الاتحاد الأوروبي بالإجماع: الجولان أرض محتلة
أدان الاتحاد الأوروبي بالإجماع قرار ترامب حول الجولان السوري المحتل، وقال في بيان نشر على موقع مجلس الاتحاد الأوروبي: “إن الدول الأعضاء الـ 28 في الاتحاد اتخذت قراراً بالإجماع بثبات موقفها الذي يتماشى مع قرارات الأمم المتحدة، التي تشير إلى أن الجولان أرض محتلة، وترفض الاستيلاء على تلك الأرض بالقوة”. وأوضحت مفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، في بيان مقتضب لها أن الاتحاد الأوروبي لا يعترف بضم الجولان إلى كيان الاحتلال الإسرائيلي، وأن موقف بروكسل يتسق مع القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة ولا سيما القراران 242 و497.
وأكدت وزارة الخارجية الصينية أن الجولان السوري محتل، وأن مجلس الأمن الدولي أصدر عدة قرارات تحث كيان الاحتلال الإسرائيلي على الانسحاب منه.
وأعرب المتحدّث باسم الوزارة جين شوانغ خلال مؤتمر صحفي معارضة بلاده تغيير الوضع الراهن في الجولان عبر سلوك أحادي الجانب، وتدعو إلى تجنّب تصعيد التوترات الإقليمية.
كما أكد السفير الصيني في لبنان وأن كيجيان أن الجولان السوري أرض سورية محتلة، ويجب حل هذه القضية وفقاً للقرارات الدولية، وشدد، خلال لقائه رئيس حزب الاتحاد اللبناني النائب عبد الرحيم مراد، على ضرورة الالتزام بالقرارات الدولية فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي.
إلى ذلك أكد وزير الخارجية التشيكي توماش بيترجيتشيك أن بلاده تعتبر الجولان أرضاً سورية محتلة وفق قرارات مجلس الأمن الدولي والموقف المشترك للاتحاد الأوروبي، وشدد، بعد لقائه وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل في براغ، على التزام بلاده بقرارات مجلس الأمن حول الجولان السوري المحتل، مشيراً إلى أنها تدعم في نفس الوقت الموقف المشترك للاتحاد الأوروبي، الذي يعتبر الجولان أرضاً سورية محتلة.
من جانبه ندد باسيل بإعلان الرئيس الأمريكي حول الجولان المحتل، مؤكداً أنه يمثّل تعدياً على الحقوق السورية، ولافتاً إلى رفض بلاده لذلك بشدة.
كما استنكرت باكستان إعلان ترامب، داعية الأمين العام للأمم المتحدة إلى التعامل مع هذا الوضع وفقاً لميثاق المنظمة الدولية. وجاء في بيان صدر عن الخارجية الباكستانية: إن إسلام آباد تعرب عن رفضها التام واستنكارها لإعلان إدارة الولايات المتحدة الاعتراف بضم الجولان السوري المحتل إلى “إسرائيل”.
وبيّنت أن القرار الأمريكي يمثل “مخالفة صريحة لميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي وللقرارات الدولية ذات الصلة بما في ذلك قرار مجلس الأمن رقم 497 لعام 1981، محذّرة من أن لهذه الخطوة “آثاراً سلبية كبيرة على مسيرة السلام في الشرق الأوسط وأمن واستقرار المنطقة”.
في السياق ذاته أكدت جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية أن إعلان ترامب انتهاك للسيادة السورية على أراضيها، ويؤدي إلى تصعيد الوضع في المنطقة. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الكورية الديمقراطية في تصريح له: “إن إنكار سيادة سورية على الجولان هو انتهاك لحقها في ذلك، وهذا قد يؤدي إلى تصعيد الوضع في المنطقة”، وأضاف: “الاعتراف بأن الجولان أرض سورية مقدّسة غير قابلة للمصادرة أو التصرّف بها اعتراف عالمي”، مشيراً إلى قرارات مجلس الأمن الدولي والجمعية العمومية للأمم المتحدة بهذا الشأن.
