صحيفة البعثمحليات

آلاف الأطنان من التفاح مهددة بالتلف.. والمعنيون يتفرجون؟!

 

السويداء- رفعت الديك
ينتظر مزارعو السويداء تحسناً في أسعار الأسواق لبيع محصولهم من التفاح المكدس في بردات التخزين المنتشرة في المحافظة، ويشير عشرات من المزارعين إلى أن الأسعار التي يدفعها التجار حالياً أقل من أسعار المبيع في الموسم، علماً أنه تم إضافة أجور تخزين على سعر المنتج، مطالبين بوضع حد لمأساتهم التي تتكرر كل عام في تسويق منتجهم، والوفاء بالوعود التي أطلقت سابقاً في المهرجانات الخطابية، ويتحفهم المسؤولون بها بين الفينة والأخرى حول الخطط الاستراتيجية المتخذة لحل مشكلة التسويق.
ويقول فضل لله الدعيبس وهو رئيس جمعية فلاحية: إن الفلاح الذي سلم إنتاجه من غضب الطبيعة لم يسلم من الضربات الموجعة الأخرى التي ألمت بإنتاجه سواء في عمليات التسويق أو التخزين وغيرها من المعوقات التي تعترضه، أهمها نقص المحروقات، وكل هذه العوامل مجتمعة جعلته فريسة سهلة لجشع التجار الذين غالباً ما ينتظرون مثل هذه الحالات من اليأس عند المزارعين الذين لا حول لهم ولا قوة بعد تخلي الجهات المعنية عنهم.
وبين حامد غانم – وهو صاحب أحد برادات التخزين، والذي يملك أكثر من 150 طناً من التفاح في براده – أنه لا مؤشرات تدفع للتفاؤل مع اقتراب نهاية موسم التسويق وقد هبط السعر بشكل كبير وتضاعفت تكاليف النقل بسبب نقص مادة المحروقات. ويشير إلى أن الفلاح وقع ضحية الطبيعة بداية الموسم، وها هو ذا يقع اليوم ضحية تلاعب التجار والسماسرة، وبين الحالتين يبقى هو الخاسر الأكبر في وقت تقف فيه الجهات المختصة موقف المتفرج، حيث لم تتخذ أي إجراء ملموس لتخيف معاناة التسويق عند الفلاحين.
وبينت المهندسة هيام القطامي رئيسة فرع السورية للتجارة أنه يوجد في وحدات تخزين الفرع أكثر من 2500 طن من التفاح، وهي معرضة للتلف جراء انتهاء موسم التخزين واقتراب موسم الفواكه الصيفية التي تجعل المواطنين يحجمون عن شراء مادة التفاح، وطالبت القطامي بضرورة الإسراع بإيجاد حلول تسويقية إسعافية وعاجلة لإنقاذ آلاف الأطنان الموجودة في وحدات التخزين في المحافظة، مع العلم أن المزارع وأصحاب البردات مضطرون لإفراغ البردات خلال شهر، وهذا يجعل عملية التسويق على المحك.
رئيس غرفة الزراعة في السويداء حاتم أبو راس بين بدوره أن الأزمة كانت متوقعة؛ لأن الموسم الفائت كان أكبر من المعتاد، حيث تراوح إنتاج المحافظة بين 70-80 ألف طن، وهذا رقم كبير، والتسويق المحلي بين دمشق وحلب ونسبة كبيرة من التجار ينتظرون ارتفاع السعر لتسويق ما لديهم، مضيفاً أن بعض الفلاحين يرغبون بالتأجيل على أمل تحسن السعر والسوق “فاتر” في مصر، ولكن المفارقة الكبيرة أنه رغم فتورة تلك الأسواق هناك عشرات شهادات المنشأ تخرج يومياً، فمادام التاجر يخسر فلماذا يعيد التجربة.؟
تساؤل رئيس غرفة الزراعة يشير بكل وضوح إلى حالة التلاعب التي يقوم بها التجار تحت مبرر الخسارة، وهذا ما يجعل المزارع دائماً ضحية هذا التلاعب في ظل غياب إجراءات حاسمة وحازمة من قبل المعنيين الذي يجلسون على مقاعد المتفرجين.