مشهد درامي.. في الصف
صرخت مدرّسة الصفّ بصوتٍ عالٍ “هدووووء…” سأوزّع عليكم أوراق اختبار مادة اللغة العربية.. كان الخوف ورهبة الامتحان يخيمان على المكان، وتوالت الدقائق مسرعة يمضي أكثر من نصف الوقت وتبدو الأمور كلها على ما يرام، إلا عند ميرا التي كانت حزينة وعيونها باكية فصديقتها التي بجانبها باهرة جداً في الخداع حيث استطاعت أن تفتح كراسها وتنقل موضوع التعبير إلى ورقة إجابتها وهذا ما أثار غضب ميرا وحزنها وبدأت تدمدم في أذنها “من غشنا ليس منا”، ما تفعليه غير صحيح، لكن كلام ميرا لم يغيّر من الأمر شيئاً وأخيراً علا صوت المدرّسة انتهى الوقت ضعوا الأقلام جانباً لنبدأ جمع الأوراق، وانصرف التلاميذ إلى باحة المدرسة والتفّ عدد من الصديقات حول نور يسألونها كيف كتبتِ هل استطعتِ فتح الكرّاس؟… نور طبعاً ودون أن تشعر المدرّسة… يا إلهي كم كنت مدهشة… هذا رائع كيف تفعلين ذلك وبدأت نور تجود بالحديث على صديقاتها، أما ميرا فكان الحزن يعتصرها والغضب يفجّر ما تبقى من صبرٍ لديها وتدمدم مع نفسها أنا سهرت ودرست واستعنت بوالدتي، لم ألعب، ولم أشاهد التلفاز، كل وقتي كرّاسي ودراستي هذا ما يسمّونه الفساد سمعت عنه من والدي، لا بد أن أضع حداً له سأخبر المدرّسة بكل شيء ولو خسرت صداقتها… ركضت مسرعة إلى الصف لتخبر معلّمتها، وفعلاً هذا ما حدث، لكن المفاجأة أن المعلمة سألتها كيف لنا أن نثبت ذلك يا ميرا..؟ فتلعثمت ميرا وأكملت المدّرسة في المرة القادمة سأحاول أن أنتبه أكثر لتصرفات نور في الامتحان. وانتهى الدوام المدرسي وعادت ميرا وهي تسأل نفسها أنا الخطأ أم نور…؟!
أمينة العطوة