هزيمة مدوية لأردوغان في أنقرة واسطنبول
تلقى رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان صفعة مدوية في الانتخابات المحلية، إذ أعلن رئيس اللجنة العليا للانتخابات التركية، سعدي غوفن، أمس، عن تقدّم مرشّح المعارضة الرئيسي في مدينة اسطنبول على مرشح حزب “العدالة والتنمية”، الذي يتزعمه أردوغان، وذلك بعد أن أعلن كل من المرشحين الفوز بفارق ضئيل، فيما أفادت وسائل إعلام تابعة للنظام التركي أن حزب أردوغان يتراجع في الانتخابات البلدية للعاصمة أنقرة، حيث يخوض منافسة حادة مع منافسيه، وهو ما قد يعد هزيمة رئيسية للحزب الحاكم بعد عقد ونصف عقد في السلطة.
وتشكّل هزيمة حزب أردوغان في أنقرة ضربة كبيرة لرئيس النظام التركي، ومن شأن الخسارة في اسطنبول، التي تبلغ مساحتها ثلاثة أمثال العاصمة، واستهل فيها أردوغان مسيرته السياسية وكان رئيساً لبلديتها في التسعينيات، أن تكون صدمة أكبر.
وقال غوفن في تصريحات للصحفيين: إن أكرم إمام أوغلو، مرشّح حزب الشعب الجمهوري، حصل على 4159650 صوتاً، مقابل 4131761 صوتاً حصل عليها بن علي يلدريم، مرشّح حزب العدالة والتنمية.
ويتمّ التركيز بصورة خاصة على ثلاثين بلدية كبرى في مدن تشكّل الرئة الاقتصادية للبلاد، حيث تجري معارك حامية لا سيما في بورصة وأنطاليا، لكن الانتباه يبقى مركّزاً بصورة خاصة على العاصمة أنقرة، واسطنبول القلب الاقتصادي والديموغرافي لتركيا.
وفي كلمة لأنصاره، قال إمام أوغلو: إن البيانات الصادرة عن حزبه أظهرت أن من المستحيل حسابياً أن يتمكّن يلدريم من سد الفجوة، واضاف: “أود أن أوضح لتركيا ولشعبنا في مدينة اسطنبول أن فوزنا بالمدينة واضح من خلال ما لدينا من معطيات قمنا بإدخالها على النظام الانتخابي لدى حزب الشعب الجمهوري”.
وطالب المعارض التركي من كافة المنتمين لحزبه بعدم ترك اللجان الانتخابية في كافة مناطق اسطنبول لحين انتهاء العملية الانتخابية، قائلاً: “الجميع باقون في أماكنهم حتى النهاية في مسعى منهم للحفاظ على حقهم في مدينة اسطنبول ذات الـ16 مليون نسمة”.
ولم تشهد تركيا انتخابات حامية كهذه منذ سنوات عديدة، على الرغم من أن الظروف الميدانية للحملة الانتخابية كانت إلى حد كبير لمصلحة حزب العدالة والتنمية، الذي حظي بتغطية إعلامية ساحقة.
وفي العاصمة أنقرة ومع فرز 88 بالمئة من صناديق الاقتراع، حلّ مرشح المعارضة لبلدية أنقرة في الطليعة بنسبة 50,35 بالمئة، وخلفه مرشح حزب العدالة والتنمية بنسبة 47,43 بالمئة، وفق وكالة الأناضول الرسمية، فيما قال كمال كليجدار أوغلو، رئيس حزب الشعب الجمهوري: إن مرشحي حزبه فازوا في الانتخابات البلدية بالمدن الثلاث الرئيسية وفقاً لبيانات الحزب. وأقر رئيس النظام التركي بشكل مباشر بهزيمة حزبه في اسطنبول والعاصمة أنقرة، وقال في خطابه التقليدي: “حزبه سيعالج مكامن ضعفه”، التي ظهرت في الانتخابات البلدية، مضيفاً في محاولة منه لرفع معنويات أنصاره: “حتى إذا خسرنا رئاسة اسطنبول وأنقرة إلا أننا فزنا في أقضية هذه المدن”.
وفي وقت تواجه فيه تركيا أول انكماش اقتصادي منذ عشر سنوات، وتضخماً قياسياً وبطالة متزايدة، تشكّل هذه الانتخابات اختباراً لأردوغان، بعد فوزه في كل الانتخابات منذ وصول حزب العدالة والتنمية الذي يترأسه إلى السلطة عام 2002. وفي مؤشّر إلى أهمية هذه الانتخابات المحلية بالنسبة اليه، شارك أردوغان (65 عاماً) بشكل نشط في الحملة، فعقد أكثر من مئة مهرجان انتخابي خلال خمسين يوماً، وألقى ما لا يقل عن 14 خطاباً الجمعة والسبت في اسطنبول، لكن كل ذلك لم يكسبه تأييد العاصمة، أو يضمن له نتيجة حاسمة في اسطنبول، في وقت تتجه فيه البلاد نحو تراجع اقتصادي أثّر بشدة على الناخبين.