سوريــــة وروســــيا تحـــذران مــــن اســــتمرار احتجـــاز المهجـريـــن فـــي مخيـــم الركبـــان الجيــــش يــــدك مقــــرات وأوكــــاراً للإرهابييــــن فــــي ريفــــي حمـــــاة وإدلــــــب
ردت قواتنا المسلحة العاملة في ريف حماة أمس بضربات مكثفة على خروقات المجموعات الارهابية لاتفاق منطقة خفض التصعيد ودكت عدة مقرات وأوكار لإرهابيي تنظيم جبهة النصرة والحزب التركستاني بريفي إدلب الجنوبي وحماة الشمالي وألحقت في صفوفهم خسائر كبيرة في العديد والعتاد.
واستكمالاً لعمليات تمشيط القرى والبلدات المحررة من الإرهاب عثرت الجهات المختصة على أسلحة وذخائر بعضها “إسرائيلي” الصنع من مخلفات الإرهابيين في ريف درعا الشمالي. في وقت جددت الهيئتان التنسيقيتان السورية والروسية حول عودة المهجرين السوريين التحذير من أنه وبعد مرور 1778 يوماً على احتجاز السوريين في مخيم الركبان ما زالت معاناتهم تتفاقم حيث تواصل المجموعات الإرهابية في المخيم الذي تسيطر عليها قوات الاحتلال الأمريكية المنتشرة في منطقة التنف عربدتها لإرغام المهجرين الأبرياء على العمل لمصلحتها.
وفي التفاصيل، أحبطت وحدات من الجيش محاولة تسلل إرهابيين من “الحزب التركستاني” من قريتي الجابرية وتل عثمان باتجاه المناطق الآمنة، بالتوازي مع توجيه ضربات مركزة على أوكار المجموعات الإرهابية في محيط قريتي الحواش ولحايا بريف حماة الشمالي. وأسفرت الضربات عن القضاء على عدد من الإرهابيين وتدمير أوكار وتحصينات وعدد من آلياتهم.
وفي وقت سابق وجهت وحدات من الجيش رمايات مركزة على تجمعات ومقرات لتنظيم جبهة النصرة والمجموعات الارهابية المرتبطة به في بلدتي معرشمارين وجرجناز بريف إدلب. أدت إلى مقتل وإصابة العديد من الارهابيين وتدمير مقرات وأسلحة وذخائر كانت بحوزتهم.
كما استهدفت وحدة من الجيش فجر أمس بصليات صاروخية مركزة مقرات لإرهابيي النصرة ومجموعات تتبع لهم في عمق مناطق انتشارها فى بلدة حاس بريف ادلب الجنوبي ما أسفر عن تدمير عدة مقرات وآليات والقضاء على عدد من الارهابيين وإصابة آخرين.
خلال متابعة الجهات المختصة تمشيط القرى المحررة من الإرهاب وبالتعاون مع الأهالي في ريف درعا الشمالي تم العثور على أسلحة وذخائر منها رشاش بي كي سي ورشاش دوشكا وقاذف ار بي جي 7 وقاذف مضاد للدروع وقنابل يدوية و قذائف ار بي جي مع حشواتها ومناظير ليلية وأجهزة اتصال وذخيرة متنوعة بعضها إسرائيلي الصنع كانت المجموعات الإرهابية خبأتها قبل اندحارها من بلدتي انخل والحارة.
ومنذ إعلان محافظة درعا خالية من الإرهاب في آب الماضي تواصل الجهات المختصة تمشيط القرى والبلدات المحررة لتأمين عودة المهجرين إلى منازلهم حيث عثرت خلال الفترة الماضية على كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة بعضها إسرائيلية وأمريكية الصنع وأدوية وسيارات شحن كبيرة وسيارات إسعاف غربية الصنع من مخلفات الإرهابيين. في غضون ذلك أكدت الهيئتان التنسيقيتان السورية والروسية حول عودة المهجرين السوريين في بيان مشترك صدر أمس أن الوضع الإنساني الكارثي في مخيم الركبان يزداد حدة بسبب الوضع الإجرامي الذي تسبب به الإرهابيون بتواطؤ ودعم مباشر من الجانب الأمريكي ما يشجع على تهريب الأسلحة والذخيرة وازدهار الاتجار بالبشر ما يجعل حياة المهجرين في المخيم لا تطاق إلى حد كبير وتشكل مستوى عالياً من التهديد الإرهابي. وذكر البيان بالإحصائيات الرسمية للأمم المتحدة التي تفيد بأن أكثر من 95بالمئة من قاطني المخيم يرغبون في مغادرته وأن 80 بالمئة منهم يتطلعون إلى العودة السريعة إلى مناطقهم الأصلية في ظل الحكومة السورية فيما يسعى 10بالمئة إلى العودة ليس إلى مناطقهم بل إلى مناطق سيطرة الحكومة السورية. وعبرت الهيئتان في بيانهما عن الأسف الشديد بشأن مواقف بعض الدول التي تتخذ مواقف متطرفة معادية للدولة السورية ولمصالح الغالبية الساحقة من السوريين الذين ما زالوا يعانون من وطأة آثار الحرب الإرهابية على سورية.
