في اعتداء صارخ على سيادة ووحدة سورية.. ترامب يعترف بضم الجولان إلى كيان الاحتلال قيادة الحزب: القوة بجميع أشكالها لإحقاق الحق.. الخارجية: صفعة مهينة للمجتمع الدولي
في اعتداء صارخ على سيادة ووحدة أراضي سورية أقدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الاعتراف بضم الجولان السوري المحتل إلى كيان الاحتلال الصهيوني.
القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي استنكرت خطوة ترامب، ووصفتها بالمخجلة والداعية للسخرية، لافتة إلى أنه على ترامب والصهاينة أن يعلموا بأن عصر ” أن يعطي من لا يملك لمن لا يستحق” قد ولّى إلى غير رجعة.
وفيما شددت وزارة الخارجية والمغتربين على رفض سورية المطلق والقاطع للقرار، لافتة إلى أنه يمثّل أعلى درجات الازدراء للشرعية الدولية وصفعة مهينة للمجتمع الدولي، أكدت مشيخة عقل طائفة المسلمين الموحدين إدانتها ورفضها ما أقدم عليه ترامب، داعية الأمم المتحدة إلى تطبيق القرارات الأممية ذات الصلة بالجولان السوري المحتل، في حين نظّمت وقفات احتجاجية في عدة مناطق، أكدت على الهوية العربية السورية للجولان، وطالب المشاركون فيها المجتمع الدولي ومجلس الأمن باتخاذ قرار يوقف العربدة الأمريكية.
وفي أولى ردود الفعل، أكد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أن وضع الجولان لم يتغير بعد قرار ترامب وموقف الأمم المتحدة تعكسه القرارات المناسبة لمجلس الأمن الدولي، فيما شددت روسيا على أن القرار انتهاك سافر للقانون الدولي، ويزيد تأزم الوضع في الشرق الأوسط، بينما أكدت الخارجية اللبنانية أن إعلان ترامب أمر مدان، ويخالف كل قواعد القانون الدولي، ويقوض أي جهد للوصول إلى السلام العادل.
وفي التفاصيل، ذكرت القيادة المركزية للحزب في بيان لها: أن حق السوريين بأرضهم مصون تؤيده القوانين والقرارات الدولية بما فيها تلك التي وافقت عليها الولايات المتحدة نفسها، ولفتت إلى أن تصريحات ترامب تعزز صورته “الكاريكاتورية” في نظر الرأي العام العالمي، وتهين دولته نفسها التي وقّعت على القرارات الدولية المعترفة بأن الجولان جزء لا يتجزأ من الأراضي السورية.
وأكدت القيادة أن السوريين يعلمون أنه في عالم تهيمن فيه دولة كأمريكا لا بد من القوة بجميع أشكالها لإحقاق الحق، مضيفة: إن على ترامب والصهاينة أن يعلموا تمام العلم بأن عصر (أن يعطي من لا يملك لمن لا يستحق) قد ولّى إلى غير رجعة.
إلى ذلك، قال مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين: أقدم الرئيس الأمريكي على الاعتراف بضم الجولان السوري المحتل إلى الكيان الصهيوني، وذلك في اعتداء صارخ على سيادة ووحدة أراضي الجمهورية العربية السورية وضارباً عرض الحائط بكل ردود الفعل الدولية المستنكرة لهذا القرار، ويأتي القرار الأمريكي تجسيداً للتحالف العضوي بين الولايات المتحدة و”إسرائيل” في العداء المستحكم للأمة العربية والذي يجعل من الولايات المتحدة العدو الرئيسي للعرب من خلال الدعم اللامحدود والحماية التي تقدمها الإدارات الأمريكية المتعاقبة للكيان الإسرائيلي الغاصب.
وأضاف المصدر: إن قرار الرئيس الأمريكي يمثّل أعلى درجات الازدراء للشرعية الدولية وصفعة مهينة للمجتمع الدولي، ويفقد الأمم المتحدة مكانتها ومصداقيتها من خلال الانتهاك الأمريكي السافر لقراراتها بخصوص الجولان السوري المحتل وخاصة القرار 497 لعام 1981 الذي يؤكد الوضع القانوني للجولان السوري كأرض محتلة، ويرفض قرار الضم لكيان الاحتلال الإسرائيلي، ويعتبره باطلا ولا أثر قانونياً له، وتابع: إن الرئيس الأمريكي لا يملك الحق والأهلية القانونية لتشريع الاحتلال واغتصاب أراضي الغير بالقوة، وإن هذه السياسة العدوانية الأمريكية تجعل من المنطقة والعالم عرضة لكل الأخطار، وتكرّس نهجاً في العلاقات الدولية تجعل السلم والاستقرار والأمن في العالم في مهب الريح.
