الصفحة الاولىصحيفة البعث

الاحتـــلال يكثّـــف مـــن اعتـداءاتــه علـــى المنشــــآت التعليميــــة

 

مرّت ذكرى يوم الجريح الفلسطيني، أمس، دون أن تحرّك أي منظمة ساكناً لتحصيل حقوق الجرحى، الذين ضحّوا للدفاع عن وطنهم وأرضهم بمواجهة إجرام الاحتلال الإسرائيلي، حيث يستمر الصمت الدولي تجاه جرائم الاحتلال ليستمر هدر دماء الفلسطينيين الأبرياء.
ووثّق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني عدد الجرحى الذين أصيبوا برصاص الاحتلال، حيث أصيب 130 ألف فلسطيني في الانتفاضة الأولى “انتفاضة الحجارة” بين عامي 1987 و1993، و35 ألفاً في انتفاضة الأقصى بين عامي 2000 و2008، و18 ألفاً في الاعتداءات على غزة أعوام 2008 و2012 و2014، في حين أصيب 8300 فلسطيني عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل سفارة بلاده إلى القدس المحتلة في 6 كانون الأول 2017، بينما بلغ عدد الجرحى جراء قمع الاحتلال مسيرات العودة في قطاع غزة منذ الثلاثين من آذار الماضي نحو 30 ألفاً، بينهم حالات بتر وحروق شديدة وإعاقات بفعل الرصاص المتفجر والقذائف والصواريخ والأسلحة المحرمة دولياً التي استخدمها الاحتلال، فضلاً عن استشهاد 270 فلسطينياً.
يأتي ذلك في حين تواصل قوات الاحتلال سياستها العدوانية ضد قطاع التعليم في الأراضي العربية الفلسطينية المحتلة، وتتكرّر الاعتقالات والاقتحامات والاعتداءات على طلاب المدارس وكوادرها التعليمية، في تحدٍّ صارخ للقانون الدولي ومبادئ حقوق الإنسان، حيث اقتحمت قوات الاحتلال مدرسة الخليل الأساسية في البلدة القديمة في الخليل بالضفة الغربية أثناء توجه الطلبة والمعلمين للدوام، وأطلقت قنابل الغاز السام داخل أسوارها، ما أدى إلى إصابة معلم وعشرات الطلبة بحالات اختناق.
كما اقتحمت قوات الاحتلال مدن القدس المحتلة والخليل وجنين والبيرة ورام الله وطولكرم وقلقيلية وأريحا ونابلس، وداهمت منازل الفلسطينيين وفتشتها، واعتقلت 26 منهم.
واقتحمت قوات الاحتلال مع عدد من جرافاتها منطقة القبة جنوب مدينة القدس المحتلة، وهدمت منزلين فلسطينيين يقطنهما 10 أشخاص. إلى ذلك، اقتحم 139 مستوطناً المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، ونفذوا أعمالاً استفزازية في باحاته وسط حراسة مشددة من قوات الاحتلال.
من جهته، أدان مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في مدينة القدس المحتلة اعتداءات الاحتلال المتواصلة على المسجد الأقصى، مشدداً على صمود الفلسطينيين في وجه مخططات الاحتلال لتهويده.
وجدّد المجلس التأكيد على أن مبنى مصلى باب الرحمة جزء لا يتجزأ من الأقصى المبارك، مشيراً إلى ضرورة العمل الفوري على ترميمه من قبل دائرة الأوقاف الإسلامية ولجنة إعمار المسجد الأقصى دون أي تدخل من سلطات الاحتلال. وشدّد المجلس على صمود الفلسطينيين وتمسكهم بإفشال مخططات سلطات الاحتلال والمستوطنين لتهويد الأقصى.
وتصعّد قوات الاحتلال سياستها العدوانية ضد الفلسطينيين في المسجد الأقصى المبارك من خلال حملات الاقتحام والاعتقال والإبعاد عن المسجد في محاولة لفرض أمر واقع بخصوص تهويد الحرم القدسي والسيطرة عليه.
في الأثناء، أكد رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف أن الاحتلال سيقيم 23 ألف وحدة استيطانية في أحياء عدة بالقدس المحتلة، كما سيقوم بشق طرق التفافية جديدة خاصة بالمستوطنين، بهدف قطع التواصل الجغرافي بالكامل بين القدس المحتلة وباقي الضفة الغربية، لافتاً إلى أن الاحتلال يحاصر القدس حالياً بعشرات البؤر الاستيطانية، ويخطط لإغراقها بشكل كامل بالاستيطان خلال السنوات الخمس القادمة، فيما سيتم تهجير الفلسطينيين من 23 تجمعاً في محيط القدس والاستيلاء على أراضيهم ومنازلهم، ولفت إلى أن الاحتلال يشن حرب الاستيطان الشاملة بضوء أخضر من الإدارة الأمريكية، التي تشجّع الاستيطان وتوفر له الغطاء على كافة الأصعدة، مؤكداً في الوقت ذاته أن الشعب الفلسطيني سيقاوم كل مخططات الاقتلاع والتهجير من خلال التشبث بأرضه والصمود عليها.
الخبير في شؤون الاستيطان صلاح الخواجا أوضح أن إعلان الاحتلال إقامة 23 ألف وحدة استيطانية هو استكمال لخطة تهويد القدس، مشيراً إلى وجود مخططات أخرى لإقامة 50 ألف وحدة استيطانية جديدة على أراضي الفلسطينيين بين القدس المحتلة وبيت لحم، وبيّن أن الاحتلال ينفذ خطة من ثلاث مراحل في القدس المحتلة الأولى تتضمن السيطرة على المنطقة المحيطة بالمسجد الأقصى المبارك، حيث أقام 80 بؤرة استيطانية بعد الاستيلاء على عقارات الفلسطينيين وهدم منازلهم، والمرحلة الثانية تتضمن تهجير الفلسطينيين من محيط القدس مثل الخان الأحمر والأغوار، والمرحلة الثالثة إقامة عشرات البؤر الاستيطانية بمحيط  القدس لفصلها عن باقي الضفة الغربية، وبالتالي تدمير أي إمكانية لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.