اجتماع تنسيقي لإنهاء مأساة مخيم الركبان الجيش يكثف ضرباته على محاور تحركات الإرهابيين في ريف حماة
وجهت وحدات من قواتنا المسلحة أمس ضربات مكثفة على محاور تحركات ومحاور تسلل المجموعات الإرهابية باتجاه النقاط العسكرية والقرى الآمنة في ريف حماة الشمالي، أسفرت عن القضاء على عدد من الإرهابيين وتدمير أدوات إجرامهم. في وقت طلبت وزارة الداخلية من المراكز الحدودية تسهيل عودة المواطنين الذين غادروا سورية عبر المعابر غير الرسمية هرباً من جرائم التنظيمات الإرهابية.
وفي إطار التنسيق وتنظيم التعاون بين المركز الروسي للمصالحة وبين اللجنة الوطنية العليا لإعادة المهجرين، عقد اجتماع تنسيقي لإيجاد حل نهائي لمعاناة آلاف المهجرين السوريين الذين تحتجزهم قوات الاحتلال الأمريكية ومرتزقتها في مخيم الركبان على الحدود السورية الأردنية.
في السياسة، جدد الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين واللبناني ميشال عون دعم بلديهما لجهود سورية في محاربة الإرهاب، وشددا على عدم وجود بديل عن الحل السياسي للأزمة فيها.
وفي التفاصيل، نفذت وحدات الجيش رمايات مدفعية على تحركات لمجموعات إرهابية تابعة لتنظيم (كتائب العزة) تسللت من محور بلدة لحايا باتجاه المناطق الآمنة بريف حماة الشمالي. وأدت الرمايات المركزة إلى إفشال محاولة التسلل بعد القضاء على مجموعات إرهابية من التنظيم وتدمير أسلحة وذخائر كانت بحوزتها.
كما دمرت وحدات من الجيش برمايات نارية مركزة أوكاراً لإرهابيي (الحزب التركستاني) في أطراف بلدتي الزيارة وكفرنبودة بريف حماة الشمالي ما أسفر عن إيقاع خسائر في صفوف الإرهابيين وتدمير أسلحتهم. في غضون ذلك عقد اجتماع تنسيقي بمشاركة ممثلين عن الجهات الحكومية ومركز المصالحة الروسي وممثلين عن الأمم المتحدة ومنظمة الهلال الأحمر العربي السوري إضافة لشيوخ القبائل من مخيم الركبان وذلك لإيجاد حل نهائي لمعاناة آلاف المهجرين السوريين الذين تحتجزهم قوات الاحتلال الأمريكية ومرتزقتها في مخيم الركبان على الحدود السورية الأردنية.
وتناول الاجتماع الذي عقد في ممر جليغم شرق منطقة ظاظا بريف حمص الشرقي الآليات والتسهيلات والاستعدادات التي اتخذتها مؤسسات الدولة السورية المعنية لاستقبال العائدين من مخيم الركبان والطرق الأسرع لإنهاء مأساة قاطنيه وإعادتهم إلى مناطقهم وبلداتهم التي حررها الجيش العربي السوري من الإرهاب.
وجدد رئيس مركز المصالحة الروسي اللواء فيكتور كوبتشيشين تأكيد بلاده أن الحل الوحيد والسريع لمخيم الركبان هو الإسراع في إخراج سكان المخيم إلى مناطقهم ومنازلهم.
ولفت إلى أن أنصاف الحلول لن تجدي نفعاً في ظل رغبة الغالبية العظمى من سكان المخيم بالخروج منه للتخلص من الظروف الكارثية اليومية التي يعيشون فيها مع استمرار رفض الجانب الأمريكي الانخراط في الخطوات الهادفة لوضع حل نهائي لمأساة المحتجزين في المخيم.