وأوضح المصدر: أن المجتمع الدولي الذي ضاق ذرعاً بالنهج الاستعلائي للرئيس الأمريكي وعقلية الهيمنة والغطرسة التي تحكم سياسة الولايات المتحدة يتحمّل مسؤولية أساسية في رفض السياسات اللامسؤولة والهوجاء للإدارة الأمريكية، وذلك دفاعاً عن الشرعية الدولية وصوناً للأمن والسلم الدوليين، وأشار إلى أن القرار الأمريكي بخصوص الجولان العربي السوري المحتل وقبله الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لكيان الاحتلال ونقل السفارة الأمريكية اليها والجهود الحثيثة الأمريكية لتصفية القضية الفلسطينية عبر مؤامرة صفقة القرن والتآمر على الحقوق والمصالح العربية تؤكد أن لا أحد في الأمة العربية بمأمن من الشرور الأمريكية، الأمر الذي يستوجب على العرب وقفة تاريخية جادة لتجاوز الواقع العربي الرديء والذود عن كرامة الأمة والدفاع عن وجودها وحقوقها ومصالحها.
وقال المصدر: إن الجمهورية العربية السورية، إذ تعلن الرفض المطلق والقاطع للقرار الأمريكي تؤكد وبكل قوة أن الكون بأسره لا يستطيع تغيير الحقيقة التاريخية الخالدة بأن الجولان كان وسيبقى عربياً سورياً وأن تحريره بكل الوسائل المتاحة وعودته إلى الوطن الأم سورية هو حق غير قابل للصرف وأن عزيمة وتصميم وإصرار السوريين على تحقيق هذا الهدف هي اليوم أكثر صلابة من أي وقت مضى، وذلك بنفس الإرادة والإقدام التي دحر فيها السوريون العدوان الإرهابي والروح ذاتها التي حققت نصر تشرين العظيم.
وختم المصدر: إن السوريين على امتداد الوطن السوري، وكما كانوا على الدوام يؤكدون اليوم في مواجهة القرار الأسود للرئيس الأمريكي على تلاحمهم مع أهلنا الصامدين المقاومين في الجولان السوري المحتل يتقاسمون معهم مرارة الاحتلال والعدوان، ويشاركونهم العزيمة والإصرار على دحر العدوان وتحرير الجولان، وأن يوم اللقاء الوطني على ثرى الجولان الطاهر المحرر من رجس الاحتلال أقرب مما يظن الكيان الغاصب وداعموه.
المعلم: الجولان محصن بأهله
وفي وقت لاحق، أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم أن قرار ترامب لن يؤثر على وضع الجولان العربي السوري المحتل وأن الجولان محصن بأهله وبالشعب العربي السوري وقواتنا المسلحة وقرارات الشرعية الدولية.
وفي اتصال مع قناة السورية الليلة الماضية، ورداً على سؤال حول تأثير قرار ترامب على وضعية الجولان قال المعلم: إن القرار الأمريكي لن يؤثر إلا على عزلة أمريكا وإن الجولان محصن بمجموعة من القرارات الدولية التي تمثل الشرعية الدولية وبأهالي الجولان المحتل الذين برهنوا عن روحهم الوطنية العالية ومحصن أيضاً بشعبنا وصموده وبقواتنا المسلحة الباسلة وبالتالي هذا القرار لن يؤثر إطلاقاً.
وحول موقف ترامب وتداعياته على المنطقة أوضح المعلم أنه لا أحد يستطيع أن يتكهن ماذا يفعل هذا القرصان فهو وإدارته برهنوا أنهم عامل اضطراب للاستقرار الدولي وعامل هيمنة على المجتمع الدولي.. فهو بدأ بالقدس وتهويدها لكنه في الجولان لن يستطيع أن يفعل شيئاً فالأرض ملك لشعبها ولا يستطيع أحد مهما مرت السنوات أن يغير هذا الواقع بشيء.
