الصفحة الاولىصحيفة البعث

وزيرة جديدة تغادر “سفينة ترامب”

 

في مؤشر جديد على حجم التصدّع والأزمات في الإدارة الأمريكية، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تغريدة على تويتر، أن وزيرة الأمن الداخلي كيرستن نيلسن “ستغادر منصبها”، وأن رئيس دائرة الجمارك وحماية الحدود كيفن ماكآلينان سيحل محلها.
وانضمت نيلسن إلى إدارة ترامب في كانون الثاني 2017 مساعدة لأول وزير عيّنه على رأس هذه الوزارة جون كيلي، وعندما قرر ترامب تعيين كيلي في منصب كبير موظفي البيت الأبيض في تموز 2017 أصبحت كيرستن مساعدة له، ليعيّنها في تشرين الأول من العام نفسه وزيرة للأمن الداخلي.
ومع تسلّمها حقيبة الأمن الداخلي أصبحت كيرستن رأس حربة ترامب في الدفاع عن سياسة الهجرة التي ينتهجها، وفي وضع هذه السياسة موضع التطبيق، بما في ذلك فصل أطفال المهاجرين غير الشرعيين عن والديهم، وهو إجراء لقي انتقادات دولية وداخلية على حد سواء.
وقد شهد عام 2018 في الولايات المتحدة سلسلة تغييرات في آلية عمل إدارة ترامب، كان أبرزها جملة الإقالات والاستقالات الرفيعة المستوى، مثل وزير الدفاع جيمس ماتيس، والمبعوث الأميركي لحل الأزمة الخليجية أنتوني زيني، والمندوبة الأمريكية في الأمم المتحدة نيكي هايلي، وغيرهم الكثير، لتصبح أعلى إدارة أمريكية في عدد استقالات مسؤوليها خلال العقود الأربعة الأخيرة، بعد إدارة الرئيس الأسبق رونالد ريغان في ثمانينيات القرن الماضي.
وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال”، قد ذكرت في تشرين الثاني الماضي، نقلاً عن مسؤولين لم تكشف عنهم في البيت الأبيض والإدارة الأميركية، أن الرئيس ترامب، قرّر تغيير وزيرة الأمن الداخلي، لكنه لم يستقر بعد على توقيت ذلك.
إدارة ترامب، التي لم تكمل عامها الثالث بعد، شهدت أكثر من 28 إقالة أو استقالة، كان أبرزها استقالة وزير الخارجية ريكس تيلرسون، ومستشار الأمن القومي مايكل فلين، الذي لم يستمر في منصبه سوى 25 يوماً فقط، إضافة إلى شون سبايسر المتحدّث باسم البيت الأبيض، وجيمس كومى مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي “إف. بي. آي”، وأنطوني سكاراموتشي أحد مديري الاتصالات بالبيت الأبيض، ورينس بريبوس كبير موظفي البيت الأبيض، وستيف بانون كبير المخططين الاستراتيجيين في البيت الأبيض.
وتعكس هذه الاستقالات حجم الخلافات في إدارة ترامب، الذي اتسمت سياسته بالقرارات والإجراءات المتهورة التي اتخذها منذ توليه الحكم مطلع عام 2017، حيث أعلن عن انسحاب بلاده من اتفاقية باريس للمناخ، واتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ، ومن منظمة اليونيسكو، ومن الاتفاق النووي مع إيران، وهدد بالخروج من منظمة التجارة العالمية، كما افتعل حرباً تجارية مع الكثير من دول العالم، من خلال فرض الرسوم على منتجاتها وبضائعها من الصلب والألمنيوم، إلى جانب إجراءاته حيال المهاجرين.