الجيش يوسّع نطاق عملياته في ريف إدلب الجنوبي
وسعت وحدات من قواتنا المسلحة أمس نطاق عملياتها في ريف إدلب الجنوبي وكبدت التنظيمات الإرهابية خسائر فادحة في العديد والعتاد، فيما دمرت وحدات أخرى من الجيش تجمعات وأوكاراً للإرهابيين في ريف حماة الشمالي.
وفيما جددت الهيئتان التنسيقيتان السورية والروسية حول عودة المهجرين السوريين التأكيد على أن الولايات المتحدة تواصل عرقلة الجهود لاستعادة الحياة الطبيعية لسكان مخيم الركبان، أكد مفوض اللجنة الدولية في الشرق الأوسط السفير هيثم أبو سعيد أن مواصلة أمريكا دعمها للتنظيمات الإرهابية في سورية يثبت عدم جديتها في وضع حد للأزمة.
وفي التفاصيل، وجهت وحدات من الجيش ضربات مدفعية على مواقع انتشار لإرهابيي تنظيم جبهة النصرة والمجموعات التي تتبع له بعد رصد تحركات لهم في أطراف قرى الحويز والحويجة وجسر بيت الراس والتوينة والشريعة في ريف حماة الشمالي الغربي. حيث تم التعامل مع تحركات الإرهابيين وإيقاع قتلى ومصابين في صفوفهم وتدمير مواقع محصنة وأسلحة وعتاد لهم. وفي وقت لاحق نفذت وحدة من الجيش رمايات نارية دقيقة ضد تحركات لإرهابيي جبهة النصرة في مورك بريف حماة الشمالي ما أسفر عن تدمير آليتين لهم وإيقاع قتلى في صفوف الإرهابيين.
وفي ريف إدلب الجنوبي وسعت وحدات الجيش نطاق عملياتها لتشمل محاور وأوكار المجموعات الإرهابية في وادي حوير وخان شيخون وتلمنس حيث نفذت رمايات مكثفة على هذه المواقع، مكبدة الإرهابيين خسائر بالأفراد والعتاد ودمرت أوكاراً كانت منطلقا لاعتداءاتهم.
إلى ذلك، دمرت وحدات من الجيش بضربات صاروخية أوكاراً لإرهابيي “النصرة” في الأطراف الشرقية لمدينة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي حيث تنتشر بكثافة مجموعات إرهابية تتبع للتنظيم التكفيري تشكل بؤرة إمداد للمجموعات الإرهابية لارتكاب جرائمها واعتداءاتها بريف حماة الشمالي.
وفي وقت لاحق دمرت وحدة من الجيش أوكاراً ومرابض لمدافع الهاون ومنصات إطلاق صواريخ لإرهابيي (جبهة النصرة) في جبل شحشبو بريف إدلب الجنوبي الغربي.
في الأثناء، ذكر مراسل سانا في حماة أن “لتنظيمات الإرهابية المنتشرة في ريف حماة الشمالي المتاخم للحدود الإدارية مع إدلب اعتدت بقذيفتي هاون على قريتي العزيزية والرصيف ما تسبب بوقوع أضرار مادية في منازل المواطنين وممتلكاتهم.
في غضون ذلك أشارت الهيئتان التنسيقيتان السورية والروسية حول عودة المهجرين السوريين في بيان إلى أنه بعد مضي خمس سنوات على معاناة المدنيين السوريين الذين تحتجزهم قسراً مجموعات مسلحة ترعاها الولايات المتحدة داخل مخيم الركبان في منطقة التنف المحتلة يكشف عدم اكتراث واشنطن بمعاناة سكان مخيم الركبان وأوضاعهم الكارثية.
وبينت الهيئتان أن نتائج مؤتمر بروكسل تؤكد مرة أخرى عدم اهتمام الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بعودة المهجرين السوريين من أوروبا إلى أماكن إقامتهم قبل الحرب ويتخذ المشاركون فيه القرار بعدم تقديم المساعدات المالية لدمشق دون النظر إلى أن الأوضاع في البلاد آخذة بالتحسن وأن الحكومة السورية اتخذت خطوات إيجابية في استعادة اقتصاد البلاد. ورحبت الهيئتان في بيانهما بتصريحات المستشار الجديد للشؤون الإنسانية لدى المبعوث الخاص لأمين عام الأمم المتحدة إلى سورية نجاة رشدي حول تفعيل العمل المشترك مع وزارة الخارجية السورية بخصوص مشاركة المنظمة العالمية في النقل الطوعي والآمن والكريم للمحتجزين في منطقة التنف في إطار نظرية الحل المبدئي الطويل الأمد بالنسبة لسكان مخيم الركبان عبر نقلهم إلى أماكن إقامتهم التي يرغبون بها. ولفت البيان إلى أن الدولة السورية على استعداد في أي وقت لإرسال الحافلات لإجلاء محتجزي مخيم الركبان وإنهاء معاناتهم، مبيناً أنه لا يحتاج الأمر إلا لسماح الجانب الأمريكي بتفكيك هذا المخيم وضمان أمن تحرك وسائل النقل في منطقة التنف المحتلة.
سياسياً، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن الدول الضامنة لعملية أستانا تعمل بشكل حثيث لحل الأزمة في سورية ولكن الولايات المتحدة تحاول عرقلة هذه الجهود، وقال: إن العالم حالياً تغير مقارنة مع السابق حيث كان الغرب في وقت من الأوقات يقرر جميع التطورات المهمة ولكن حالياً فإن عالمنا المعاصر هو عالم ما بعد الغرب حيث تقع أحداث تتعارض مع المنظور الغربي أو أن الغربيين ليس لهم دور في بعض القرارات.
بدوره أكد مفوض اللجنة الدولية في الشرق الأوسط السفير هيثم أبو سعيد أن مواصلة الولايات المتحدة دعمها للتنظيمات الإرهابية في سورية يثبت عدم جديتها في وضع حد للأزمة. وبين أبو سعيد في بيان أن الإدارة الأمريكية غير جادة في إنهاء المآسي الإنسانية في سورية وذلك عبر الإصرار على المضي في تقديم الدعم للتنظيمات الإرهابية التي لا تزال ترتكب الجرائم الإرهابية ضد الأبرياء، وأشار إلى أن مؤتمر بروكسل كان خاطئاً منذ البداية لعدم دعوته الدولة السورية ولا سيما أنها المعنية أولاً وأخيراً بالشأن السوري.