الصناعة المحلية تغطي حاجة الكهرباء من المحولات والكبلات 200 ألف عداد إلكتروني في طريقها إلى سورية وقريباً تطبيق الإنارة الذكية
دمشق – ريم ربيع
في الوقت الذي أصبح فيه الترشيد وتوجيه الاستهلاك خطة متكاملة لكافة الجهات، يبدو أن وزارة الكهرباء وهي أحد أوائل القطاعات المتأثرة بالحصار تتجه إلى رؤية جديدة في الترشيد، وإعادة بلورة خططها بما يتلاءم والواقع الجديد، سواء لجهة ترشيد الاستهلاك في الطاقة والحملات المتتالية التي تطلقها، أو حتى في خفض فاتورة استيراد المعدات “المتوفرة محلياً” من كبلات ومحولات وغيرها، والاعتماد على المنتج المحلي أولاً، إضافة إلى بلورة مؤسسة توزيع الكهرباء آلية جديدة “أكثر تأنٍّ” في طريقة توزيع واستثمار مراكز التحويل والعدادات ولاسيما بعد تضييق الحصار وتضاعف صعوبة الاستيراد.
سد النقص
وبعد أن كان الاعتماد الأساسي في الحصول على المحولات والكبلات على الاستيراد وبتكاليف عالية جداً، يشير مدير مؤسسة توزيع الكهرباء م.عبد الوهاب الخطيب إلى أن المعامل المحلية باتت اليوم قادرة على تغطية حاجة الوزارة بالكامل، فأصبح التوجه نحو الإنتاج الوطني لتزويد المؤسسة وشركاتها بكافة المواد المطلوبة للاستعاضة عن الاستيراد وتوفير القطع الأجنبي، مضيفاً أن المؤسسة الآن بانتظار كميات كبيرة من المحولات والكبلات بعد أن رست المناقصات على الشركات المحلية الخاصة لصناعة محولات وكبلات 20 ك.ف، والعامة “حوش بلاس” للأمراس وكبلات التوتر المنخفض، وكانت آخر شحنة محولات تضم 100 محولة مصدرها الصين قد وصلت مؤخراً إلى سورية بعد تأخيرها لحوالي الشهر في شواطئ اليونان.
وهنا يؤكد الخطيب أن القطاع الخاص يشارك بشكل كبير في تقديم التجهيزات كافة، واصفاً الوزارة بأهم زبائن القطاع كون عقودها بمئات الملايين وبشكل دائم، حتى بما يتعلق بالطاقات المتجددة أصبحت المشاريع الخاصة كثيرة، والآن حتى تشجيع المستثمرين لتلك المشاريع بعد عودة الأمن والاستقرار والتسهيلات، إلا أن نتائجها تتأخر بالظهور ريثما تنجز بالكامل، لافتاً إلى منح رخص لمشاريع تنتج حوالي 100 م.و.
إعادة تدوير
نتيجة نقص العدادات الإلكترونية حالياً يوضح الخطيب أن المؤسسة اتخذت قراراً بإعادة معايرة العدادات الميكانيكية التي أزيلت سابقاً وتركيبها في مناطق إعادة الإعمار ريثما يتم تأمين العدد الكافي من العدادات الإلكترونية، حيث بلغ عدد العدادات الميكانيكية الموزعة منذ 2017 حتى الآن ما يزيد عن 20 ألف عداد، لافتاً إلى أنه يتم المصادقة على عقد لاستيراد 200 ألف عداد إلكتروني من مصر خلال شهرين. أما فيما يتعلق بتوجه مؤسسة التوزيع وشركاتها لتنظيم العدادات ونقلها بالكامل إلى خارج البناء أو المنشأة فيؤكد مدير المؤسسة أن نسبة كبيرة أنجزت من المشروع، حيث يتركز الآن بشكل أساسي على المحال التجارية والمناطق الصناعية.
وشهد عام 2018 إضافة 462 مركز تحويل جديد في كامل القطر، واستبدال 619 مركزاً، فيما تتجه خطة 2019 لزيادة 800 مركز جديد واستبدال 861، إلا أن الخطوات الآن أكثر تأنٍّ حسب تعبير الخطيب، ويتم تطبيق الخطة بعد دراسة معمقة للتغلب على ظروف الحصار والعقوبات.
ترشيد..
وبعد توجيه مجلس الوزراء لضبط إنارة الشوارع وإطفائها نهاراً يلفت الخطيب إلى تشكيل لجنة مركزية عليا برئاسة معاوني الوزراء، إضافة للجان فرعية في جميع المحافظات مهمتها متابعة أمور الإنارة من إصلاح وصيانة وإطفائها نهاراً، ويضيف أن هناك اهتماماً كبيراً من قبل الكهرباء والإدارة المحلية لتحويل إنارة الطرقات نحو الطاقات المتجددة الأكثر توفيراً، إلا أن تكاليفها مرتفعة جداً ولا يمكن تطبيقها دفعة واحدة؛ لذلك تنفذ في أحياء محددة في جميع المحافظات بالتعاون مع منظمات دولية، مثل طريق المتحلق الشمالي وضاحية قدسيا وأوتستراد طرطوس وغيرها.
30% لنشر الليدات
وبما يتعلق باستخدام تقنية الليدات في الإنارة فقد تم تحويل الأضواء العادية إلى لدات في مناطق عدة، مثل طريق السومرية والمعضمية وطريق التكية باتجاه الزبداني وكفر سوسة وطريق بيروت وابن عساكر وابن عميد وباب شرقي، حيث تخطط المحافظة لهذه الآلية في جميع الشوارع حسب مدير فرع الإنارة في محافظة دمشق م.زياد سعدة الذي يؤكد التوقف عن تركيب أجهزة الإنارة 400 واط “الصوديوم” إلا في بعض الحارات الفرعية، إذ يجري الاستعاضة عنه بالاعتماد على الليدات باستطاعة 150 واط، وبذلك بلغت نسبة استخدام الليد في دمشق حوالي 30%، كاشفاً عن دراسة جديدة للإنارة الذكية، وهي بصدد إعداد دفاتر الشروط لتطبيق آلية تعتمد سوية محددة في الإنارة عبر أجهزة موصولة ببعضها عن طريق الواي فاي تعطي سويات إنارة مختلفة وفقاً لحساس حركي فيها، ومن المحتمل تطبيقها خلال 5 أشهر، موضحاً أنها لن تطبق في الشوارع الرئيسية تجنباً للحوادث، حيث ستخصص الأخيرة بإنارة ذات سوية خاصة وفقاً لساعات اليوم، ويؤكد سعدة أن هذه الطريقة تساهم في كشف الأعطال الموجودة وتوفر الصيانة والجولات الميدانية.
ويضيف مدير فرع الإنارة أن لجاناً مشكلة في الإدارة المحلية والكهرباء وبحوث الطاقة والمحافظة تدرس التوجه للاعتماد على الطاقات المتجددة، حيث يتم حالياً دراسة مشروع لإنشاء محطة كهروضوئية باستطاعة لا تقل عن 1 م.و وفقاً للمكان الذي سيتم اختياره، إضافة إلى مشروع مع السورية للشبكات لإنارة استراد المزة بالطاقة الشمسية.