وأملت الهيئتان بعدم تسييس المساعدات الإنسانية التي ستقدم إلى سورية وأن يتم تخصيص جزء منها لاستعادة الحياة الطبيعية في كامل الأراضي السورية وفي مناطق عودة المهجرين الموجودين في مخيم الركبان. وختم البيان بالتأكيد على استعداد الدولة السورية من خلال حرصها على العودة الطوعية والآمنة لجميع السوريين وبالتعاون مع الاتحاد الروسي والمركز الروسي للمصالحة ومراقبة حركة المهجرين لأن تكون شفافة في هذا الموضوع.
وأكدت سورية وروسيا مراراً ضرورة وضع حد لاحتجاز آلاف المهجرين السوريين في مخيم الركبان وإغلاق هذا الملف بشكل نهائي عبر السماح للمحتجزين بمغادرة المخيم والعودة إلى مناطقهم التي حررها الجيش العربي السوري من الإرهاب.
سياسياً، أكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي قسطنطين كوساتشيف أن عملية أستانا حول سورية ستظل المنصة الفعالة للتوصل إلى حل للأزمة. وأوضح كوساتشيف خلال اجتماع لأعضاء من مجلس الشيوخ الكازاخستاني ووفد من مجلس الاتحاد الروسي في العاصمة الكازاخية أن أستانا قدمت منصة فعالة لتسوية الأزمة في سورية وجمع المواقف المتباينة وقال: أنا على ثقة أن عملية أستانا ستظل منصة يتم من خلالها إيجاد حلول جوهرية وبناءة ومستدامة.
واتفق رؤساء الدول الضامنة لعملية أستانا، روسيا وايران وتركيا، في البيان الختامي لقمتهم التي عقدت في سوتشي في الرابع عشر من شباط الماضي على عقد اجتماع أستانا المقبل حول الأزمة في سورية في نيسان المقبل.
وفي القاهرة، أكد عضو مجلس النواب المصري سمير البطيخي أن الوجود العسكري غير الشرعي للقوات الأمريكية والتركية على الأراضي السورية تجاوز للقوانين الدولية يجب أن ينتهي فوراً، وقال البطيخي في تصريح لمراسل سانا بالقاهرة: إن احتجاز القوات الأمريكية للمهجرين السوريين في مخيم الركبان ومنعهم من العودة إلى مناطقهم أمر مرفوض ولا يمكن القبول به كما أن تصرفات قوات النظام التركي التي دخلت إلى الأراضي السورية مرفوضة تماماً ويجب على واشنطن وأنقرة أن يتركا الشأن السوري للشعب السوري وأن يكفا عن سياسات التدخل. ونوه البطيخي بصمود وتضحيات الشعب والجيش العربي السوري في مواجهة التنظيمات الإرهابية، داعياً إلى إعادة العلاقات المصرية السورية إلى طبيعتها.
من جهة ثانية، ألقت قوات الأمن في جمهورية قرغيزستان القبض على إرهابي كان يقاتل في صفوف التنظيمات الإرهابية في سورية. وقالت اللجنة الحكومية للأمن القومي في قرغيزستان: إن أجهزة الأمن بالتعاون مع عناصر وزارة الداخلية قامت يوم الجمعة الماضي بالقبض على مواطن قرغيزي مدرج على قائمة المطلوبين دولياً وذلك في إطار عملياتها لمكافحة الإرهاب في البلاد، وأوضحت أن المعتقل انتقل إلى تركيا ومنها دخل إلى سورية بهدف الانضمام إلى التنظيمات الإرهابية فيها مشيرة إلى أن الأجهزة الأمنية تواصل التحقيق معه.