64 % نفوق العجول في مبقرة جب رمله وحدهانسبة الاستبعاد والتنسيق للذبح 286%.. فعن أي تطوير للثروة الحيوانية يتحدثون؟
حماة– محمد فرحة
لم يعد ممكناً إخفاء ما لحق ولا يزال يلحق بقطيع الأبقار المستوردة وبمواليدها من العجول من نفوق وتنسيق للذبح، ويكفي الإشارة إلى الواقع السيئ لمحطات المباقر، وجب رمله خير شاهد على ذلك. وكلما خرجوا من مطب وقعوا في مطب آخر!.
تشير جداول وبيانات عام 2018 المتضمنة نفوق العجول في كل مبقرة على حدة، إلى أن إجمالي الولادات في مبقرة جب رمله 580 منها 26 ولادة نافقة وعدد الإجهاضات 14 وعدد الولادات الحية 540 وعدد العجول النافقة 364 فتكون النسبة النهائية 64 بالمائة، رغم سعي المؤسسة العامة للمباقر الدائم للنهوض بواقع المحطات، لكن يبدو حجم المشكلة أكبر.
وبالتفاصيل تتضح الحقائق، فقد جاء في جدول تقييم إدارة الإنتاج الحيواني للمؤسسة العامة للمباقر لغاية عام 2018 رقم 67/ ب.ح 12 تاريخ 30/1/2019 في صفحته الثانية ما يلي: إن نسبة الإخراجات أي التنسيق للأبقار في محطة جب رمله 334 بالمائة، وفي محطة فيديو باللاذقية 283 بالمائة، وفي مبقرة الغوطة 350 بالمائة، وفي مبقرة حمص 237 بالمائة، وفي طرطوس 332 بالمائة، فيكون مجموع الإخراجات الكلي على مستوى المؤسسة 286 بالمائة.
فهل هذا تطوير للثروة الحيوانية بالنسبة لمؤسسة المباقر، وهل استوردتها كي تنفق وينفق عجولها؟!..
بل يمكن أن يصح السؤال على الشكل التالي: هل استوردنا 555 بكيرة في الدفعة الأولى وفي الثانية 105 لتقدم لنا صورة عن التقصير، ويلحق بها ما لحق من نفوق وتنسيق وبيع اضطراري وحالات من العرج والإصابات الأخرى، والحكومة دفعت ثمنها بالقطع الأجنبي؟!.
في الوقت المسموح به نفوق 7 بالمائة فقط للعجول الرضيعة، بالتزامن مع ما ذكره تقرير آخر بأن عدد الإجهاضات في كل المباقر 149 حالة، ولعلّ السؤال الأكثر جوهرية هو: كيف يمكن لمبقرة أن تكون نموذجية لتربية القطيع وهي تفتقد لمقومات النجاح؟.
فلا الأرضية جيدة ولا المسارح ولا الممرات ولا البوكسات تتسع لأكثر من مولود واحد، فلماذا لم تؤخذ بعين الاعتبار كل هذه المسائل، وقد حضر وزير الزراعة ومعاونه أثناء غزارة الأمطار وقاموا بأيديهم وبمساعدة آليات الخدمات الفنية بشفط المياه التي حوّلت الحظائر إلى مسابح، مضافاً إليها الروث، فهل يستطيع الوزير ومعاونه نكران ذلك؟!!.
في معرض إجابته عن سؤال غاية في الأهمية حول ما إن كان الجو والبيئة مؤثرين في تدني إنتاجية البقرة من الحليب، قال مصدر مطلع في المؤسسة العامة لمباقر: بالتأكيد يؤثر فالبيئة السيئة والتي تفتقد للمقومات الجيدة ستتدنى إنتاجية الحليب لأبقارها، وهذا ما نراه يحدث الآن في مبقرة جب رمله وغيرها من المباقر الأخرى رغم محاولات الإدارة الجادة لنقل المؤسسة إلى واقع أفضل.
وحول ما إذا كان يمكن الحكم على أن إنتاجية البقرة المستوردة تتطابق مع دفتر الشروط القاضي بألا تقل إنتاجية البقرة السنوية من 5- 7 أطنان قد تحقق أجاب المصدر: نعود ونكرر بأن واقع المحطات السيئ لا يمكن أن يعطي إنتاجاً، رغم أن هناك فترة جفاف تصاب بها البقرة وتتوقف عن الحليب تلك التي تسبق عملية الولادة، فالمشكلة في سوء الإدارات وحسن التدبير.
باختصار: لعلّ من أهم الأخطاء التي وقعت فيها لجنة الشراء وإيصال البكاكير تمثّلت بوصولها في شهري تشرين الأول والثاني لتبدأ بالولادة مع مطلع فصل الشتاء، والمحطات تفتقد إلى البنية التحتية الجيدة الصالحة لاحتواء كل هذه المواليد، فكان الأجدر وصولها مع مطلع شهر آذار لتلد مع بداية فصل الصيف حيث الجو الدافئ، وما كنّا خسرنا هذا الكم من القطيع (بكاكير وعجول) تصل قيمتها إلى مئات الملايين. ولعلّ السؤال الأهم أيضاً مؤداه: كيف كان في دفتر الشروط إحضار القطيع على ثلاث دفعات تمّ اختصارها بدفعتين بحريتين، ما وفر مئات الملايين لا ندري ما إن كانت للشركة الموردة أم أعيدت تكاليفها لخزينة الحكومة؟!.