الاحتلال يشن عشرات الغارات على غزة المحاصرة
واصل الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاته على قطاع غزة المحاصر التي بدأها، مساء أمس الأول، والتي أصيب إثرها عدد من الفلسطينيين، حيث أطلقت قوات الاحتلال الرصاص الحي على الفلسطينيين شرق مخيم البريج وسط القطاع، ما أدى إلى إصابة شاب “18 عاماً” برصاصة في قدمه، كما شنّت طائرات الاحتلال أكثر من 30 غارة على مختلف المناطق بمدن قطاع غزة من رفح جنوباً حتى بيت حانون شمالاً محدثةً دماراً كبيراً في البنى التحتية، كما قصفت مدفعية الاحتلال مناطق عدة في القطاع بينها بلدة بيت حانون وحي الزيتون وشرق مدينتي رفح وخان يونس. وأدانت الحكومة الفلسطينية عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزة المحاصر مطالبةً المجتمع الدولي بوقفه، وأوضح المتحدث باسم الحكومة يوسف المحمود أن جرائم الاحتلال في قطاع غزة بظل الحصار الجائر منذ 12 عاماً ومواصلة قصفه والغارات عليه جزء من حربه المفتوحة على الشعب الفلسطيني، وطالب المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته والتحرك الفوري لوقف عدوان الاحتلال على القطاع.
من جهته، طالب مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور المجتمع الدولي بالتحرّك الفوري لوقف العدوان على قطاع غزة المحاصر، وقال: “إن نحو مليوني فلسطيني يعيشون تحت الحصار الإسرائيلي في غزة في ظل مواصلة الاحتلال اعتداءاته عليهم وتعريض حياتهم للخطر”، مشيراً إلى أن سلطات الاحتلال صعدت من عدوانها في الساعات الماضية واستهدفت المناطق السكنية بمئات الصواريخ وكثفت وجود قواتها العسكرية على أطراف القطاع مع التهديد بالعدوان.
وطالب منصور بمحاسبة قوات الاحتلال على قمعها مسيرات العودة وكسر الحصار في القطاع الذي أدى إلى استشهاد 273 فلسطينياً وإصابة أكثر من 30 ألفاً آخرين بجروح بينهم إعاقات مستديمة، مشيراً إلى أن تقرير مجلس حقوق الإنسان الأخير أكد أن “إسرائيل” القوة القائمة بالاحتلال ترتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة، ودعا المجتمع الدولي إلى التدخل لوقف اعتداءات الاحتلال الوحشية على الشعب الفلسطيني، مشدّداً على ضرورة قيام مجلس الأمن بواجبه بإلزام “إسرائيل” باحترام القانون الدولي وتطبيق قرارات الشرعية الدولية.
بدورها، أعربت وزارة الخارجية الروسية عن قلقها البالغ إزاء العدوان الإسرائيلي، وأشارت الخارجية الروسية في بيان، أمس، إلى أن موسكو تنظر بقلق بالغ إزاء التصعيد الخطير الذي يهدد بتجدد النزاع واسع النطاق ومزيد من تفاقم الوضع المتدهور أصلاً في قطاع غزة الذي لا يزال على مدى سنين تحت الحصار.
بالتوازي، اقتحم 38 مستوطناً المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة ونفذوا طقوساً استفزازية في باحاته وسط حراسة مشددة من قوات الاحتلال، كما اقتحم عشرات المستوطنين محيط مدرستين أساسيتين مختلطتين في بلدة تقوع جنوب شرق بيت لحم بالضفة الغربية واعتدوا على الطلبة والمعلمين، وقال مدير التربية والتعليم في بيت لحم سامي مروة: “إن المستوطنين اقتحموا محيط مدرستي الخنساء والجرم المختلطتين وسط حماية مشددة من قوات الاحتلال واعتدوا على الطلبة والمعلمين والمعلمات”.
وأدانت وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية اقتحام قوات الاحتلال حرم جامعة بيرزيت، مؤكدةً أنه جريمة جديدة بحق المؤسسات التعليمية وانتهاك للقانون الدولي، وأوضحت أن اقتحامات الاحتلال المتواصلة للمؤسسات التعليمية تشكل انتهاكاً لكل القوانين والمواثيق الدولية التي تضمن حماية المؤسسات التعليمية، مشدّدةً على أن هذه الجرائم لن تكسر إرادة الفلسطينيين بل ستزيدهم إصراراً وتمسكاً برسالة العلم والتعلم.