نقابة المعلمين وتحديات بالجملة الشوفي: العلم من أنجح الاستثمارات
دمشق- علي حسون:
ساد جو من الشفافية والصراحة لقاء رئيس مكتب التربية والطلائع المركزي الرفيق ياسر الشوفي مع المكتب التنفيذي لنقابة المعلمين، حيث تركّز على هموم وشجون المعلمين والصعوبات التي تواجه عمل النقابة، وخاصة أنها تُتهم صراحة بالتقصير بحق المعلمين، الذين يعتبرون أنها ابتعدت عنهم.
وطلب الرفيق الشوفي من أعضاء المكتب التحدّث بكل شفافية، وأن تكون الطروحات بنّاءة للاستفادة منها في المستقبل، كون كل فكرة قابلة للنقاش، وقد تكون بحد ذاتها مشروعاً يسهم في عودة الألق للنقابة، ويخدم المعلمين، الذين يعتبرون أساس العملية التربوية، ولاسيما أن رسالة المعلم مقدّسة في بناء الأجيال المحصنة بالعلم والمعرفة، مشدّداً على ضرورة استثمار كامل الطاقات الفكرية والمعرفية- كون هناك أكثر من 400 ألف معلم وتربوي ضمن 20 فرعاً نقابياً و134 شعبة نقابية- لبناء الإنسان المؤمن بقضايا الوطن والمواطنة، فالمعلم ليس فقط مدرساً، بل يحمل مسؤولية أجيال تسهم في إعمار الوطن والبناء الفكري الصحيح بعيداً عن التشوهات التي أفرزتها الحرب الإرهابية على سورية.
وأكد الرفيق الشوفي أن الاستثمار بالعلم من أهم الاستثمارات الناجحة، ولاسيما أن الاستثمار من قلب اختصاص النقابة وكوادرها التدريسية، ما سيحقق خطوة نوعية في عمل النقابة وتجاوز الصعوبات وتصحيح الأخطاء التي حصلت، سواء بقصد أو بغيره.
واعتبر نقيب المعلمين وحيد زعل أن النقابة تقع على عاتقها مسؤوليات جمة في هذه المرحلة، وأهمها إعادة الثقة مع المعلم، من خلال توطيد العلاقة والاقتراب منه ومن همومه ومشاكله، وخاصة أن النقابة بدأت في البحث عن السبل الكفيلة بتطوير العمل وتحسين الواقع المعيشي للمعلم، إضافة إلى الارتقاء إلى مستوى التحديات والتخفيف من آثار الحرب الشرسة التي ركّزت على تدمير البنى التحتية واستهداف العلم والمعلمين، كاشفاً عن دراسة لأكثر من مشروع استثماري يصب في دعم صناديق النقابة، وأهمها حالياً دراسة إحداث جامعة خاصة مع مدرسة وروضات لردف الخزينة، ما يعود بالفائدة على المعلم.
ولم تخل طروحات بعض أعضاء المكتب من اتهامات لوزارة التربية بعدم التعاون وغياب التشاركية، وخاصة من ناحية استبعاد النقابة عن المشاركة في اتخاذ القرار واللجان، وتشكيل المجلس الاستشاري من دون عضو من النقابة.
وتعقيباً أكد الرفيق الشوفي أن وزارة التربية شريك أساسي مع النقابة في العملية التربوية، وحالياً يتمّ ترتيب البيت الداخلي في الوزارة ومديرياتها، وسيكون هناك اجتماع قريب بين النقابة والوزارة، وسيتم طرح كل الاستفسارات على طاولة الاجتماع، وتوضيح الرؤى من قبل الطرفين.
من جانبه أكد نقيب المعلمين أن النقابة ووزارة التربية فريق واحد، وستتم مناقشة كافة القضايا العالقة مع المعنيين في الوزارة، منوّهاً بقرار تثبيت 15 ألف وكيل من المعلمين، ولاسيما أن النقابة كان من أولويات مطالبها تثبيت هؤلاء الوكلاء.
كما تطرّقت رئيسة مكتب التعليم في النقابة إلى عدم تعاون الجامعات الخاصة مع النقابة، باستثناء جامعة الشام، مبينة أن هذه الجامعات تمتنع عن تحويل نسبة 1 % حسب الأنظمة رغم الكتاب الصادر من النقابة إلى تلك الجامعات.
وفي الختام طلب الرفيق الشوفي من نقيب المعلمين إعداد مذكرة تتضمن كل ما طرح لكي تتمّ مناقشته في اجتماع المجلس المركزي القادم، ووجّه التهنئة بمناسبة عيد المعلم العربي لجميع المعلمين في سورية، منوهاً بجهودهم الجبارة وثباتهم في مدارسهم رغم كل الاعتداءات الإرهابية والاستهداف للعملية التربوية.