الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

محمد منذر زريق.. وداعا عاشق الجمال

خسر الوسط الثقافي والتشكيلي الشاعر محمد منذر زريق الذي وافته المنية منذ أيام تاركا خلفه فراغا كبيرا كان يشغله بحضوره المحبب بين الفنانين التشكيليين من خلال متابعته لمعارضهم واهتمامه بأعمالهم واقتناء بعضا منها، فقد اقتنى مجموعة كبيرة من اللوحات الفنية ودفع ببعض التجارب الجديدة نحو العرض وتأكيد حضورهم، كما شارك في عدد من المناسبات والندوات التكريمية لبعض التجارب التشكيلية، ولا يخفى دوره الخيري تجاه البعض من المحتاجين للدعم المعنوي والمالي، كما نجح في إقامة أنشطة تشكيلية ذات طابع معين استطاع أن يستقطب عددا كبيرا من الفنانين ويؤثر بشخصه الودود بدائرة واسعة من أبناء الوسط التشكيلي بكرمه ولطف معشره، ويسجل له جهده في إقامة معرض الفنانة الألمانية الراحلة أرسولا صديقة الشعب السوري، جاءت إلى سورية العام الماضي وأقامت معرضها الفردي وتوفيت بعد افتتاح المعرض بساعات ودفنت في دمشق واكتسبت الصفة التي أطلقها عليها الراحل زريق – اختنا في التراب – كما ألف كتابا تضمن سيرتها وما كتب عنها وعن رحلتها وتضامنها مع الشعب السوري في وجه ما تعرض له من إرهاب ودعاية غربية تسيء للحقيقة السورية.
الراحل زريق فتح الباب أمام عدد من المقتنين للوحة في المجتمع كما فتح بابا واسعا للمحبة بين الفنانين أنفسهم من خلال حواراتهم عن اللوحة وسوقها وحرص المجتمع السوري على تعزيز دور المبدع والفنان، وضرورة منحه بعض ما يستحق من رعاية مادية تقيه العوز والفقر، فقد كان شخصا كريما محسنا.. أحبه الله
العزاء لأسرة الراحل الشاعر محمد منذر زريق ولمحبيه ولأصدقائه من الفنانين التشكيليين الذين سيفتقدونه كثيرا، والرجاء منهم الحفاظ على ما كان يسعى إليه الراحل من محبة فيما بينهم وتعاون وحوار مبدع، وإن كان هناك اختلافات فهو من الصحة أن تكون بدلا عن المجاملات والمداهنة، لأن الحب مسؤولية كبيرة ورسالة رائعة من وصايا الجمال.. محمد منذر زريق الجميل وداعا ولترحمك السماء.
أكسم طلاع