معرض تصوير ضوئي في دير الزور
وثق الفنان جمعه سليمان بعدسته العديد من الصور الضوئية للأوابد التاريخية في محافظة دير الزور كقلعتي حلبية وزلبية التوأمين على ضفتي نهر الفرات، ولقلعة الرحبة، التي تسمى رحبة مالك بن طوق، ولبوابة قصر الملك زمرليم في مدينة ماري الأثرية وإطلالتها على نهر الفرات، فبدت كأنها تستحضر التاريخ وتستنطقه ليقول كلمته، وليثبت الإمكانات الكبيرة لأبناء المنطقة وعُمق الحضارة السورية الموغلة في القِدم، ووجودها منذ وجد الإنسان على ظهر البسيطة.
وكشفت صور أخرى عن علاقة الناس بالبيئة وعلاقتهم فيما بينهم بلقطاتٍ متعددة الزوايا، كالأسواق الشعبية المقبيّة التي تشبه أسواق دمشق القديمة، وبيوتها القديمة، والتراث الشعبي، وأحوال الناس، وكذلك عبور بعض الأطفال من بيوتهم في إحدى الجزر النهرية بـ (الطرادة) إلى الشاطئ بلباسهم المدرسي لتلقي العلم، وانسجام لباسهم الأزرق مع انعكاس زرقة السماء في مياه نهر الفرات، وابتسامتهم وفرحهم، وكذلك استجمام الأهالي على ضفاف النهر واستمتاعهم في المتنزهات في مختلف فصول السنة، وما تتركه البيئة على ملامحهم من حيوية.
تميزت عدسة الفنان سليمان بالدقة في اختيار زاوية الرؤية، وفتحة العدسة والسرعة المناسبة، واللحظات الزمنية التي تكسر الجمود والحدود بين الضوء والظل، وبين الألوان ودرجاتها، فتبدو كسيمفونية لونية تضج بالحياة والخصب وكان الفرات خير رمزٍ لذلك قبل سنوات الحرب التي عانت المحافظة أشد ويلاتها.
مساعد العلي