ولفت مدير الإدارة السياسية اللواء حسن حسن إلى أن جميع مفاصل الدولة تعمل لضمان عودة آمنة لسكان مخيم الركبان إلى مناطقهم، مؤكداً أن الاحتلال الأمريكي في منطقة التنف يطبق شريعة الغاب من خلال منعه المواطنين السوريين من التحرك على أرضهم واحتجازهم في ظروف مأساوية في المخيم. وعرض خلال الاجتماع ممثلو الجهات المختصة ووزارة الإدارة المحلية والبيئة ومحافظتي حمص وريف دمشق آليات تسوية أوضاع المتخلفين عن خدمة العلم والفارين من الخدمة الموجودين في المخيم والإجراءات التي تم اتخاذها لتوفير جميع متطلبات عودة الأهالي من مخيم الركبان ونقلهم واستقبالهم.
ممثل هيئة المصالحة الوطنية أحمد منير أكد أن الولايات المتحدة الأمريكية تمنع السوريين من الخروج من المخيم لاستخدامهم ورقة للضغط على الحكومة السورية عبر إبقائهم رهائن سياساتها ومصالحها في المنطقة.
من جانبهم أوضح شيوخ العشائر الحالة المأساوية التي يعيشها قاطنو المخيم والتي تنذر بكارثة إنسانية إذا استمر الوضع القائم، مشيرين إلى أهمية هذا الاجتماع كخطوة في طريق إنهاء معاناة الأهالي وإعادتهم إلى منازلهم ومناطقهم آمنين سالمين.
الداخلية: تسهيل عودة المغادرين عبر المعابر غير الرسمية
من جهة ثانية، قال مدير إدارة الهجرة والجوازات اللواء ناجي النمير في اتصال هاتفي مع قناة السورية أمس: إن الوزارة عممت على جميع المراكز الحدودية بضرورة تسهيل عودة المواطنين الذي اضطرتهم ظروف الأزمة والحرب الإرهابية إلى مغادرة سورية عبر المعابر غير الرسمية هرباً من جرائم التنظيمات الإرهابية، ولفت إلى أن التعميم السابق بشأن عودة هؤلاء ينص على تكليفهم مراجعة فرع المحفوظات في إدارة الهجرة والجوازات لتدقيق أوضاعهم بينما ألغى التعميم الجديد هذه الإجراءات وأصبح بإمكان المهجرين الراغبين بالعودة إلى وطنهم تحقيق ذلك بأريحية وحسن استقبال وتقديم تسهيلات كاملة. وبين النمير أن الإجراءات المطلوبة من المهجرين العائدين تقتصر على ملء استمارة معلومات في المراكز الحدودية ويسمح لهم بالدخول بعدها دون أي مساءلة تترتب على مغادرتهم عبر المعابر غير الرسمية.
بوتين وعون: دعم سورية في محاربة الإرهاب
سياسياً، جدد الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين واللبناني ميشال عون دعم بلديهما لجهود سورية في محاربة الإرهاب وشددا على عدم وجود بديل عن الحل السياسي للأزمة فيها.
وجاء في بيان مشترك أصدره الرئيسان عقب لقائهما في الكرملين أمس: إن روسيا ولبنان يحترمان وحدة أراضي سورية وسيادتها وينطلقان من الموقف المبدئي المتمثل بأنه لا بديل عن حل الأزمة في سورية بوسائل سلمية ويدعمان حلها بطريقة سياسية دبلوماسية على أساس القرار رقم 2254 الصادر عن مجلس الأمن للأمم المتحدة وقرارات مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي، وأعرب الرئيسان في بيانهما عن دعمهما الصارم لجهود الحكومة السورية مع حلفائها في مجال محاربة الإرهاب وخاصة تنظيمي داعش وجبهة النصرة الإرهابيين والتنظيمات المنضوية تحت لوائهما، ونوه البيان المشترك بفاعلية اجتماع أستانا للحوار السوري في تهيئة الظروف الملائمة لإطلاق العملية السياسية لحل الأزمة في سورية. وشدد الرئيسان على دعمهما للجهود المبذولة الخاصة بضمان عودة المهجرين السوريين إلى وطنهم ومناطقهم بعد تحريرها من الإرهاب.