وحول الردود الدولية الرافضة لقرار ترامب وإمكانية التعويل عليها أكد المعلم أنه بدون شك يمكن التعويل على هذه الردود فهي الرأي العام الدولي الذي يحرص على قرارات الأمم المتحدة وهي تؤكد “عزلة” أمريكا حتى عن أقرب حلفائها الأوروبيين.
مشيخة العقل: التمسك بالهوية العربية السورية
من جانبها أكدت مشيخة عقل طائفة المسلمين الموحدين في سورية إدانتها ورفضها ما ورد من تصريحات ترامب، وشددت على أنها ترفض رفضاً قاطعاً أي سيادة على أرض الجولان غير سيادة الدولة السورية داعية الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي إلى تطبيق القرارات الأممية ذات الصلة بالجولان السوري المحتل ولاسيما القرار رقم 497 الذي يؤكد على أن الجولان هو أرض سورية محتلة وأن أي إجراءات تتخذها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على هذه الأراضي المحتلة لاغية وباطلة وليس لها أي أثر قانوني، كما دعت مشيخة العقل أهلنا في الجولان السوري المحتل إلى الاستمرار بموقفهم الوطني والعروبي الثابت الذي سلكوه عبر التاريخ والتمسك بالهوية العربية السورية وإعلان الرفض التام لتصريحات ترامب والتعبير عن ذلك بكل الأشكال الممكنة.
وقفات احتجاجية
وشجب أبناء القنيطرة والجولان السوري المحتل بأشد العبارات قرار ترامب الذي يعد إرهاباً دولياً منظماً ترعاه وتتبناه الإدارة الأمريكية، وتعمل على فرضه بالقوة، مؤكدين أن الجولان المحتل أرض سورية، ولا يمكن لأي قوة في العالم تغيير هذه الحقيقة أو تزييف التاريخ والجغرافيا والإنسان، وعبّروا عن سخطهم الشديد من قرار ترامب الأرعن الذي لا يحترم القرارات الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي.
وأكدت نقابة المحامين أن قرار ترامب اعتداء صارخ على سيادة ووحدة أراضي الجمهورية العربية السورية، مشددة على أن الجولان السوري المحتل سيبقى عربياً سورياً، وبيّنت في بيان أن هذا القرار انتهاك سافر للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، ويأتي تجسيداً للتحالف بين الولايات المتحدة وكيان الاحتلال في العداء المستحكم للأمة العربية.
وقال اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية في بيان: إن القرار الأمريكي هو قرار استفزازي للشعوب العربية والإسلامية، ويستهدف تاريخها وحضارتها ووجودها، مشدداً على أن الجولان السوري المحتل كان وسيبقى جزءاً لا يتجزأ من سورية، واعتبر أن كل القرارات الأمريكية التي تتماشى مع سياسة الاحتلال الإسرائيلي، وتستهدف الهوية العربية والإسلامية هي قرارات ليس لها قيمة أو اعتبار.
إلى ذلك نظّم أهالي الحسكة وقفة احتجاجية أمام القصر العدلي بمركز المدينة استنكاراً لتصريحات ترامب العدوانية، مؤكدين على هويته العربية السورية ومطالبين المجتمع الدولي ومجلس الأمن باتخاذ قرار يوقف العربدة الأمريكية وعدم احترامها القرارات والمواثيق الدولية. وشدد المشاركون في الوقفة على أن أبناء الحسكة يقفون صفاً واحداً مع أبناء شعبنا وأهلنا الصامدين في الجولان المحتل المتشبثين بأرضهم المقاومين بكل عز وفخار ممارسات العدو الصهيوني الغاشم، مشيرين إلى أن الجولان حق سوري لا بد أن يعود لأهله عاجلاً أم آجلاً ولن يدخر الشعب السوري أي طريقة كانت لإعادته إلى الوطن الأم.
وفي السياق ذاته عبّر فلاحو الحسكة عن استنكارهم لمواقف الإدارة الأمريكية تجاه الجولان السوري المحتل، مؤكدين أن الشعب السوري لن يفرّط بأي ذرة من تراب الجولان وغيره من الأراضي السورية المحتلة وأن القرار الأمريكي باطل.
