ثقافةصحيفة البعث

“الجامعة والمجتمع” في ملتقى الأكاديميين

 

استمرت فعاليات الملتقى المعرفي الثالث للأكاديميين السوريين, والذي أقامته مديرية ثقافة طرطوس بمشاركة مجموعة من أساتذة الجامعات السورية تحت عنوان “الجامعة والمجتمع” طلية الأسبوع الفائت في المركز الثقافي العربي في طرطوس، وتضمن محاور عدة تناولت الإنتاج المعرفي وسوق العمل، المعرفة وحركة التطور الاجتماعي، الجامعة والبحث العلمي، الهوية والثقافة، والبيئة والثقافة.
ويرى كمال بدران مدير ثقافة طرطوس أن هذه الفكرة التي تحولت إلى مشروع عمل، ولدت نتيجة حوارات ونقاشات عميقة مع المهتمين بالشأن الثقافي، لقد أصبح التعاون مع مولدات المعرفة ضرورة حتمية ومن أهم تلك المولدات كانت الجامعة.
وأكد د. علي أحمد نائب رئيس جامعة طرطوس أن البحث العلمي هو العمود الفقري للدخل الوطني, ودور الجامعة أساسي في تأمين البنية ومتطلبات الباحثين والسعي في جامعة طرطوس الفتية لتحقيق ما هو مطلوب وواجب.
وبينت د. غيثاء علي قادرة أنه ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ هدف ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻲ تطوير ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﻨﻬﻮﺽ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ والاقتصادية ﻭﺍﻟﺼﺤﻴﺔ والاجتماعية، وصولاً ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻲ ﺃﻭ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ ﺇﺫ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﺴﻬﻢ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ بكفاءة أعضاء ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘدرﻳﺴﻴﺔ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﻣﺴﺘﻮﻯ طلابها بالتقدم الاجتماعي, ﻭﻣﻜﻮﻧﺎﺗﻪ المتعددة، ﻭﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﻠﺔ ﺑﻤﺎ تقدمه ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻣﻦ ﺇﻣﻜﺎﻧﺎﺕ ﻭﺧﺒﺮﺍﺕ التعليم والتدريب ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮ، بحيث ﻳﺼﺒﺢ ﺍﻟهدﻑ ﺍﻷﻭﻝ للتعليم ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻲ ﻫﻮ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﻨﻬﻮﺽ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻳﺎﺕ.
ولفتت أن ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ يشمل ﺃﻳﻀﺎ ﺗﺮﺳﻴﺦ العلاقة ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ وﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ والتطبيقي ﻭﺭﺑطه ﺑﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻌﻤﻞ، ﻭﻣﻦ تدريس مشكلات ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﻭﻣﻌﻮﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻞ وإعداد الكفاءات ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﺘﺎﺟﻬﺎ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻨﺸﺎﻃﺎﺕ، ﻭﺗﺰﻭﻳﺪﻫﺎ ﺑﺄحدﺙ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﻭﺍﻟﺨﺒﺮﺍﺕ.
ويؤكد د. أديب برهوم عميد كلية السياحة في طرطوس أهمية التواصل والعمل بروح الفريق الواحد, والتفكير الإيجابي والانتماء إلى المؤسسة, وربط الجامعة بالمجتمع بالتنسيق بين الجامعة وسوق العمل.
وترى د. وضحى يونس أﻥ البناء ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ والاقتصادي ﻟﻦ ﻳﺠدي ﻧﻔﻌﺎ ﻓﻲ ﻏﻴﺎﺏ بناء الإنسان الذي ﻻ ﻳﺒﻨﻰ ﺇﻻ بالعلم ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ، ﻭﺫﻟﻚ ﻻ يحدث إلا عبر ﻣﻨﺎﻫﺞ ﺗﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺗﻔﺎﻋﻠﻴﺔ تغرﺱ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ النقدي والإبداعي الذي ﻳﺠﻌﻞ الإنسان ﻳﻐﺎﺭ ﻋﻠﻰ وطنه ﻭﻫﻮﻳﺘﻪ، ﻭﻳﻠﺘﺰﻡ ﺑﻘﻀﺎﻳﺎ ﺃﻣﺘﻪ، ﻭﻳﺘﺮﻓﻊ ﻋﻦ ﺍﻹﺿﺮﺍﺭ ﺑﻤﺼﺎﻟﺢ ﺷﻌﺒﻪ.
وتضيف: ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭ ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻲ ﻳﺴﻬﻢ ﻓﻲ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﻭﻋﻲ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ التي عليها ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻌﻤﻞ الدؤوب ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺓ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ ﺍﻟﻔﻌّﺎﻝ ﻭﺍﻟﻤﺆﺛﺮ ﺑﻞ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﻱ ﻷﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ المذكر ﺍﻟﻤﺠﻨﻮﻥ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺗﻌﻘﻠّﻬﺎ ﻭﺭﺯﺍﻧﺘﻬﺎ ﻭﺃﻣﻮﻣﺘﻬﺎ ﻭﺣﻨﺎﻧﻬﺎ ﻭعطفها ﻭﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺑﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻨﺎﺑﻀﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺣﻘﻞ ﻭﻣﻌﻤﻞ ﻭﻣﺼﻨﻊ.
وأشارت د. خديجة حسين إلى أﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺿﺮﻭﺭﺓ تطبيق مخرجات ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭﻫﺎ ﻟﻤﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻳﺠﺎﺑﻴﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭالدولة لأﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻣﺮ ﻫﻮ ﻣﻘﻴﺎﺱ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﻓﻲ ﺃﻱ بلد، كما لفتت إلى ﺍﻟﻌﻮﺍﺋﻖ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ أمام ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺔ ومنطقتنا ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وأوردت ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻃﺮﻃﻮﺱ ﻛﻤﺜﺎﻝ حيث عددت ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ والتحديات وطرحت ﻋﺪﺓ أفكار ﻟﻠﻨﻬﻮﺽ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ.
وأكد د. جبران عاقل على ضرورة تفعيل الجانب النفسي والتربوي بالاعتماد على الأبحاث التربوية والنفسية القيمة المكدسة في المكتبات, وضرورة ربط الأبحاث بالمشاكل الاجتماعية واستحداث ميزانية خاصة بالبحث العلمي وأهمية تطوير النشر الالكتروني.
رشا سليمان