النجاح المزدوج في الكاراتيه
منذ فترة قريبة، بدأ اتحاد الكاراتيه بقطف ثمار عمله الذي امتد طوال السنوات الماضية عبر تتويجات متلاحقة في البطولات الخارجية التي يشارك فيها، وآخرها بطولة غرب آسيا التي أقيمت في الإمارات، ولعل أكثر ما يلفت النظر في طريقة عمل الاتحاد كانت فكرة الكم والنوع، فخلال سنوات الأزمة القاسية كان العمل منصباً على زيادة انتشار اللعبة بشكل أفقي، ولكن مع وصول أعداد الممارسين لأرقام كبيرة اختلف الحال، وتوجهت الجهود نحو تحسين النوعية لنصل إلى واقع مرض للعبة كانت مهددة بالنسيان والاندثار.
المعنيون في الاتحاد أكدوا بأن التركيز في الفترة المقبلة سيكون أكثر على موضوع المنتخب الوطني وتطويره الذي سيمر بعدة خطوات، والتعويل سيكون على تحسن الظروف المحيطة، وبالتالي توفير فرص احتكاك كافية في بطولات قوية بعد أن حرمنا منها لسنوات، مع تطوير الكوادر التدريبية والتحكيمية التي تعد النقطة الأساس في مفصل تحسين أداء اللاعبين، مع وجود فكرة لمدرب أجنبي خبير في الفترة المقبلة، والهدف الأساس هو تحقيق تواجد مميز في اولمبياد طوكيو العام المقبل رغم قوة المنافسة.
النجاح الرياضي وبناء المنتخب القوي رافقه نجاح من نوع غريب على رياضتنا يتعلق بالجانب الاقتصادي، وتحول الكاراتيه لاتحاد منتج قادر على الصرف على نشاطاته، جاء ذلك بفضل فكرة كانت في بدايتها صعبة التطبيق نظراً لبعض الأمور الروتينية، وعدم فهم جدواها من قبل مفاصل اللعبة، ولكن مع توالي البطولات تحولت الاشتراكات الرمزية التي تدفع من اللاعبين لمصدر هام لدخل اللعبة، وبالتالي وقوفها على قدميها، كما أن النجاح في الموضوع المادي اعتمد أيضاً على توفير رعاة وداعمين للبطولات، مع فرض رسوم على الترفيع تدريباً وتحكيماً ولعباً.
اتحاد الكاراتيه بتنظيمه وطريقة عمله الأنيقة حجز لنفسه مكاناً متميزاً بين الاتحادات القليلة التي خططت ونفذت بانتظار أن يكتمل المشهد ببطولات قارية وعالمية في المستقبل القريب.
مؤيد البش