الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

عبد الله أسعد.. الرسم بالماء والضوء وماذا بعد!؟

 

استضافت صالة عشتار للفنون الجميلة مؤخراً معرض الفنان التشكيلي عبد الله أسعد عرضت فيه مجموعة متنوعة من الأعمال المنفذة بالألوان المائية التي يشهد بأنها صعبة المراس وتحتاج لخبرة كبيرة في التعامل مع هذه التقنية من فن الرسم، كونها تتميز بحساسية خاصة ورهافة لا تحتمل الإعادة والتصحيح وتتصف بالاختزال العميق لقيم الظل والنور، فقد تميز هذا المعرض ببراعة الفنان الواضحة في الرسم المائي الذي جسد فيه الأماكن المعمارية والمدنية والمشاهد الطبيعية والطبيعة الصامتة وصولاً إلى رسم البورتريه، وقد امتلأت هذه الأعمال بروح انطباعية خاصة نجح الأستاذ الجامعي في تجسيدها بأسلوبه الواضح كمصور يعتني بعمارة التكوين، وسطوع الضوء وتوزعه على مساحة العمل بحساسية خاصة تقارب أعمال الرسامين الروس والصينيين، وتذكر بالرسوم التوضيحية والمعمارية حيث العناية بنظافة المشروع وأناقة التنفيذ، وربما بالغ الفنان أسعد في تعزيز معرضه بخطاب الرسام المباشر والتوضيحي والدعائي على حساب غياب النزعات الفنية التشكيلية والحداثوية المعاصرة من تأليف تتصف فيه التجارب التشكيلية الجديدة على مستوى التصوير عموماً، حيث خليط التقنيات والتجريب وطرح الأفكار الجديدة التي تتجاوز السائد والمتعارف عليه في المعنى البصري التقليدي للفنون التشكيلية، ولربما يتساءل بعض المشتغلين عن قيمة أعمالهم في مجال التصوير ورسم المناظر الطبيعية عموماً، أمام متطلبات الحداثة التي فرضت نفسها كثقافة تتوجه نحو قيم جديدة تتوغل في خلق أسئلة مربكة تحملها الفنون والآداب في مواجهة التشيؤ والاستهلاك ومجانية الموت والفقر والسطحية، واستفهامات أخرى عن دور الفنون الجميلة في مجتمعات تتبلور فيها ثقافة اكتُسبت بثمن كبير دفعته الأوطان وتتجاوز السائد وتطرح أفكاراً جديدة ريادية وتنويرية تتجه نحو المستقبل في التعبير والحياة. هذه الأسئلة بدأت ملامحها تظهر في المشهد التشكيلي السوري خصوصا في خضم ازدحام أنشطة الفن التشكيلي بالعادي والمكرر، وبالتوازي نشهد نزوعاً واضحاً في تجارب بعض الشباب التشكيليين نحو تقديم فن مغاير يتصف بالقيمة والإبداع، ويتخطى المباشر التوضيحي والتزييني من الفنون التي تستجدي ذوق المقتني التقليدي.!.

أكسم طلاع