في نقابة المعلمين.. صناديق عديدة بقوانين وليدة
مجالس مركزية ومؤتمرات سنوية واجتماعات مكوكية لنقابة المعلمين مع فروعها النقابية، وما زال العضو المنتسب لهذه النقابة يأمل ويحلم بأن تكون تعويضاته كثيرة ومتعددة كتعدد الصناديق التي تقتطع من راتبه الشهري مبلغاً معيناً لكل صندوق بهدف دعم هذه الصناديق التي سيعود ريعها لهذا العضو عند الإحالة للمعاش، وهذه الصناديق هي “إجبارية كصندوق مكافأة نهاية الخدمة، وصندوق التكافل الصحي الاجتماعي، واختيارية كصندوق تسليف سكن المعلمين وحساب المساعدة الفورية عند الوفاة وعند الإحالة إلى المعاش”، لكن الأحلام والآمال شيء والحقيقة شيء آخر؛ لأن نقابة المعلمين أثبتت وعلى مر السنين أنها تمنح أعضاءها مكافآت الإحالة على المعاش الأقل في كل النقابات، فماذا يفيد مبلغ أقل من مئتي ألف ليرة للعضو المحال على المعاش بعد أن أمضى ثلاثين عاماً في الخدمة في ظل الظروف المعيشية الراهنة الصعبة، وهل ناقشت هذه المجالس المركزية واجتماعاتها المكثفة ماهية هذه المكافأة الشحيحة قياساً لما تدفعه النقابات الأخرى.؟!
ويبدو أن الجواب على هذا التساؤل المشروع عصياً في ظل استمرار مؤتمرات فروع النقابة المنتشرة في المحافظات والجامعات المطالبة الحثيثة بزيادة تعويضات الأعضاء المنتسبين من الصناديق المشترك فيها أسوة بالنقابات الأخرى، وما زالت هذه المؤتمرات تضع هذه المقترحات في سلم أولوياتها بالمطالبة ورفع سقفها، لكن هذه الأولوية ستبقى حبيسة أوراق وصفحات كتيبات هذه المؤتمرات، ولتدخل سريعاً إلى الأدراج ولتعود المطالبة مستمرة في المؤتمرات القادمة وليبقى الموظف العضو في حالة من هذيان هذه الأحلام إلى ما شاءت أيامه وسنيه في الوظيفة، ولتعود تعويضاته رهينة هذه الصناديق الفقيرة بمكافآتها والشاطرة في اقتطاع أموالها من راتب العضو شهرياً الذي يصيبه الهذيان والضعف.
وفي ظل هذه المعاناة التي يعيشها الموظف العضو المستمر في عمله والذي يضطر لسماع مناقشات ومطالبات مؤتمرات فرعه التي لم تغنه أو تسمنه من جوع حتى الآن، أو العضو المحال على المعاش والذي يحلم بمكافأة محرزة لنهاية خدمته، ومن ثم تتبخر أحلامه بالمبلغ الزهيد الذي يمكن أن يكون منحة بسيطة لأحد أبنائه الصغار، وما زال المكتب التنفيذي يحاول بمؤتمراته السنوية ومجالسه المركزية تنفيذ برامج وخطط فروعه النقابية في مجال تلبية رغبات الأعضاء بتطوير خدمات صناديقه، وله شرف المحاولة المستمرة باستمرار مؤتمراته ومجالسه، وعلى العضو الانتظار إلى ما شاءت هذه المؤتمرات من سنين لتنفذ محاولات المكتب التنفيذي بتحقيق ولو رغبة واحدة من رغبات هؤلاء الأعضاء، وليبقى صندوق التقاعد للأعضاء هو النقطة المضيئة الوحيدة في ظلام الصناديق الأخرى، وليدخل الموظف العضو الخاسر الوحيد في معادلة هذه الصناديق في متاهة المطالبات والأحلام المؤجلة.
نزار جمول