أمريكا تستخدم الأموال المصادرة لتمويل الإرهاب في فنزويلا
لم تكتفِ الإدارة الأمريكية بالعقوبات الاقتصادية على فنزويلا، ومحاولة فرض مساعدات إنسانية بالقوة، وتحريض الجيش والشعب على الرئيس الشرعي، بل تجاوزت ذلك إلى تخريب البنية التحتية في هذا البلد، وإغراء دول الجوار كالبرازيل وكولومبيا بضمّها إلى حلف شمال الأطلسي مقابل مساعدتها في الولوج إلى فنزويلا. وآخر ما تم الكشف عنه هو استخدام الأموال الفنزويلية المصادرة في تشكيل عصابات إجرامية واستجلاب مرتزقة من دول الجوار اللاتيني لتنفيذ عمليات اغتيال لشخصيات معينة، حيث كشف الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو عن إعداد الولايات المتحدة وزعيم المعارضة اليمينية المدعوم من واشنطن خوان غوايدو مخططاً إرهابياً لاغتياله.
وقال مادورو في خطاب بثه مباشرة التلفزيون الفنزويلي: إن الامبريالية الأمريكية تريد قتلي، وتابع: لقد كشفنا للتو عن خطة وجّهها دمية الشيطان غوايدو شخصياً لقتلي، لافتاً إلى وجود أدلة تثبت هذا الأمر، وأشار إلى أن زعيم عصابة كولومبية تم اعتقاله مؤخراً في فنزويلا اعترف بتلقيه مطالب من المعارضة المرتبطة بالامبريالية والفاشية لتنفيذ أعمال عنف وإرهاب في البلاد. وأوضح مادورو أنه تم إلقاء القبض على رئيس العصابة الكولومبية راستراجوس في ولاية كارابوبو الذي اعترف وقدّم أدلة تشير إلى أنه كان يعمل لطرف معين، وتم نقله إلى فنزويلا بناء على رغبة القوى اليمينية المؤيدة للامبريالية والفاشية بالقيام بأعمال عنف وقتل وعمليات إرهابية بعد فشل مخططاتها السياسية، مشدّداً على أن الشعب والقوات المسلحة البوليفارية سيتصدّون لهذه الهجمة الإرهابية ولجميع التهديدات ويهزمونها من جديد.
وكانت الشرطة الفنزويلية أعلنت الخميس الماضي أن الاستخبارات الوطنية أوقفت اثنين من مساعدي زعيم المعارضة اليمينية المدعومة من واشنطن الذي نصّب نفسه رئيساً انتقالياً بدعم أميركي غربي في محاولة للانقلاب على السلطة الشرعية في البلاد، مشيرة إلى أنه تم العثور على أسلحة في منزل أحدهما.
بدوره أعلن وزير الاتصالات والإعلام الفنزويلي خورخي رودريغيز أن المعارضة اليمينية سرقت بأمر من الإدارة الأمريكية أكثر من 30 مليار دولار من حسابات الحكومة الفنزويلية في البنوك الدولية لتمويل الإرهاب ضد البلاد وتحويل أكثر من مليار دولار إلى حسابات أشخاص من المعارضة، لافتاً إلى أن تنسيق هذه العملية يتم من المقر الذي يضم زعيم المعارضة، خوان غوايدو، وأحد زعماء المعارضة ليوبولد لوبيز، ومستشار غوايدو المعتقل، روبرتو ماريرو، وممثل البرلمان الفنزويلي في الولايات المتحدة، كارلوس فيكيو، وآخرين.
وقال الوزير الفنزويلي لقناة في تي في المحلية أمس: إنهم متورطون بسرقة الأصول التي تملكها فنزويلا في مختلف المصارف، ويتم سحب الأموال بأمر من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأكد رودريغيز أنه يمتلك “معلومات من أجهزة الاستخبارات تثبت أن قتلة في كل من السلفادور وغواتيمالا وهندوراس مجنّدون بفضل مبالغ مالية طائلة أرسلت إلى كولومبيا المجاورة بهدف تنفيذ اغتيالات انتقائية وتخريب مرافق عامة”.
وعرض الوزير على التلفزيون وثائق هي صور ملتقطة لمحادثات عبر واتساب بين غوايدو وماريرو ينظمان فيها عمليات تحويل أموال من المفترض أن تموّل مجموعات مسلحة بمساعدة الرئيس الكولومبي إيفان دوكي، واعتبر رودريغيز أن هذه المحادثات بين غوايدو وماريرو تؤكد أن مبلغ مليار دولار رصد لمصلحة مجرمين.
هذا وأكدت الحكومة الفنزويلية أمس أن تجميد الأصول الفنزويلية في الولايات المتحدة يهدف إلى تمويل عمليات تجنيد مرتزقة أجانب مكلفين تنفيذ اعتداءات إرهابية في فنزويلا بالتنسيق مع المعارضة.