمارة أفاد الكوا أنها مجانية بشكل كامل، ومصممة بما يتناسب ورغبات ومؤهلات المسرح، وتتضمن معلومات شخصية عنه، وأخرى تهم وزارة الدفاع و”داتا”، خاصة بمرصد سوق العمل (نوع العمل الذي مارسه الجندي المسرح قبل أداء واجبه المقدس، ومؤهلاته العلمية وخبراته السابقة، ونوع المهنة التي يرغب بها سواء بالقطاع العام والخاص، أو ربما مشروع متناهي الصغر)، وتقدم الاستمارة لفروع صندوق المعونة الاجتماعية في المحافظات.
أما فيما يتعلق بقدرة القطاعات على استيعاب الأعداد المسرّحة في قطاعات العمل، ولاسيما أن السقف مفتوح ومستمر حتى نهاية الـ2019 أكد الكوا على أن الخطة تسير بمسارين؛ الأول يبدأ بعد تقديم الطلبات وتنظيمها بقوائم أسبوعية، حيث ترسل للتأمينات الاجتماعية ولسجل العاملين بالدولة لمعرفة الموظف من غيره، بعدها يتم إرسالها لوزارة الدفاع، وبناء على المعلومات الواردة منها تصدر القائمة النهائية للمستفيدين، ومباشرة بعد الشهر الذي يلي تاريخ صدور القائمة يتقاضى المسرح مبلغ 35 ألف ليرة شهرياً لمدة عام كمبلغ داعم للاستفادة من الأنشطة التمكينية التي أعلنت عنها “الشؤون”، المسار الثاني هو ما أطلق عليه المنحى التمكيني، فعلى اعتبار أن البرنامج منظم للجهد ومصمم على أساس تلبية الاحتياجات والرغبات الفعلية للمسرحين وليس العكس، أشار مدير المرصد إلى قيام مديريات الشؤون في كافة المحافظات بإجراء سبر لأبرز الفاعلين والنشيطين اقتصادياً من القطاع الخاص وبالنقابات المعنية ومؤسسات القطاع الأهلي والمنابر التموينية للمشاريع متناهية الصغر للوقوف عند قاعدة فرص العمل المتاحة، وربطها بقدرات ومؤهلات المسرحين ليبقى لصاحب العمل القرار النهائي – بعد التدريب – بإجراء التعاقد الدائم مع الشخص، وهنا طمأن الكوا على أن التجارب العملية أثبتت حاجة صاحب العمل للخبرة والكفاءة ولاسيما بعد خضوع الشخص للتدريب بنفس المكان، ونوّه أن البرنامج يحتوي طيفاً واسعاً من الأنشطة يناسب طبيعة كل منطقة، وليس محصوراً بفرصة عمل بالقطاع العام أو الخاص، بل يتضمن العمل الحر وتأسيس مشاريع متناهية الصغر بعد دعم المسرّح بقروض متناهية الصغر أو قرض مدعوم. ولأن الفرص بالمدينة تتجه أكثر نحو العمل الصناعي كان من الضروري دعم المشاريع الزراعية باعتبارها إحدى دعائم الاقتصاد، في وقت خصصت الوزارة موقعها الرسمي على الانترنت ليكون منبراً لاستقبال الشكاوي والاقتراحات، إلى جانب استقبال أصحاب الشكوى والاستفسارات في مكتب مدير مرصد سوق العمل الذي أبدى استعداده لمعالجة الشكاوي خلال 24 ساعة.