وخلال وقفة احتجاجية أمام المركز الثقافي العربي بمدينة الحسكة أشار المشاركون إلى أن سورية واجهت مختلف أصناف الاحتلال، إلا أن شعبها الأبي استطاع دحرهم وتحرير أرضه وتطهيرها من رجس الطامعين، وهذا ما سيحدث لكل أرض سورية محتلة ومنها الجولان العربي السوري الذي سيعود إلى أهله.
وأكد طلبة جامعات ومعاهد سورية أن الجولان المحتل كان وسيبقى أرضاً عربية سورية، وأنه سيعود لا محالة إلى وطنه الأم، وشددوا على أنها تعبّر عن الجهل بطبيعة الشعب السوري الذي لا يفرّط بذرة تراب من أرضه، ودفع أثماناً باهظة خلال تاريخه النضالي الطويل في مقارعة الاستعمار بمختلف أشكاله ولن يجرؤ أحد على انتزاع حبة تراب من سورية ما دام هذا الشعب يقاوم وخصوصاً أهلنا في الجولان المحتل.
وفي سياق متصل، استضافت السفارة السورية في بوخارست جلسة نقاش بعنوان “الحرب على سورية استهداف لسيادتها ووحدة أراضيها” بمشاركة مجموعة تجاوزت الثلاثين شاباً وشابة من القادة الشباب الرومان ضمن البرنامج الدبلوماسي الذي تنظمه مؤسسة إيسكو الثقافية الرومانية بحضور عدد من المختصين والأساتذة الجامعيين.
وبدأت الجلسة بعرض فيلم عن سورية وحضارتها والتطور الذي شهدته منذ العام 1970 ولغاية 2010 على كل الصعد، تلاه إيجاز قدّمه ممثل سفارة سورية في رومانيا حول أسباب المؤامرة والحرب التي تستهدف سورية وأبعادها وأهدافها وما قدمه الشعب والجيش العربي السوري بالتعاون مع الأصدقاء والحلفاء من تضحيات لحماية سورية من الإرهاب الممول والمدعوم من قوى خارجية والذي استهدف سيادتها ووحدة أراضيها ومقدراتها الوطنية، مشدداً على أن هذه التضحيات ساهمت في حماية المنطقة وأوروبا والعالم من إرهاب امتهن القتل أداة والكراهية ثقافة.
وفي معرض إجابته عن تصريحات ترامب حول الجولان السوري المحتل قال ممثل السفارة: إن سورية مصممة على استعادة السيادة على كامل التراب السوري بما فيها الجولان السوري المحتل بكل الوسائل المشروعة المتاحة، مشدداً على أن أبناء الجولان مستمرون بمقاومة الاحتلال ومتمسكون بهويتهم السورية.
لافروف: انتهاك سافر للقانون الدولي
وفي ردود الفعل الدولية، انتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بشدة خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي مايك بومبيو موقف الإدارة الأمريكية حيال الجولان السوري المحتل، وأكد لافروف أن هذا التوجه الأمريكي يقود إلى انتهاك سافر للقانون الدولي، ويعرقل تسوية الأزمة في سورية، كما حذّر لافروف بومبيو من أن هذا الموقف الأمريكي يزيد تأزم الوضع في الشرق الأوسط.
زاخاروفا: يتجاهل كل الأعراف الدولية
كما حذّرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا من خطورة خطوة ترامب لكونها تتخذ خارج الحق القانوني وتتجاهل كل الأعراف الدولية وقرارات مجلس الأمن الدولي، وشددت على أن من شأن هذه الخطوة أن تقود إلى تصعيد جديد للتوتر في منطقة الشرق الأوسط.
“الصحفيين العرب”: إجراءات لاغية وباطلة
بدوره أدان الاتحاد العام للصحفيين العرب تصريحات ترامب اللامسؤولة والمخالفة لقرارات مجلس الأمن الدولي، داعياً المنظمات العربية والدولية الصحفية والمهنية لإدانة هذه التصريحات واعتبار كل ما تقوم به سلطات الاحتلال من إجراءات في الجولان السوري باطلة ولاغية ولا قيمة قانونية لها، واعتبر أن تصريحات ترامب تعبّر عن عقلية الهيمنة المسيطرة على الإدارة الأمريكية ولن تغيّر في واقع الحال شيئاً، لأن الجولان سيبقى عربياً سورياً.