وشدد المتحدّث على دعم كوريا الديمقراطية الكامل للحكومة والشعب السوري في استعادة الجولان السوري المحتل وحماية سيادة سورية ووحدة أراضيها.
علماء بلاد الشام
وأكد اتحاد علماء بلاد الشام أن الإدارة الأمريكية تمعن في انتهاج منهج الظلم والاستكبار، وتزدري الشرعية الدولية وقرارات هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وتصر على تجاوز كل القيم الأخلاقية، عبر دعمها المطلق للكيان الصهيوني، على الرغم من أن العالم كله غدا يرفض هذه العربدة الصهيونية ومنطق العدوانية والحقد الذي تترجمه الإدارة الأمريكية بتسويغ لغة الظلم والعدوان الأمر الذي يظهر إمعان الإدارة الأمريكية على تجاهل إرادة دول العالم وازدراء إرادة الشعوب مما جعل السياسة الأمريكية موضع كراهية ورفض من العالم بأسره.
وأضاف البيان: إن هذه السياسة التي نتج عنها قرار ترامب الأخير التافه بمنح الكيان الصهيوني الحق بالاستيلاء على أرض الجولان السورية مكافأة له على عدوانه، ومن قبله منحه حق الاستيلاء على القدس من خلال نقل سفارة أمريكا إليها ودعمه للعدوان الصهيوني المستمر على الشعب الفلسطيني … كل ذلك هو تكريس لمنطق الظلم والعدوان وشرعنة لسياسة الحرب التي رفضتها شعوب العالم يوم دعت لقيام الأمم المتحدة لوضع حد لسياسة الحرب والعدوان التي تهدد السلم العالمي، وإن فلسطين وكل ذرة تراب سورية جزء مقدس وأمانة في أعناق الأمة كلها يجب أن تجتمع كلمتها على تحريرها وطرد الغاصب منها، وأكد أن قرار ترامب العدواني على حق سورية في أرض الجولان وعلى حقوق الشعب الفلسطيني سيكون مسماراً في نعش السياسة العدوانية الأمريكية ومفجراً لغضب الشعوب ضدها، وإن من حق الشعب السوري والشعب الفلسطيني والشعوب التي ينالها الطغيان الأمريكي أن تواجه العدوان بكل الوسائل لدفع العدوان حتى يعود الحق إلى نصابه.
القدس الدولية: سابقة في العلاقات الدولية
وفي ردود الفعل الشعبية، أكدت مؤسسة القدس الدولية أن إعلان ترامب لا يغيّر من حقيقة أن الجولان أرض عربية سورية محتلة، وقالت في بيان: “ندين إعلان ترامب الاعتراف بضم الجولان السوري المحتل إلى الكيان الصهيوني، ونرى فيه تحدياً صارخاً لمشاعر أبناء سورية وحقوقهم واعتداء على سيادتها ووحدة أراضيها”، وأشار البيان إلى أن إعلان ترامب حول الجولان يشكّل سابقة في العلاقات الدولية، ما يدفع باتجاه إحلال مبدأ القوة العسكرية بدل القانون الدولي، ويمهّد لقرارات تستهدف أراضي عربية أخرى محتلة، ورأى أن القرار جاء رداً على إفشال سورية المشروع الأمريكي الصهيوني الإخواني ودحرها الإرهاب في المنطقة وصرف النظر عن المشروع التقسيمي، الذي تسعى الإدارة الأميركية وحلفاؤها لتكريسه.
