الصالة المعضلة
المعروف أن صالة الأسد الرياضية في حلب، على مدى السنوات الماضية، شكّلت الحاضنة الأساسية للفعاليات والأنشطة بمختلف تنوعها التي تقام على مستوى المحافظة، بما في ذلك استضافتها للمباريات واللقاءات الرياضية، وهو ما ألحق ضرراً جسيماً في مرافقها وأقسامها وفي أرضيتها الخشبية (الباركيه) المخصصة حصراً لإقامة التدريبات لفرق المقدمة، واستضافة الأنشطة والمباريات السلوية في مسابقتي الدوري والكأس.
ومع أنها، أي الصالة، (خضعت لأعمال الصيانة والترميم في فترات سابقة)، لم تتغير الصورة، بل زادت سوءاً مع استمرار استخدام الصالة لأغراض ووظائف غير رياضية، وهو ما يجب أن يتوقف فوراً حفاظاً على هذا الصرح الرياضي الذي شكّل على مدى العقود المنصرمة واحداً من أهم الملتقيات السلوية على المستويات المحلية، والعربية، والآسيوية.
وفي السياق ذاته مازالت المدينة الرياضية في الحمدانية، ومن ضمنها صالة كرة السلة العملاقة، متعددة الأغراض، التي تتسع لأكثر من ثمانية آلاف متفرج، خارج حسابات المعنيين بإمكانية إعادة تأهيلها في المدى المنظور، ووضعها في الخدمة مجدداً لاستيعاب جماهير هذه اللعبة التي تضاهي بشعبيتها جماهير كرة القدم، يضاف إلى ذلك عدم إمكانية اللعب على أرض صالة نادي الحرية للأسباب ذاتها، وهذا يعني أن صالة الأسد الرياضية ستبقى الوجهة الوحيدة لإقامة الأنشطة والفعاليات الرياضية وغير الرياضية، ما يزيد من مخاطر تعرّضها لمزيد من الأضرار في بنيتها التحتية والفوقية على السواء.
مما تقدم، ومع عودة موسم النشاط السلوي، نجد لزاماً على المعنيين إيجاد الحلول والبدائل لهذه المعضلة، إن صح التعبير، وذلك بالتنسيق والتعاون بين كافة الجهات المعنية في المحافظة، واتخاذ كل ما يلزم للحفاظ على هذه الصالة، ومنع إقامة أي نشاط على أرضها لا يتسم بالصبغة الرياضية، والأهم البدء فوراً بوضع الدراسات الفنية والإنشائية لإعادة تأهيلها وصيانتها لتكون حاضرة وجاهزة بشكل لائق لاستضافة البطولات والمنافسات الرياضية المحلية والدولية لاحقاً.
معن الغادري