عربياً، أكد المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس رفضه تصريحات ترامب، مشدداً على أن الجولان المحتل كان عربياً سورياً قبل التصريحات وسيظل كذلك بعدها، وأوضح أن ترامب ليس مخوّلاً وليس صاحب صلاحية من أجل أن يصدر مثل هذه التصريحات حول الجولان، وقال: لا يحق للرئيس الأمريكي وحلفائه بأن يشطبوا الهوية العربية السورية للجولان، كما أنه لا يحق لهم بأن يشطبوا حقوق الشعب الفلسطيني وأن يقرروا مصير مدينة القدس بمعزل عن انتماء شعبنا الفلسطيني لهذه المدينة المقدسة والتي نعتبرها عاصمتنا الروحية والوطنية.
لبنانيون: الجولان سيبقى سورياً
وفي لبنان، شدد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش على أن تصريحات ترامب تمثIل عدواناً على الحقوق العربية، وتدل على التماهي الأميركي المطلق مع الكيان الإسرائيلي ومخططاته في المنطقة، واعتبر أن تطبيع بعض الأنظمة العربية مع العدو الإسرائيلي والتسليم بنقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة شجعا ترامب على اتخاذ هذا القرار ضد سورية، وإذا لم تبادر الدول العربية والعالم إلى اتخاذ إجراءات رادعة سنشهد مزيداً من القرارات العدوانية الأميركية تجاه الحقوق العربية.
من جهته أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب إبراهيم الموسوي أن الجولان المحتل أرض سورية، وسيبقى كذلك بالرغم من أي موقف أمريكي، ولفت إلى أنه وكما قامت بريطانيا من قبل بإعطاء فلسطين للصهاينة من خلال وعد بلفور المشؤوم تحاول الولايات المتحدة اليوم القيام بالأمر نفسه بشأن الجولان، مؤكداً حتمية فشل هذه المحاولات، ومشدداً على أن الجولان السوري سيبقى كما فلسطين أرضاً عربية.
بدوره أكد رئيس تكتل بعلبك الهرمل النائب اللبناني حسين الحاج حسن أن سورية كما انتصرت على الحرب الإرهابية ستنتصر اليوم على كل المؤامرات الإسرائيلية الأمريكية، وسيبقى الجولان أرضاً سورية.
بدوره استنكر شيخ المسلمين الموحدين في لبنان الشيخ نصر الدين الغريب تصريحات ترامب، مشدداً على أن الجولان سيبقى سورياً عربياً مهما حاولوا إطلاق تصريحات واتخاذ قرارات فاشلة وواهية، وأضاف: إن الموقف الوطني القومي العروبي من أبناء الجولان العربي السوري الصامد سينتصر لأنهم يحملون راية الحق والكرامة والتمسك بأرضهم ويقينهم الواضح بعودة الجولان إلى حضن الوطن الأم سورية.
كما استنكرت لجنة أصدقاء الأسير يحيى سكاف برئاسة أمين سر اللجنة جمال سكاف في بيان تصريحات ترامب، مؤكدة أن الجولان هو جزء لا يتجزأ من أرض سورية، وسيتحرر من رجس الاحتلال كما تحرر الجنوب اللبناني بفضل تضحيات المقاومين.
من جانبه أكد مركز رؤية للدراسات والأبحاث الفلسطيني في بيان أن الجولان السوري المحتل هو أرض عربية سورية لا يمكن لأي قوة مهما كانت أن تنتزعه من وطنه الأم سورية، مبيناً أن تصريحات ترامب المنحازة للكيان الصهيوني جاءت في الوقت الذي تحقق فيه سورية الانتصارات على الإرهاب التكفيري في دليل جديد على أن الصهاينة والإدارة الأمريكية هم من يقفون وراء التكفيريين والإرهابيين.
حزب الكرامة اليمني: ترامب فقد توازنه
وفي اليمن، أكد الدكتور ماجد الإدريسي الأمين العام المساعد للشؤون السياسية لحزب الكرامة اليمني أن الجولان المحتل أرض سورية وليس لأي أحد أن يتصرف بها، وقال: إن عدم تحقيق أي مكاسب للأمريكيين أو عملائهم في سورية هو ما أفقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب توازنه وجعله يبحث عن شيء يمكن أن يؤثر على مسار الأمور فيها، ولكن الواقع يؤكد هزيمة المخططات الأمريكية وفشل عملاء الولايات المتحدة من الأنظمة والحركات الإرهابية، وجدد الإدريسي وقوف اليمنيين إلى جانب أشقائهم السوريين والفلسطينيين حتى تحرير كامل الأراضي العربية من دنس المحتل الإسرائيلي.
