حفل تأبين في الذكرى السادسة لاستشهاد العلّامة البوطي:أنموذج يُحتذى في الدفاع عن الوطن والعروبة والإسلام
دمشق- سنان حسن:
بمناسبة الذكرى السادسة لاستشهاد العلّامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي، شهيد المحراب، أقامت وزارة الأوقاف، أمس، حفلاً تأبينياً في مكتبة الأسد الوطنية في دمشق، تخلله عرض فيلم وثائقي عن سيرة الشهيد البوطي ومواقفه وأعماله وخطبه التي تحدّثت عن أهمية الوقوف صفاً واحداً، ونبذ التفرقة والخلافات، لحماية الوطن والذود عنه.
وفي كلمة له أكد وزير الأوقاف الدكتور محمد عبد الستار السيد أن الشهيد البوطي كان يدعو دائماً لوحدة الوطن واللحمة بين أبنائه، لافتاً إلى دعوة العلّامة الراحل دائماً إلى المحبة والحذر من كل المؤامرات والفتن والدعوات المشبوهة التي حاولت المساس بالوطن، وأضاف: في الذكرى السادسة لاستشهاد شهيد المحراب مازال صدى كلامه يتردّد، فالعلامة كان في طليعة المدافعين عن المنهج الصحيح للإسلام الحنيف، ورائداً في استشراف مستقبل الوطن والأمة من خلال قراءة الوقائع والأحداث.
وفي كلمة حزب البعث العربي الاشتراكي شدد المدير العام لدار البعث على أن الشهيد البوطي أنموذج يُحتذى به في الدفاع عن الوطن والعروبة والإسلام، وأضاف: لقد جمعتنا ثلاثة عقود من العمل الأكاديمي مع العلّامة الشهيد في جامعة دمشق، فلم يكن أستاذاً في الجامعة ومعلماً في رحابها فقط، بل كانت له المنابر المعطاء وطنياً ومعرفياً في الجامعة والمكتبة والمساجد وفي الإعلام، ينافح فيها عن وطنه ودينه، وأردف: طالما أشكل علينا كباحثين وإعلاميين وأكاديميين وحزبيين غير قليل من المسائل، ولاسيما في العلاقة بين السياسة والفكر، وبين التراث والحاضر، والعروبة والإسلام، وكان الشهيد البوطي يعطي الجواب الشافي والدقيق حول تلك المسائل، وينهل الناس من أفقه الواسع وعلمه الغزير وصدره الرحب ورأيه الواضح والحازم في الحق والحقيقة، مع أريحية لا تغادرها الصلابة الرحيمة، مشيراً إلى أن الشهيد وقف في وجه المؤامرة والحرب التي تعرّضت لها سورية، معلناً أنها أرض لا مكان للفتنة فيها ولا لفرح العدو.
وباسم أسرة الشهيد، أكد الدكتور توفيق محمد سعيد رمضان البوطي، رئيس اتحاد علماء بلاد الشام، أن الشهيد كان أكثر من عالم وأستاذ جامعي، وتجاوز علمه العالم كله، وانتشرت كتبه في الآفاق، لافتاً إلى أن مواقف الشهيد وحججه المتميّزة بالوضوح والموضوعية، ووقوفه في مواجهة كل المؤامرات التي حاولت المساس بالدين والوطن والأمة، أزعجت عملاء الصهيونية وأعداء الإسلام، ولذلك اغتالوه.
حضر حفل التأبين عدد من أعضاء مجلس الشعب وحشد من علماء الدين الإسلامي وعدد من السفراء وممثلي السلك الدبلوماسي المعتمدين في دمشق.
وكان العلّامة البوطي و42 من طلاب العلم استشهدوا في الحادي والعشرين من آذار 2013 جراء تفجير إرهابي انتحاري في جامع الإيمان بمنطقة المزرعة في دمشق.