نواب الشعب التونسي
وعبّر مجلس نواب الشعب التونسي، خلال جلسته العامة، عن رفضه لقرار ترامب، الذي يمثّل اعتداء مباشراً وانتهاكاً سافراً لميثاق الأمم المتحدة وخرقاً لمبادئ الشرعية الدولية ولقرارات مجلس الأمن، ومساساً خطيراً بحقوق الشعب السوري في استرجاع كامل إقليم دولته، أرضاً وجوّاً، وكلّ قرار مخالف لذلك يشكّل تهديداً مباشراً للسلم الدوليّة، ويؤكّد أنّ هذا القرار يمثّل عملاً عدوانياً يستخفّ بحقوق سورية الشقيقة وشعبها ووحدتها الترابية واستفزازاً لمشاعر العرب والمسلمين وكلّ أحرار العالم، وجدّد المجلس مساندته اللا مشروطة ووقوفه الدائم إلى جانب الحقوق المشروعة لسورية الشقيقة في مرتفعات الجولان المحتلّ، ويعتبره أرضاً عربية سورية، وجزءاً لا يتجزّأ من الجمهورية العربية السورية، مثلما تقرّ بذلك الشرعية الدولية وقرارات المجتمع الدولي الرافض للاحتلال الصهيوني للجولان، ودعا المنظمات الإقليمية والدولية، وخصوصاً الأمم المتحدة، لاتخاذ موقف صارم للتصدّي لهذا القرار الظالم، وحمّل الأنظمة العربية والإسلامية مسؤوليتها التاريخية، ودعاها للتحرّك الفوري والقوّي للحيلولة دون تفعيل هذا القرار ولاحترام مبادئ القانون الدولي، كما يدعو إلى التضامن مع الشقيقة سوريا ضدّ العدوان الصهيوني المدعوم من قبل قوى الهيمنة العالمية، ومساندتها في استرجاع الجولان المحتلّ.
وطالب الحكومة التونسية بالتحرّك الدبلوماسي الفوري تعبيراً عن الموقف الشعبي والرسمي التونسي الرافض لهذا القرار، كما دعا إلى ضرورة تفعيل الدبلوماسية البرلمانية للتنديد بهذا القرار الجائر، ودعم الشعب السوري في الحفاظ على وحدة أرضه.
محامو العراق: مواجهة الإعلان الأمريكي العدواني
وفي بغداد، دعا نقيب المحامين العراقيين ضياء السعدي اتحاد المحامين العرب لعقد اجتماع استثنائي عاجل للتصدي لإعلان ترامب، وأكد، في كتاب رسمي موجّه إلى الأمين العام لاتحاد المحامين العرب ناصر حمود الكريوين، أن إعلان ترامب “يشكّل اصطفافاً لا مشروعاً مع هذا الكيان الغاصب والمحتل للأراضي العربية”، إلى جانب أنه تصرف كيفي غير منضبط وطغيان أمريكي سافر يستهدف سيادة سورية على أراضيها، وأضاف: إنه بالاستناد إلى الطبيعة الحقوقية لاتحاد المحامين العرب وأهدافه بالدفاع عن حقوق الشعب العربي، والتي كرّستها مقرراته في صراعه المرير مع قوى الشر والبغي والعدوان التي تستهدف الأمة ووجودها وحقها في الحياة، الأمر الذي اقتضى الطلب بضرورة دعوة المكتب الدائم للاتحاد لعقد اجتماع استثنائي عاجل يتكفل بمواجهة الإعلان الأمريكي العدواني والتصدي لآثاره الخطيرة.
أحزاب ونقابات دولية: الجولان أرض سورية حصراً
من جانبها وصفت كتلة التحرير والتنمية النيابية اللبنانية إعلان ترامب بأنه تجاوز للقانون الدولي، ويشكّل مخالفة صريحة وتهديداً للأراضي اللبنانية المحتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ولمقتضيات الحل العادل والشامل في المنطقة، ويزيد التوتر فيها، فيما قالت لجنة الشؤون الخارجية والمغتربين في مجلس النواب اللبناني: إن الإعلان يمثّل انقلاباً كاملاً على القوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة وحقوق وسيادات الدول، ويعتبر سابقة خطيرة يمكن أن تطبقها الولايات المتحدة الأمريكية في أي مكان في العالم، وأشارت في بيان إلى أن الإعلان يثبت مرة جديدة أن الولايات المتحدة الأمريكية تعطي كيان الاحتلال الإسرائيلي استثناء دائماً يعفيها من الالتزام بالقوانين الدولية بما يضرب بعرض الحائط كل ما درجت عليه القوانين والأعراف السياسية، ودعت الأمم المتحدة للاضطلاع بمسؤولياتها والتأكيد على قراراتها التي تعتبر الجولان أرضاً سورية محتلة.