غروسبيتش: انتهاك فاضح للقانون الدولي
دولياً، أكد رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية التشيكية مع سورية الدكتور ستانيسلاف غروسبيتش أن تصريحات ترامب تمثّل انتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي، إضافة إلى أنها إجرامية وتثير السخرية، وقال: إن الولايات المتحدة لا تمتلك أي حق بالبت بمصير الجولان السوري المحتل أو أي أراض سورية أخرى ولا البت بمستقبل الشعب السوري، مشدداً على أن موقف إدارة ترامب هذا لا يمثّل خرقاً فاضحاً للقانون الدولي فقط، وإنما موافقة صريحة على سرقة جزء من الأراضي السورية، ومحاولة لإضفاء الشرعية على 52 عاماً من الاحتلال الإسرائيلي للجولان السوري.
لاريجاني: انتهاك للقانون الدولي
وفي طهران، أدان رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني بشدة قرار ترامب، مؤكداً أنه يشكّل انتهاكاً للقانون الدولي، ويتناقض مع المبادئ الإنسانية والقوانين والقرارات الدولية، وقال: إن نهج ترامب القائم على مواجهة الرأي العام ودول العالم يشكّل خطراً للسلام والاستقرار خاصة في منطقة الشرق الأوسط.
من جهته، قال الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب: إن لسورية الحق المطلق في الجولان التي احتلها الكيان الإسرائيلي، حق تستمده من التاريخ والجغرافيا والدماء التي سالت دفاعاً عن كل شبر منه وثبات الشعب العربي السوري على أرضه الذي لم يتغير انتماؤه على مدار نصف قرن من الاحتلال، كما تستمده من قرارات الشرعية الدولية، مشيراً إلى أن قرار ترامب هو خطوة استعمارية جديدة وهيمنة تؤكد استمراره في تقديم الدعم المطلق للاحتلال الإسرائيلي منتهكاً كل المواثيق والقرارات الأممية وأبسط قواعد الشرعية الدولية.
هيومن رايتس ووتش: ترامب يدمّر القانون الدولي
بدورها، أكدت منظمة هيومن رايتس ووتش في بيان أن قرار ترامب يظهر عدم احترام الإدارة الأمريكية للحماية الواجبة للسكان السوريين بموجب القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان، وقال إريك غولدستين نائب مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال افريقيا في المنظمة: إن ترامب يستعد لتدمير القانون الدولي الذي يحمي سكان الجولان المحتل، وحذرت المنظمة من أن قرار ترامب يشجع دولاً أخرى محتلة على تصعيد ضم الأراضي وإنشاء المستوطنات ونهب الموارد.
العراق: يعطي الشرعية للاحتلال
من جهتها أكدت وزارة الخارجية العراقية أن قرار ترامب هو إعطاء شرعية للاحتلال ويتعارض مع القانون الدولي، وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة أحمد الصحاف في بيان: إن العراق يؤيد قرارات الشرعية الدولية الصادرة عن مجلس الأمن الدولي التي تنص على إنهاء الاحتلال، مؤكداً على أن تقادم زمن الاحتلال في وضع يده على الأرض التي احتلها لا يكسبه الشرعية في السيادة عليها.
بدوره أكد وزير الخارجية اليمني هشام شرف عبد الله أن قرار ترامب يشكل انتهاكاً لقرار مجلس الأمن رقم 497 لسنة 1981 والذي تم اعتماده بالإجماع بعدم الاعتراف بضم “إسرائيل” للأراضي العربية المحتلة في الجولان السوري المحتل واعتبار قانون الضم باطلاً ولاغياً، لافتاً إلى أن القرار الأمريكي المتهور يعكس شخصنة الدولة في اتخاذ مثل هذه القرارات الضارة والمناقضة لمصالح الشعب الأمريكي في علاقاته مع العالمين العربي والإسلامي.