غارات إسرائيلية على غزة.. وسلفيت تحت الحصار
صعّدت قوات الاحتلال الإسرائيلي سياساتها القمعية بحق الفلسطينيين من ملاحقات واعتقالات يومية إلى مداهمة المدن والقرى الفلسطينية ومهاجمة سكانها بهدف تهجيرهم والاستيلاء على أراضيهم، حيث اقتحمت، أمس، مدن وبلدات نابلس وبيت فجار جنوب بيت لحم ورام الله والعيزرية شرق القدس المحتلة في الضفة الغربية واعتقلت 12 فلسطينياً. كما جددت قوات الاحتلال اعتداءاتها على المؤسسات التعليمية الفلسطينية في إطار مخططاتها الاستيطانية، حيث أطلقت قنابل الغاز السام باتجاه المعلمين والطلبة أثناء دخولهم مدرسة النهضة الأساسية في مدينة الخليل بالضفة الغربية، ما أدى إلى إصابة العشرات بحالات اختناق.
وأدت الاعتداءات الإسرائيلية خلال العام الماضي وحده وفق التقرير السنوي لوزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية إلى استشهاد 49 طالباً ومعلماً فلسطينياً في الضفة الغربية وقطاع غزة وإصابة 3191 طالباً بجروح واعتقال 299 طالباً و30 معلماً وإدارياً إضافةً إلى تعرض 97 مدرسة لاعتداءات الاحتلال، 87 منها في الضفة و10 في غزة.
ولليوم الرابع على التوالي، واصلت قوات الاحتلال إغلاق مدخل بلدة ديراستيا غرب مدينة سلفيت بالضفة،.
وقال رئيس بلدية ديراستيا: “إن أكثر من 4 آلاف فلسطيني يعانون من إغلاق قوات الاحتلال مدخل البلدة ومنعهم من الدخول إليها أو الخروج منها، إضافة لحملات الاقتحام الليلية اليومية لمنازل الفلسطينيين وسط إطلاق قنابل الصوت والضوء ما يهدد حياة الفلسطينيين، ويسبب حالة من الهلع خاصة عند الأطفال”، مناشداً المؤسسات الحقوقية التوجّه للبلدة والاطلاع على معاناة الفلسطينيين بسبب ممارسات الاحتلال والعمل على وقفها.
من جهته، أوضح أحد أهالي البلدة أنهم ومنذ 4 أيام يواجهون صعوبات في الحركة والتنقل جراء إجراءات الاحتلال التعسفية، ويضطرون لسلك طرق وعرة تزيد عدة كيلومترات على الطريق الأصلي للوصول إلى أعمالهم.
وتعاني مدينة سلفيت وقراها منذ أسبوع من حصار ومداهمة الاحتلال بالتزامن مع اعتداءات مكثفة للمستوطنين على الفلسطينيين وممتلكاتهم والإعلان عن إقامة 840 وحدة استيطانية جديدة على أراضيهم في المدينة.
وفي قطاع غزة المحاصر، شنّت طائرات الاحتلال سلسلة غارات على مناطق جنوب القطاع دون وقوع إصابات بين الفلسطينيين.
وقالت مصادر طبية: “إن الفلسطيني حبيب المصري “24 عاماً” أصيب برصاصة في الصدر، جراء اعتداء قوات الاحتلال على المشاركين في مسيرات العودة شرق بيت حانون شمال قطاع غزة، نُقِل إثر ذلك إلى أحد المستشفيات، ليعلن استشهاده صباح أمس”.
كما أطلقت بحرية الاحتلال النار باتجاه مراكب الصيادين الفلسطينيين في البحر قبالة خان يونس ورفح جنوب القطاع دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.
وكان قد أصيب، أول أمس، ثلاثة فلسطينيين جراء عدوان لطيران الاحتلال شرق مخيم البريج وسط القطاع، وبذلك يصل عدد الشهداء الذين قضوا برصاص الاحتلال منذ انطلاق مسيرات العودة وكسر الحصار في الـ30 من آذار الماضي إلى 273، إضافةً إلى إصابة نحو 30 ألفاً بجروح مختلفة وحالات اختناق بالغاز.
في الأثناء، أطلقت قوات الاحتلال الرصاص الحي وقنابل الغاز السام تجاه الفلسطينيين المشاركين في مسيرات العودة شرق جباليا ما أدى إلى إصابة اثنين منهم بجروح والعشرات بحالات اختناق، كما اعتقلت فلسطينية على أحد حواجزها العسكرية في تل الرميدة وسط الخليل بالضفة، فيما اقتحم عشرات المستوطنين المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة ونفذوا جولات استفزازية في باحاته بحراسة مشددة من قوات الاحتلال.
من جهة ثانية يقام أسبوع مقاومة “الأبرتهايد والاستعمار الإسرائيلي” في فلسطين المحتلة وفي أكثر من مئتي مدينة حول العالم، للعام الرابع عشر على التوالي، وينظم خلاله ندوات وورشات عمل وفعاليات لفضح ما يقوم به الاحتلال من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين من قتل وتنكيل واعتقال واقتحام منازل وانتهاكات مستمرة بحق الأسرى واستيطان وتهجير وتهويد.
رئيس شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية محسن أبو رمضان، أوضح أن فعاليات مناهضة عنصرية الاحتلال يزداد زخمها وتوسعها في العالم حتى إن الاحتلال منع أعضاء حركة المقاطعة الدولية “بي دي إس” من دخول فلسطين المحتلة بعد النجاح الذي حققته خلال 14 عاماً من عمرها، وهذا يتطلب مواصلة الضغط على الاحتلال حتى يوقف جرائمه البشعة بحق الشعب الفلسطيني، في حين أشار عضو حركة المقاطعة الدولية أيمن علي إلى أن أسبوع مقاومة “الأبرتهايد والاستعمار الإسرائيلي” ينظم سنوياً منذ عام 2005 بين الـ 18 والـ 28 من آذار في 200 جامعة ومؤسسة ودولة في العالم للتضامن مع الشعب الفلسطيني ورفضاً لممارسات الاحتلال العنصرية بحقه، لافتاً إلى أن الأسبوع يتضمن فعاليات تشارك فيها حركة “بي دي إس” في كل أنحاء العالم يعرض خلالها العديد من التقارير التي تعري ممارسات الاحتلال القمعية.
في غضون ذلك، أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أن إعلان كل من رومانيا وهندوراس نقل سفارتهما لدى كيان الاحتلال الإسرائيلي إلى القدس المحتلة يشكل خطوة أحادية وغير قانونية، وتشجع كيان الاحتلال على مواصلة خروقاته المنافية للقانون والشرعية الدولية.
ونقلت وكالة معا عن عريقات قوله في بيان: إن هذه الخطوة هي استكمال لسلسلة فرض الحلول والإملاءات على الشعب الفلسطيني وتكريس للغة الغاب والتطرف على حساب سيادة القانون، وستقضي على ما تبقى من فرص السلام والأمن والاستقرار في المنطقة برمتها، مشدداً على أن رومانيا وهندوراس تتخذان مواقف مناهضة لحقوق الشعب الفلسطيني في المنابر الدولية وقرارات منافية للقانون الدولي وقد آن الأوان لتصويبها والعودة إلى الشرعية الدولية.
وكان رئيس هندوراس خوان أورلاندو هرنانديز ورئيسة وزراء رومانيا فيوريكا دنشيلي أعلنا أمس نيتهما نقل سفارة بلادهما لدى كيان الاحتلال الإسرائيلي إلى القدس المحتلة.