وفي هافانا، أكد الحزب الشيوعي الكوبي أن موقف ترامب يشكّل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي ولميثاق الأمم المتحدة.
وجدّد نائب رئيس دائرة العلاقات الدولية في اللجنة المركزية للحزب خوان كارلوس مارسان، خلال زيارة قام بها لمقر سفارة سورية في كوبا ولقائه السفير الدكتور إدريس ميا، مواقف بلاده الداعمة لسورية في جهودها الهادفة لاستعادة كل شبر من أراضيها المحتلة، مشيراً إلى أن التحديات الراهنة التي يواجهها البلدان تستوجب تعزيز العلاقات بينهما.
وفي براغ، أكد التجمع النقابي لتشيكيا ومورافيا وسيلزكو أن الجولان أرض سورية حصراً، وعبّر عضو اللجنة الخارجية في التجمع مارتين بيتش عن دعم التجمع للشعب السوري في مقاومته ونضاله بمختلف الوسائل ضد الاحتلال الإسرائيلي ومن أجل استعادة حقوقه المشروعة وأراضيه المحتلة.
بدورها أكدت الصحفية التشيكية المختصة بالشرق الأوسط تيريزا سبينتسيروفا أن اللوبي اليهودي المؤثر في الولايات المتحدة بدأ العمل لتحقيق إعلان ترامب منذ تيقنه أن “إسرائيل” خسرت حربها ضد سورية عبر أدواتها الإرهابية. كما أكد رئيس معهد العلاقات الدولية التشيكوسلوفاكي يارومير شلاباتا أن إعلان ترامب سابقة خطيرة لها تداعيات تهدد السلم والأمن الدوليين، وشدّد على أن إعلان ترامب لا قيمة له ولن يستطيع تغيير الحقيقة لأن الجولان أرض سورية تاريخياً وجغرافياً، وهذا ما تقره جميع القوانين الدولية، وبالتالي لا يستطيع أي شخص أو جهة أو قرار تغيير هذه القوانين، وبيّن أن هذا الإعلان يضعف مصداقية الولايات المتحدة ويكشف أنها لا تستطيع أن تكون وسيطاً نزيهاً أو حيادياً، وهو قائم على مصالح ذاتية آنية فاشلة تقود إلى حروب جديدة في المنطقة وفوضى عارمة قد تتجاوز الحدود الإقليمية وتهدد السلم والأمن الدوليين.
وفي القاهرة، أوضح البرلماني المصري البدري أحمد ضيف أن إعلان ترامب يتعارض مع القرارات الشرعية الدولية، التي تؤكد أن الجولان أرض محتلة، مشدّداً على أنه لا يمكن تنفيذه دولياً لأن القوى الدولية لا تعترف به، وأشار إلى أن الإعلان يعكس تحيّزاً صارخاً من الولايات المتحدة لصالح الكيان الصهيوني ومحاولة صريحة لإشعال الصراع في المنطقة العربية، فيما أكدت البرلمانية المصرية هيام حلاوة أن هذا الإعلان قرار فردي لا يمتلك أي صفة قانونية، ولا يمكن الأخذ به دولياً.
وفي العراق، أكد المؤتمر الناصري العام- ساحة العراق أن إعلان ترامب يمثّل خطوة عدائية سافرة مخالفة للقرارات الأممية وللقانون والأعراف الدولية، وشدّد في بيان على أن تلك الخطوة لن تستطيع أن تفرض على شعبنا العربي السوري شيئاً خارج إرادته الوطنية على كامل ترابه ومنه الجولان المحتل، مشيراً إلى أن إعلان ترامب ما كان له أن يتم لولا انهيار النظام الرسمي الرجعي العربي في هرولته نحو التطبيع وإتمام ما سمي “صفقة القرن” وتصفية القضية الفلسطينية وإقامة ما يسمى “الشرق الأوسط الجديد”.