خطوة ما بعد التغيير
كما توقعت “البعث” قبل أيام، قررت القيادة الرياضية إجراء تغيير على هيكلية اتحاد المصارعة بعد فترة عدم الاستقرار التي مر بها، وكثرة الخلافات التي عصفت به، حيث تمت الاستعانة بأسماء لها خبرتها الواسعة في اللعبة، وإسناد مهمة رئيس الاتحاد لشخص يشهد له بالكفاءة.
ومع اعترافنا بأهمية وضرورة التغيير الذي حصل، إلا أن الأهم في الفترة المتبقية من عمر الدورة الانتخابية التي تقارب الستة أشهر أن نرى مراقبة حقيقية لعمل الاتحاد وكوادره حتى لا نصل مرة أخرى إلى طريق مسدود يكون التغيير فيه هو الحل الوحيد.
استقطاب الكوادر المبتعدة والمبعدة أيضاً يجب أن يكون الأولوية في أجندة عمل الاتحاد الجديد، فلن يحصل النجاح إذا بقيت العقلية السابقة ذاتها القائمة على الانتقائية، والشللية، وتفضيل المصالح الشخصية، فالموجودون خارج خارطة اللعبة من خبرات قادرون على إحداث نقلة نوعية فيها شريطة توفير الأجواء المريحة للعمل، إضافة إلى إنهاء حالة تعدد الاختصاصات التي تعيشها اللعبة، حيث إن المصارعة من الرياضات النادرة أو الوحيدة التي نرى فيها الشخص ذاته مدرباً وحكماً وإدارياً، وإذا سمح العمر لاعباً، فالتخصص مطلوب، وإعطاء الفرصة للآخرين للتواجد والعمل أمر بغاية الأهمية.
كوادر اللعبة اليوم متعطشة للاستقرار الفني والإداري للانتهاء من حالة المراوحة في المكان، أو التراجع في بعض الأحيان، لذلك ستكون تسمية كوادر المنتخبات الوطنية بشكل يمثّل كل المحافظات بادرة جيدة، فالتغيير كل ستة أشهر ليس صحياً، وليس دليل عافية نهائياً.
على العموم، كل ما نتمناه أن تكون مصارعتنا قد بدأت مرحلة جديدة مع هذا التغيير، محدثة قطيعة مع ما كان يجري في الفترات السابقة من سلبيات، ليفتح المجال أمام نظرة متجددة، وأفكار تعيد للعبة ما كانت عليه من نجاح وتألق، وبالتأكيد الأمر ليس مستحيلاً، لكنه بحاجة لنوايا صافية، ولأشخاص راغبين في العمل للمصلحة العامة فقط.
مؤيد البش