كوبـــا تدعـــو إلـــى مواجهـــة الخطـــر
في الوقت الذي تهدد فيه إدارة ترامب بغزو فنزويلا للإطاحة بالرئيس الشرعي للبلاد لوضع رئيس البرلمان، رجل أمريكا، غوايدو، على رأس السلطة، دعا وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغيز إلى الصمود والوعي لمواجهة الخطر المحدق وقال: “في ظل هذه الظروف، لا يمكننا أن نؤيد السلام أو نعارضه، بل يمكننا فقط أن نؤيد الحرب أو نعارضها”، في إشارة إلى اللحظة الحاسمة التي تعترض المنطقة في ظل مواجهة التهديدات الأمريكية.
وكان ترامب دعا الجيش الفنزويلي إلى خيانة وطنه، وهدده بطريقة صبيانية بـ “فقدان كل شيء” إذا استمر في دعم نيكولاس مادورو، لكن المحللين الأمريكيين قالوا: إن هذا الشكل من الخطاب يهدف إلى ترهيب الزعماء الديمقراطيين في الولايات المتحدة والناخبين، خاصة الشباب غير الراضين عن النظام، الذين اتهمهم الرئيس بالرغبة في إقامة اشتراكية في هذا البلد.
كما تلقت كوبا الرسالة وأوضحت أن محاولة ترامب ترهيب أمريكا اللاتينية لن يفيد في عصر تعدّد الاقطاب، وأكدت أن قيام واشنطن بحشد قواتها وعتادها العسكري بكافة أصنافه قبالة فلوريدا ليست لعبة ردع بل هي تهديد حقيقي.
ففي 11 شباط، تم رصد عمليات دخول وخروج ثابتة للطائرات الحربية وطائرات الهليكوبتر الأمريكية، مما يكشف عن وجود طائرات بدون طيار تلتقط صوراً للأراضي الفنزويلية ووصول معدات مدرعة إلى الوحدة الجوية.
الحكومة الفنزويلية في ذلك الوقت نددت بوجود منظمات شبه عسكرية كولومبية على الحدود مع فنزويلا، والتي شاركت في سلسلة كاملة من الجرائم والإجراءات الجنائية . بالإضافة إلى ذلك، تمّ رصد مجموعات أخرى مماثلة، مثل المقاومة الراديكالية في فنزويلا ولا سيما في ولايات زوليا وتاشيرا وأبوور مع كوماندوس.
هذه المغامرة الحربية تهدّد أمريكا اللاتينية بأسرها، وكذلك الولايات المتحدة نفسها، ويتجلّى هذا الأمر في مقاومة العديد من القطاعات السياسية والعسكرية في هذا البلد لاستفزازات ترامب، وسط الحرب الإعلامية، التي تعد جزءاً من هذا المخطط الحربي الهجين غير المتكافئ، أو أي اسم نريد أن نطلقه على هذه المحاولة الواضحة للحرب الاستعمارية .
ومع ذلك، من المهم التأكيد على شيء أكثر قوة وهو المرونة التي أبدتها حكومة مادورو، والشعب والقوات المسلحة الوطنية في فنزويلا للتغلب على المواقف الخطيرة ومواجهة التهديدات الأمريكية، كما كان فعل الزعيم شافيز، بعد فشل الانقلاب الذي دبرته الولايات المتحدة في نيسان 2002. ومنذ ذلك الحين، أجريت 25 عملية انتخابية وفاز بها شافيز وخليفته نيكولاس مادورو، وهو ما اعترفت به الحكومة.
وعندما نجحت المعارضة في الحصول على الأغلبية في الكونغرس، بأداء اليمين في عام 2016، كان الوعد الأول والوحيد والبرنامج الذي أعلنه رئيس البرلمان “الديمقراطي”، هنري راموس ألوب هو قوله: “قبل نهاية عام 2016 سيكون مادورو مدمّراً”. نحن اليوم في عام 2019، مع إعادة انتخاب مادورو في انتخابات أيار 2018، التي تمت مراقبتها والسيطرة عليها، وشاركت فيها المعارضة، مفضلين الارتقاء إلى مستوى التحدي الانتخابي بدلاً من الدعوة إلى تدخل قوة أجنبية.. ولم تؤيد واشنطن هذه النتيجة وانتهى بها الأمر بإسقاط القناع.
هيفاء علي