الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

ناجي عبيد.. وداعا

 

نعت وزارة الثقافة الفنان ناجي عبيد أكبر الفنانين السوريين الذي رحل أمس عن عمر تجاوز الـ 100 عام وفي سجله 115 معرضا وأكثر من 5000 لوحة جلها تمثل الفن الشعبي المحلي السوري، ويعرفه أكثر زوار سوق المهن اليدوية بدمشق، فهو الفنان صاحب النظارات السوداء الذي يجلس في دكانه يرسم عنترة والزير سالم ويستلهم من  المطرزات البدوية والكتابة العربية عناصر لوحاته بألوانها الدافئة البنية والترابية، وهو أبن البادية السورية ولد في دير الزور عام 1918 لعائلة يعود نسبها إلى قبيلة شمر، بدأ الرسم في سن مبكرة وجاء دمشق بعد الاستقلال درّس الفن في ثانوياتها كما أصبح رسّام كتب وخطاطاً لبعض الجرائد والمجلات، ويحمل الرقم 4 في نقابة الفنون الجميلة وأحد مؤسسيها، كما أنه لم ينقطع عن المشاركة في المعرض السنوي منذ بداية انطلاقه في خمسينيات القرن الماضي، يتصف أسلوبه بالتنوع والثراء فهو يميل أحيانا نحو التكعيبية ونحو الرمزية حينا آخر، كما نجد الواقعية في أعماله، فمن المتعارف عليه كثيرا ذلك النموذج لوجه امرأة على خلفية من الزخارف الريفية والبدوية الهندسية وينحو منحى يلغي فيه البعد الثالث مقاربا الفنون الفطرية الموشاة بالخط العربي الذي يتقن رسمه جيدا في نزوع نحو الأصالة والهوية والتراث، حيث يتغنى ويجيد التعبير عنه في رسوماته التي يقبل على اقتنائها زوار مرسمه والسياح الأجانب.

ناجي عبيد حاصل على شهادة تقدير ووسام ذهبي من القائد الخالد حافظ الأسد ووسام الثامن من آذار إلى جانب حصوله لاحقا على العديد من شهادات التقدير والأوسمة. وله لوحة مقتناة في المكتبة الوطنية بباريس وقدمت عن أعماله أطروحات لنيل شهادات الدكتوراه في دول عربية وأوروبية.

أكسم طلاع