مقهى “خبيني”.. عبق الأصالة والتاريخ
السير في حارات دمشق القديمة متعة لا تجاريها متعة، حارات مسكونة ومشبعة بذكريات من الماضي التي تكاد جدرانها تنطق لتخبر زائريها عنها، قصصٌ كثيرة وصلت إلينا عبر الذاكرة الشعبية للناس، وقصصٌ بقيت حبيسة الجدران لم يسمع بها أحد، أزقةٌ ضيقة وبيوتٌ متلاصقة وحنينٌ يقض مضاجع رواد تلك الحارات، التي يحكي المكان ذاكرتها وقصة وجودها الذي لم يكن عبثاً، كقصة أحد أشهر المقاهي الواقع في آخر سوق القباقبية والذي يعود لمطلع القرن الماضي في فترة الاحتلال العثماني وهو مقهى “خبيني” حيث يعود سبب تسميته بهذا الاسم لفترة السفر برلك عندما كان الشبان يهربون من الشاويش الذي كان ينزل إلى السوق بحثاً عنهم معتمراً قبعته الطويلة من اللباد لسوقهم إلى الخدمة العسكرية، فيقوم الناس هناك بتنبيههم ليختبئوا بكلمةٍ متفق عليها وهي “عباية” فيهرع الشبان الى المقهى الذي يكون ملاذهم الآمن متوجهين لمن فيه بجملة “خبيني” وتعارف الناس على تسميته بهذا الاسم لأنه يختفي ما بين آخر سوق القباقبية والقوس المؤدي إلى منطقة النوفرة وما أعطاه أهمية مميزة مجاورته للجامع الأموي.
لينا عدرة