أخبارصحيفة البعث

هل بقي من يسأل:لماذا يحاربوننا بهذه القسوة؟؟..

 

د. مهدي دخل الله

< صناعيون وتجار أردنيون يريدون العمل – لصالحهم أولاً – مع سورية.. يأمرهم الملحق التجاري الأمريكي في العاصمة الأردنية بالكف عن التفكير في هذا الأمر… وإلا.
هذا يعني أن المسؤول الأول عن سيادة الأردن هو هذا الموظف – درجة عاشرة- في سفارة بين سفارات كثيرة في عمان. وأن هذا الموظف هو الذي يملي على الشعب الأردني إرادته بصراحة وفجاجة لم تكن موجودة حتى في عصر الاستعمار التقليدي !… هل ممكن أن يحصل هذا في دمشق ؟؟.. هل يستطيع موظف في سفارة ما في دمشق أن يدعوكم أيها السوريون ليأمركم متى وكيف تعملون؟؟.. ألا ترون معي أن الكرامة مفهوم سياسي وسيادي ؟؟..
< وزير دفاع قطر يعلّق الصيف الماضي أثناء زيارته لواشنطن بكل صراحة ودون ذرة من خجل أن الرئيس الأمريكي يستطيع حل الخلاف بين قطر والسعودية بالهاتف… نعم، حرفياً: بالهاتف. فلماذا يكلف ترامب وزير خارجيته للسفر إلى الخليج ؟؟.. لا … يكفي دقيقة واحدة عبر الهاتف (انضب أنت وياه) فقط.
هل يستطيع أحد أن يحدد لدمشق علاقتها مع أي دولة بهذه الطريقة أو بغيرها وغير غيرها ؟؟..
< عام 2005 حدثني دبلوماسي مصري بأن أحد موظفي السفارة الأمريكية في دمشق اتصل بالسفارة المصرية هنا ليوبخهم لأن الحارس (السوري) يلصق صورة لحسن نصرالله على كوخه أمام السفارة. أجابوه في السفارة المصرية – بلباقة – طبعاً : بأن الرصيف تابع للسيادة السورية وليس للسفارة..
وأخبرني قصة أخرى فحواها أن أحد الكتّاب المصريين ألّف بحثاً انتقد فيه المبالغات في الروايات عن المحرقة – الهولوكوست (تعذيب النازيين لليهود وقتلهم)، فاتصل السفير الأمريكي في القاهرة بالوزير المختص أو برئيس الوزراء يأمره بسحب الكتاب ومنع الكاتب من النشر … بعد أن تم التنفيذ حرفياً طلب السفير محاكمة الكاتب أيضاً.
هل ترضون أيها السوريون أن يتدخل سفير في شؤونكم بهذا الشكل المهين ؟..
< عندما يزور مسؤول أمريكي من الصف الثاني أو الثالث دولة عربية يتم استقباله بأفضل المراسم، ويقابل من يشاء فوراً عند وصوله، ويصغي الجميع إليه إصغاء التابع للمتبوع بكل ما في المصطلح من معنى..
دمشق لا تحني رأسها بهذا الشكل المذل أبداً … وحدث مرات عدة أن وزير الخارجية الأمريكي يأتي إلى دمشق، ويمكث فيها يومين أو ثلاثة دون أن يقابله الرئيس ثم يعود أدراجه من حيث أتى..
< ثلاث زيارات رسمية لرؤساء الولايات المتحدة (نيكسون – كارتر – كلينتون) إلى دمشق، ولم يذهب رئيس سوري إلى واشنطن أبداً من عام 1970، على الرغم من أن العرف الدبلوماسي يتطلب زيارة مقابل زيارة. كانت لقاءات القمة تتم إما في دمشق أو في منطقة محايدة (جنيف – فيينا) ..
< سألت مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الأمريكية في عهد كلينتون مسؤولاً سورياً كبيراً: لماذا لا تطلبون منا أي شيء بينما كل مسؤول عربي يأتي إلينا ومعه قائمة من الطلبات؟ أجاب المسؤول السوري: نحن شعب لدينا كرامة. قالت أولبرايت : لأول مرة أرى أن الكرامة مفهوم سياسي..
نعم هي كذلك وتعني السيادة الحقيقية… والاستقلال الناجز…
فهل بقي من يسأل: لماذا يحاربوننا بهذه القسوة ؟؟؟..

mahdidakhlala@gmail.com