لســــــــنا أجـــــــراء…!؟
تتجه الأنظار اليوم في الداخل والخارج نحو كعكة إعادة الإعمار السورية، فالكعكة كبيرة ومجزية وتستأهل، وهذا أمر طبيعي ومنطقي لبلد يخرج من أتون حرب حاقدة شنت عليه بغير وجه حق. وقد بدأت طلائع وفود الدول الرسمية وغير الرسمية والشركات تتقاطر أمام عتباتنا لبناء ومد جسور التواصل لإعادة وصل ما انقطع، وفتح صفحة جديدة بشكل مباشر أو غير مباشر عبر وسطاء محملين بعروض وأفكار ودراسات ومقترحات لإبرام عقود تنفيذية وعقود للإدارة والتشغيل، وتوريد المستلزمات من معدات وأدوات. ولم تستثنِ العقود أو تفرق بين المشروعات القائمة المنفذة أو قيد التنفيذ، ولا بين المشروعات الجديدة المقترحة فطالت المطارات والمرافئ والسكك الحديدية والاتصالات الخليوية والطرق الدولية والتنقيب الاستكشافي النفطي والكهرباء ومحطات المياه والصرف الصحي والأبنية المسبقة الصنع \الجاهزة\ وغيرها الكثير بمدد استثمار طويلة يصل بعضها لنصف قرن أو أكثر أو أقل بقليل. وإذا كنا في المبدأ لسنا ضد الاستثمار ولا ضد إعادة الإعمار بالتأكيد، لكننا مع انتقائية الاستثمار، فنترك الاستثمارات الاستراتيجية الكبيرة والنوعية ذات الطبيعة الخاصة والتكاليف الكبيرة لتكون بيد الأصدقاء الذين وقفوا معنا في محنتنا، وباقي الاستثمارات تكون الأولوية فيها لشركاتنا ومؤسساتنا ومالنا الوطني بشقيه العام والخاص وفق أسس ومعايير متطورة وعصرية بضوابط صارمة تحافظ على خصوصيتنا السورية وتتيح الفرصة للجيل الشاب والأجيال التي سبقته المساهمة في إعادة الإعمار؛ لأننا لا نرغب أن نكون “أجراء” في بلدنا ولدينا مالدينا من الكفاءات والقدرات والشركات التي تتمتع بالملاءة المادية الوازنة التي لها العديد من التجارب الناجحة خارج الحدود، ولدينا الأداء الفني العالي المستوى والخبرة واليد العاملة الماهرة التي تؤهلنا لنكون أرباب عمل ناجحين. وما شهدته دول مابعد الحربين العالمية الأولى والثانية من نهضة قياسية قام على أكتاف أبنائها أولاً، فحري بنا أن نعطي هذه الأولوية لقدراتنا الذاتية أولاً وثانياً وثالثاً المشفوعة بالتسهيلات والمزايا والمحفزات والإعفاءات، وبعدها يأتي دور الأصدقاء. ولسنا هنا بوارد جحود أو نكران أو تنصل؛ لأنها ليست من طبائعنا ولا عوائدنا أبداً، لكنه حق لا نلام عليه، من هنا نقول مهلاً؛ فأولاد البلد أولى…
وائل علي