مع تعثره المتكرر… التأمين الصحي يعاني من عدم تعاون الأطراف المعنية وضعف الدور الرقابي
دمشق – بشير فرزان
وصف عبد القادر نحاس أمين الشؤون الصحية في الاتحاد العام لنقابات العمال واقع العمل بالتأمين الصحي بالمتعثر وغير الفاعل؛ نتيجة ضعف وغياب دور وزارة الصحة، إضافة إلى العديد من العقبات التي أدت إلى تحييد هذا الملف عن مساره الصحيح، وأحالت أهدافه إلى التقاعد المبكر، وبرأي نحاس فإن الحديث في هذا الملف يتميز بالتكرار، وعدم التقدم خطوة واحدة باتجاه الأمام، فالمشكلات والتحديات لا تزال حاضرة منذ سنوات على ساحة التنفيذ، وذلك نظراً للارتفاع الكبير في أسعار الأدوية ولا سيما الضرورية والمطلوبة؛ مما أدى لانخفاض في سقف التغطية وبشكل أوجد صعوبات جديدة أمام العاملين للاستفادة من التأمين الصحي.
واتهم نحاس الجهات المعنية بعدم تطبيق المحاسبة والعقوبات والمتابعة الدقيقة لآلية تنفيذ العقود، وهو ما يشكل أحد الأسباب الرئيسية لزيادة تلك المتاعب، هذا عدا عن تردد العديد من المشافي الخاصة والصيادلة والأطباء والمخابر في استقبال العاملين المرضى المراجعين لهم وتفضيلهم للمرضى الذين يدفعون أجورهم مباشرة تفادياً للدخول في مشاكل التحصيل من هذه الشركات؛ نظراً لسوء تعاملها مع مقدمي الخدمة الطبية مع المزاجية والتقاعس بالإضافة لمشكلة شبكة الإنترنيت.
ولفت نحاس إلى انعدام الثقة مع إدارة الشركات في مجال النفقات الطبية بطلبات الأطباء لوصف بعض أنواع الأدوية أو التصوير، مثل المرنان والطبقي بسبب التكلفة العالية والتي يحتاجها العامل لمتابعة علاجه، وامتناع هذه الشركات عن الموافقة على صرف قيمتها والحال نفسه لعمليات الأسنان والليزر للعين، وقيام هذه الشركات باستبدال العديد من المستلزمات الطبية المطلوبة بأنواع رديئة ومستهلكة أحياناً، بهدف الربح وعلى حساب صحة العاملين.
ومن وجهة نظر نحاس فإن إعادة التأمين الصحي إلى سكة الأهداف والفاعلية تتطلب رفع سقف التغطية، وبالتالي زيادة قيمة التأمين لتعويض زيادة أسعار الدواء وبشكل يترافق مع تفعيل الدور الرقابي لوزارة المالية والمؤسسة العامة للتأمين على عمل شركات إدارة النفقات الطبية وعقود التأمين الصحي، والإلزام بأسعار وتعرفة وزارة الصحة وخاصة للمخابر ودور الأشعة والصيدليات والمشافي المعتمدة، وإشراك نقابتي الأطباء والصيادلة بذلك وتفعيل دورهما في هذا الاتجاه.
وأكد أمين الشؤون الصحية على ضرورة زيادة الوعي والثقافة لدى العاملين في مختلف الجهات العامة المتعاقدة حول مفهوم التأمين الصحي وفوائده، وعقد الندوات والحملات الإعلامية بالتعاون والتنسيق مع الاتحاد العام لنقابات العمال ومؤسسات الرعاية الصحية العمالية.