تشدد جمركي ولكن…!؟
أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي أبداً، و”صحوة” الجمارك بعد غياب وتراخٍ لا تزال مستمرةً – وإن بدرجات – على أسواقنا المفتوحة والمشرعة للمهربات وبيع وتصريف المنتجات الممنوعة والمسموحة الصالحة وغير الصالحة المنتهية الصلاحية وغير المنتهية “العثمانية وغير العثمانية” المنشأ، وصولاً لتجارة مخصصات السلال الغذائية؛ ما جعل منتجنا المحلي يترنح ويتراجع وينحسر إن لم نقل يختفي ويضيع أمام غزارة ووفرة المهربات والسلال التي تزخر بها الأسواق..!؟
وحتى لا تكون “الحملة” طفرة عابرة أو نزوة ساخنة سرعان ما تبرد وتتبخر مع مرور الوقت، على جماركنا أن تؤكد أن حملتها أضحت أولوية واستراتيجية المرحلة القادمة وشغلها الشاغل ولا رجعة عن هذا التحدي إن صح القول، وهذا لن يكون بطبيعة الحال إلا من خلال استمراريتها وديمومتها وثباتها وتقديم الدعم المستمر والغطاء الرسمي والمؤازرة والمتابعة من كل الجهات هذا أولاً.
الأمر الثاني التركيز على منابع التهريب وروافده العابرة للحدود النظامية وغير النظامية المعروفة جيداً لحراس الحدود إذ لا يكفي أبداً الاكتفاء بالانقضاض على الأسواق ومداهمة المحال التجارية والمستودعات داخل المدن ومصادرة موجوداتها والانكفاء بعيداً عن الحدود المفتوحة.!؟
وثالثاً مساءلة القائمين على الحدود الذين يغضون الطرف ويتعامون عن دخول المهربين حاملين ومحملين عبر طرقات وممرات محمية ضمن مدد زمنية “آمنة”، ولعل فرار أحد الجمركيين الأخير محملاً بملياراته يدل على مدى التورط كيلا نقول إن حاميها هو نفسه حراميها مع الأسف.!
حينها فقط سندرك أهمية الحملة وسنتأكد من جديتها وجدواها، وحينها أيضاً سنكون متيقنين أن قرار قطع دابر التهريب ومحاربة وملاحقة المهربين كباراً كانوا أم صغاراً المتخذ على أعلى المستويات لن يكون حبراً على ورق وحسب، أو كلاماً في مهب الريح…
حينئذٍ نكون حقيقة على سكة مكافحة التهريب وسادته وبالتالي يمكننا أن نضبط أسواقنا ونحمي منتجنا الوطني وصحة مستهلكنا ونصون اقتصادنا وليرتنا… وغير ذلك يبقى هراءً بهراء، وذراً للرماد في العيون وبروباغاندا مكشوفة لا تنطلي على أبسط الناس ستكشفه وتثبته الأيام وهذا ما لا نرجوه ونتمناه أبداً.
وائل علي