سياسية أمريكية سابقة: التطرف أهم صادرات آل سعود
فيما يواصل النظام الرسمي القائم في واشنطن تقديم الدعم اللامحدود لنظام آل سعود الوهابي، إلا أن المسؤولين الأمريكيين سواء القائمين على رأسهم عملهم، وحتى المغادرين لم يمنعهم ذلك من فضح خبايا النظام السعودي وتأثيره الكبير على انتشار التطرف والإرهاب حول العالم. فقد أكدت فرح بانديث التي شغلت منصب الممثل الخاص السابق للمجتمعات الإسلامية بوزارة الخارجية الأمريكية أن التطرف يشكّل أهم صادرات النظام السعودي وأن الأفكار التي نشأت في السعودية تحت اسم الوهابية غير متسامحة ومتشددة جداً، وقالت بانديث في كتاب لها صدر حديثاً تحت عنوان “كيف نفوز” نقلت مقاطع منه مجلة فورين بوليسي الأمريكية أنه لا يمكن للمرء أن يفهم النظام العالمي الذي يقوم عليه التطرف دون دراسة الدور المحوري الذي تلعبه السعودية وكذلك المنظمات الخاصة والأفراد داخلها.
وأشارت بانديث في كتابها إلى أن النظام السعودي أنفق ما لا يقل عن 100 مليار دولار بهدف نشر الوهابية من خلال تمويل المساجد والمدارس والكتب المدرسية والمؤسسات الثقافية في جميع أنحاء العالم، مبينة أن هذا النظام لا يريد أن يسود نموذجه الخاص والمتطرف من الممارسات الدينية فقط، بل تدمير التقاليد الأخرى داخل الإسلام، ولهذا فإنه يعيد كتابة التاريخ، ويمحو أدلة من الماضي لصالح روايته الخاصة في نسخة ألهمت الكثير من المتطرفين، وأضافت بانديث: إن العلاقة بين السعوديين والتطرف ليست مجرد علاقة تقارب، إذ دعمت الحكومة السعودية الجماعات الإرهابية بشكل مباشر في الشرق الأوسط.
وأقر ولي عهد النظام السعودي محمد بن سلمان في حوار مع مجلة ذي اتلانتيك الأمريكية العام الماضي بدعم وتمويل نظامه للتنظيمات الإرهابية في المنطقة ومن بينها تنظيم الإخوان المسلمين زاعماً أن ذلك كان فقط في فترة ما قبل عام 1979 بحجة القلق من خطر الشيوعية آنذاك، وقال: إننا غير نادمين على ذلك الأمر. ونقلت بانديث عن الخبير في مكافحة الإرهاب ويل مكانتس قوله: إن تنظيم داعش الإرهابي لم يكن ليتواجد بالشكل الذي تمت رؤيته لولا النهج السعودي، حيث يبرر التنظيم عنفه باللجوء إلى المبادئ والتعليمات الوهابية التي نشرها النظام السعودي.
يذكر أن النظام السعودي له تاريخ حافل بالتآمر على دول المنطقة وشعوبها عبر دعمه وتمويله معتمداً على أفكاره الوهابية المتطرفة للتنظيمات الإرهابية في سورية والعراق خلال السنوات الماضية خدمة لمخططات حلفائه في الغرب وفي مقدمتهم الولايات المتحدة، إضافة إلى شنه في عام 2015 عدواناً عبثياً على اليمن دمّر البلاد وقتل الآلاف من سكانه وأغرق الباقين في الأمراض والأوبئة والمجاعة.