بسام الحجلي.. الأرض والسماء في فصول أربعة
في زحمة المعارض التشكيلية التي تشهدها دمشق هذه الأيام يتقدم معرض الفنان بسام الحجلي الذي افتتح مؤخرا في صالة الشعب إلى الواجهة بمستواه المختلف من حيث الفكرة والعرض، فهذا الفنان الخبير بمشاغل اللوحة التشكيلية يمتلك لغة فنية لا تشبه إلا نفسه العارفة بمحترفات عربية ودولية، فقد قضى سنوات طويلة منتجا للفن وعاملا في ميدانه في عواصم عربية أخرى حيث اغترابه عن الوطن ليعود بحصيلة كبيرة مكنته من اكتساب خصوصية مميزة في المشهد التشكيلي الحالي، توصف بالشجاعة والحرية على المستوى التقني المادي والذهني الفكري للفنان، فقد قدم في معرضه الجديد جملة بصرية موحدة لا شتات فيها ولا عبث، غنية بروح المشهد التصويري حيث الكثافة والرهافة معا، وقلما نجد ذلك عند الرسام التقليدي الغارق في التفاصيل والمطابقة، فالحجلي فنان شغوف بالموسيقى واللون والتلقائية والبساطة.. حكاية بصرية بمواجهة موسيقى تشايكوفسكي والأعمال الموسيقية العظيمة التي صورت الطبيعة وتحولات الفصول في لوحة تحيل رائيها إلى متعة من نوع خاص وغير مباشر، تتطلب وعيا جماليا وحدسا بمقاصد الفنان الجمالية التي تتوجه نحو خلق دهشة تدوم وتثقف وتخلق متعة تهز الوجدان بعمق بالغ الأثر.
..واللافت أن إدارة صالة الشعب للفنون الجميلة، صالة اتحاد الفنانين التشكيليين العريقة تكون بهذا المعرض قد اختارت النوع على حساب الكم، وهذا جزء من الرسالة التي ستصل لعموم صالات العرض بأن هناك الكثير الذي يميز فننا التشكيلي الذي يستحق أن يعرض بشكل لائق ويكون في المكان الصحيح والمنافس.
أكسم طلاع