سهل الغاب بين أحلام الخصب… ومخاوف الإهمال
حماة – محمد فرحة
لكم اعترف بأنني كلما زرت سهل الغاب تخيل إلي بأنه ما زال الساحة الزراعية الخصبة للإنتاج الزراعي، في الوقت الذي يراه البعض على العكس، بعدما طالتة يد التقصير وغابت عنه العناية واقتصر الاهتمام على الزيارات الاستعراضية الفيسبوكية، فهل لأحد أن يقول لنا لماذا لم يتم التعويض على متضرري ومزارعي محصولي القمح والشوندر في العام الماضي وهذا العام؟!
ليذهب رئيس جمعية ساقية نجم محمد إبراهيم ورئيس الرابطة الفلاحية حافظ سالم إلى أبعد من ذلك حين قالا: إن الجمعيات الفلاحية انكسرت من تردي الإنتاج، ولم يستطع أعضاؤها من إيفاء ديونهم للمصرف الزراعي، في حين أكد رئيس جمعية الحورات رامي خضور أن هناك آلاف الدونمات قد تعرضت للغمر الكلي، وبات محصولها من القمح والشوندر في خبر كان، وما يقال عن أن هناك عملية مسح وإحصاء للمساحات المتضررة، فقد يتعذر زراعتها بمحصول آخر حتى الآن.
وأضاف رئيس جمعية ساقية نجم بشكل لا يخلو من الهزل بأنه طلب من المزارعين المتضررين أن يقف كل منهم على رأس أرضه لتصويره كإثبات بأن هذه الأرض ملك له دون سواه، وذلك عند عملية حصر الأضرار جراء الغمر، فهل يعقل أن يطلب هكذا طلب من صندوق الجفاف.؟ إلا أن لرئيس الرابطة الفلاحية حافظ سالم رأياً آخر حين أشار إلى أن عملية تزويد الفلاحين بالأسمدة نقداً بدلاً من الدين الآجل حرم العديد من الزارعين من تسميد أراضيهم المزروعة بالقمح.
لماذا؟ يجيب سالم: لأن فترة تمويل المحصول بالدين انقضت مع نهاية شهر شباط الفائت فتم تمديدها لكن نقداً، فرفعنا كتاباً إلى المنظمة الفلاحية نقترح فيه تمديد التمويل بالدين الآجل أيضاً لحين انتهاء الفترة المحددة ليتسنى للمزارعين / رش ونثر / السماد للمحصول.
إلى ذلك قال مدير المصرف الزراعي بحماة بسام حلبي: نحن بانتظار الموافقة على الاقتراح الذي تم رفعه من محافظة حماة لجهة التمويل ديناً لمزارعي سهل الغاب حصراً.
وفي سياق آخر، أي بما يتعلق بإهمال ما يجري في سهل الغاب قال رئيس جمعية ساقية نجم: خذ مثالاً، لقد تم إقرار أربع سدات مائية على المصرف الرئيس وسط سهل الغاب، المعروف بشقة الألمان بهدف حجز المياه شتاء ما أمكن للاستفادة منها صيفاً بدلاً من هدرها بالبحر شمالاً، لم تنجز منذ سنة ونصف السنة، فقط أحضروا / شوية رمل.. مع كمية من البواري / فجاء الغمر وسحبها، وهي ما كان وزير الموارد المائية والمحافظ قد تفقدوها.. ماذا تفقدوا.. كومة رمل متناثرة ولا يزال الحديث لرئيس بلدية ساقية نجم.
الخلاصة: يبقى السؤال المهم إلى متى يبقى سهل الغاب – البالغة مساحته 141 ألف هكتار جلها صالح للزراعة – عالقاً بين الخصب وبين الأمل والخيبة، ومخاوف التردي كيف لا، والبناء يقضم سنوياً منه عشرات الدونمات.. بل متى يتم حصر الأضرار التي لحقت بالمزارعين جراء الغمر هذا العام وجفاف العام الفائت، فقد انقضى موسم الأمطار، فما الدليل الذي سيقدمه المزارع على أن أرضه قد مر السيل من هنا… أسئلة برسم صندوق الجفاف والكوارث، فسهل الغاب هو السلة الغذائية الثانية بعد الحسكة فمتى يلقى الاهتمام الحقيقي لا الفيسبوكي.