الخارجية: دعم أمريكا للإرهاب لن يثنينا عن محاربته
أدانت سورية بشدة الدعم الذي تقدمه الإدارة الأمريكية للتنظيمات الإرهابية في سورية مؤكدة أن ذلك لن يثني سورية عن المضي بلا هوادة في محاربة الإرهاب والاحتلال الأجنبي حتى تطهير آخر شبر من أراضيها.
وقال ناطق رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين في تصريح أمس: إن الولايات المتحدة الأمريكية تواصل دعمها السافر للإرهاب الذي تتعرض له الجمهورية العربية السورية في انتهاك صارخ ومستمر لميثاق الأمم المتحدة وأحكام القانون الدولي وكل القرارات والصكوك الدولية ذات الصلة حيث أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية مؤخراً تقديم خمسة ملايين دولار أمريكي لما تسمى منظمة “الخوذ البيضاء” ذراع المهام الخاصة لتنظيمي جبهة النصرة و(داعش) الإرهابيين إضافة إلى دور هذه الجماعة في فبركة الفيديوهات والسيناريوهات والأكاذيب حول موضوع الهجمات الكيميائية في سورية.
وأضاف: إن هذه الخطوة الأمريكية اليائسة التي أعقبت خطوة مشابهة لمشيخة قطر تؤكد أن الولايات المتحدة مازالت تراهن على دعم الإرهاب لتحقيق أجنداتها الخاصة في سورية والمنطقة ولخدمة مصالح الاحتلال الإسرائيلي وهي لن تثني سورية عن المضي بلا هوادة في محاربة الإرهاب والاحتلال الأجنبي حتى تطهير آخر شبر من أراضيها من رجسه وإعادة الاستقرار والأمان إلى ربوع الوطن وتمكين اللاجئين والنازحين من العودة إلى بيوتهم.
وختم الناطق تصريحه: تدين حكومة الجمهورية العربية السورية بشدة ما قامت وتقوم به الإدارة الأمريكية من تقديم الدعم السري والعلني للتنظيمات الإرهابية بما في ذلك بشكل خاص ما تسمى “الخوذ البيضاء” وتطالب سورية الإدارة الأمريكية باحترام قرارات مجلس الأمن المتعلقة بمكافحة الإرهاب ووقف تمويل وتسليح جبهة النصرة والتنظيمات الإرهابية التابعة لها والتوقف فورا عن الاستثمار في الإرهاب.
من جهة ثانية، أكد السفير حسام الدين آلا المندوب الدائم للجمهورية العربية السورية لدى مكتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف أن أبناء الجولان السوري المحتل لا يزالون متمسكين بانتمائهم لوطنهم الأم وبهويتهم العربية السورية في مواجهة الانتهاكات الجسيمة والممنهجة لكافة حقوقهم الأساسية على يد سلطات الاحتلال الإسرائيلي التي تواصل إخضاعهم لإجراءات تعسفية وسياسات ممنهجة تهدف إلى قطع صلاتهم بوطنهم الأم ومعاقبتهم على تمسكهم بانتمائهم الوطني.
وقال السفير آلا في بيان ألقاه أمس أمام الدورة الأربعين لمجلس حقوق الإنسان البند السابع حالة حقوق الإنسان في فلسطين والأراضي العربية المحتلة الأخرى: إن الإجراءات العقابية التمييزية التي تنتهجها سلطات الاحتلال تشكل انتهاكات صريحة للحقوق المدنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية لسكان الجولان فضلاً عن الممارسات القمعية بحقهم بما في ذلك زجهم في معتقلات الاحتلال كما هو حال الأسيرين صدقي المقت وأمل أبو صالح، وأضاف: مع تصعيد السياسة الإسرائيلية المعلنة لتكريس احتلالها وانتزاع الاعتراف بقرارها غير الشرعي بضم الجولان السوري المحتل كأمر واقع انتهاكاً لقرار مجلس الأمن رقم 497 لعام 1981 تتصاعد المحاولات الإسرائيلية لفرض قوانينها وولايتها على أهالي الجولان المحتل على التوازي مع تصاعد حملات الاستيطان عبر الاستمرار ببناء وتوسيع المستوطنات ومصادرة الأراضي الزراعية الخصبة ومصادر المياه في أنحاء الجولان السوري المحتل.
وأضاف: إن التصريحات التي أطلقها السيناتور الأمريكي ليندسي غراهام خلال زيارته للجولان السوري المحتل مؤخراً برفقة رئيس وزراء كيان الاحتلال الإسرائيلي والسفير الأمريكي في “إسرائيل” تشكل الدليل الأحدث على ازدراء الولايات المتحدة للقانون الدولي ولقرارات الأمم المتحدة وخاصة قرار مجلس الأمن رقم 497 لعام 1981 الذي تم اعتماده بإجماع أعضائه بمن فيهم الولايات المتحدة والذي أكد على الوضع القانوني للجولان السوري المحتل باعتباره أرضاً محتلة وعلى بطلان قرار سلطة الاحتلال بضمه وانتفاء أي أثر دولي لقرارها، وقال: إن سورية تؤكد على دور مجلس حقوق الإنسان ومسؤولياته في ضمان إلزام سلطات الاحتلال الإسرائيلي باحترام حقوق أبناء الجولان السوري المحتل ومحاسبة المسؤولين عن انتهاك حقوقهم الأساسية المستمرة طيلة خمسة عقود من الاحتلال الاستعماري، ونحذر من أن دفاع بعض الدول في هذا المجلس عن الاحتلال الإسرائيلي وعن ممارساته العنصرية المتطرفة يضع تلك الدول في مصاف الشريك في الانتهاكات.
وشدد السفير آلا على أن الحق السيادي للجمهورية العربية السورية باسترجاع كامل الجولان السوري المحتل حتى خط الرابع من حزيران لعام 1967 غير قابل للتصرف وغير خاضع للتقادم وعلى كيان الاحتلال الإسرائيلي أن يدرك أن سياساته ستسقط أمام صمود أبناء الجولان الذين حافظوا طيلة 52 عاماً تحت الاحتلال على هويتهم وجنسيتهم العربية، وجدد السفير آلا في ختام بيانه تأكيد سورية على دعمها للحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين تنفيذاً للقرار 194 ومطالبتها بالانسحاب الإسرائيلي مما تبقى من أراض لبنانية محتلة.