“أورفيوس” مع أوبراليون لبنانيون في أمسية دمشقية
تألقت أوركسترا أورفيوس بقيادة مؤسسها المايسترو أندريه معلولي وبمشاركة خاصة من لبنان للمغنية الأوبرالية لارا جوخدار والأوبرالي فادي جنبرت وأستاذ الموسيقا وعازف البيانو إيلي شحود، في أمسية أوبرالية مختلفة وفريدة من نوعها اختزلت قصص أشهر الأوبرات العالمية التي من الصعب تقديمها دون سينوغرافيا متكاملة كونها مسرحيات غنائية تعتمد على الحكاية والحدث والحبكة الدرامية، فعرّفت الجمهور بحكايتها من خلال غناء أجمل أغنياتها بالألمانية والفرنسية والإيطالية التي حملت المشاهد التمثيلية والحوارات، فدمجت بين الأداء الغنائي والتمثيل بالحركات والصوت والملامح مما شدّ انتباه الجمهور، وجعلهم يعيشون الحدث الدرامي للأوبرا.
اختار المايسترو معلولي الأوبرا الشهيرة الناي السحري لموزارت بعزف الافتتاحية التي تميزت بامتدادات الوتريات تمهيداً للقصة العاطفية الرومانسية، التي تصدت للعنف مع ضربات التيمباني والطبول وآلات النفخ الخشبية وصولاً للقفلة المتصاعدة.
ثم بدأت الآريات باللغة الألمانية مع الباريتون فادي جنبرت الذي جسد شخصية الرجل الثاني في الأوبرا –بائع العصافير-“بابا غينو” الذي يبحث عن حبيبة ويأخذ في مواضع الصولو الإفرادي ومن ثم يتابع الغناء مع الأوركسترا، وبعزفه على آلة النفخ الصغيرة” بان فلوت” بنغمات تشبه نداءات العصافير، ثم تنضم إليه الحبيبة بآرية بابا غينو وباباغينا فتشاركه الغناء لارا جوخدار بالحوارية الغنائية وتشارك الآلات النحاسية الأوركسترا وتنتهي بعناق الحبيبة.
وأنهى المايسترو معلولي القسم الأول من الأمسية بالأوبرا المألوفة للجمهور زواج فيغارو لآرية”كومت”.
وبدا القسم الثاني من الأمسية أكثر تنوعاً درامياً لدونيزيتي وبلليني وديبوسي وروسيني، وتميزت لارا جوخدار بأدائها الدرامي الذي ينم عن الحزن والنداء والتمني وفي الوقت ذاته الغضب والقوة، فجمعت بين كل المشاعر المختلطة في آرية” جوليتا” لبلليني لترمي في النهاية وشاح العروس وترفض الزواج المفروض عليها وتعود إلى حبيبها.
وجمعت لوحة خاصة بين عازف البيانو إيلي شحود ولارا جوخدار بغناء مقطوعة خاصة” ميلودي” للمؤلف ديبوسي بمرافقة البيانو، ليأخذ دور الأوركسترا وبدأت بنغمات البيانو ثم بصوت لارا وهي أشبه بدعوة إلى الاستمتاع بالحياة لأنها قصيرة. وانتهت الأمسية بالأداء الثنائي للمقطوعة الشهيرة لروسيني” دانس”، وتأتي هذه الأمسية ضمن التبادل الثقافي الذي يكسر الحواجز ويصقل خبرات العازفين ويزيد ثقافة الجمهور ويحمل رسالة إنسانية إلى العالم.
ملده شويكاني